المليارات الأمريكية لإسرائيل سعودية


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5622 - 2017 / 8 / 27 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

عند تتويج ترامب ملكًا

على الأمريكيين في البيت الأبيض، كانت ديون الدولة في ارتفاع يبلغ 19961 مليار دولار، حوالي عشرين ألف مليار دولار، وقَدَّر المعلق السياسي ستان كولندر بألف مليار دولار سنويًا ارتفاع هذه الديون خلال فترة ترامب الأولى وفترته الثانية إن هو أعيد انتخابه، أي بثمانية آلاف مليار دولار، ليسلم مفاتيح البيت الأبيض لخلفه بعجز قدره 28000 مليار دولار. دولة مفلسة كهذه كيف تقدم مساعدة عسكرية لإسرائيل قدرها 30 مليار دولار بين سنتي 2009 و 2018 و38 مليار دولار بزيادة 8 مليار دولار بين 2019 و 2028؟

عند زيارة ترامب

وقعت السعودية على عقود شراء أسلحة بمقدار 110 مليار دولار هكذا دفعة واحدة وفي الحال لا كما إسرائيل على فترة تتجدد كل عشر سنوات بمعدل 3 مليار دولار كل سنة، فترى إسرائيل هذه الصفقة الضخمة بأم عينها وتبقى ساكتة، مما يجعلنا نفترض أن السعودية هي التي تدفع الشيك الإسرائيلي للأمريكان –شيك صغير بالنسبة لشيكها الأكبر من كبير- مقابل تزويدها بالسلاح كما تنص عليه العقود السرية، وما يتبقى يعود إلى حقل الدبلوماسية، فصراخ إسرائيل، بالأحرى نباحها، إسرائيل التي تملك عشرات القنابل النووية، نباح إسرائيل ضد إيران النووي ما هو سوى دعم لا مباشر لحكام نعل العم سام الذين تقض مضاجعهم مجرد فكرة المد الشيعي، يستغل الإسرائيليون ذلك بعد استغلال الأمريكيين، وليس هذا بخصوص السعودية فقط بل وباقي دول الخليج الكرتونية، عندما نعلم أن عقود التسلح –حسب جريدة لاكروا الفرنسية- وصلت إلى 215 أو 216 مليار دولار في العام 2016.

ما يثبت التحليل السابق

ما كشف عنه الموقع الأمريكي كونسورتيوم نيوز في العام الماضي وما أكده رئيس تحريره روبرت باري من أن مصادره جديرة بالثقة لقربها الشديد من السي آي إيه، أن السعودية دفعت 16 مليار دولار لإسرائيل على فترة سنتين ونصف لدعم مشاريع الاستيطان في الأراضي المحتلة، هذا المبلغ الضخم غيض من فيض، فكلنا يعلم بالتبادل التجاري بين البلدين منذ غداة قيام إسرائيل، وكلنا يعلم بالسنتات التي تحسم في ثمن كل برميل نفط لحساب إسرائيل على غرار قناني الكوكا كولا والبيبسي كولا.

طبعًا

هناك الدعم السياسي المتبادل مقابل الدعم العسكري والاقتصادي، لكن الدعم السياسي ليس كل الأسباب، هناك العبء التاريخي الذي يحمله بنو سعود على أكتافهم، فالعهد القديم ومملكة سليمان بما فيها القدس/أورشليم بما فيها الهيكل ليست في فلسطين بل في عسير غرب جزيرة العرب، وهذا ما برهن عليه العالم الأركيولوجي كمال الصليبي وأثبته في كتابه "التوراة جاءت من جزيرة العرب"، ليس في حمل هذا العبء ابتزاز بالتهديد من طرف الحكام الإسرائيليين ولا تخويف بالاحتلال كما احتلوا فلسطين، لأن ما يقوم به آل سعود تجاه إسرائيل جزء يسير من واجبهم التاريخي نحو بني إسرائيل الذين اندثروا، وبفضل يهود الحجاز الذين أخذوا عنهم العقيدة ثم تنصروا كان الدين الإسلامي كما أقره عمر بن الخطاب وجمع آياته عثمان بن عفان في كتاب ثم شرَّعه نظامًا للدولة محمد بن عبد الوهاب.