هرتزل الفلسطينيين ولنكولن العرب والمسلمين


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

حسب مجلة رأس المال "كابتال"...
...في الأشهر العشرة الأخيرة فقدت بورصة شنغهاي أربعين بالمائة من قيمتها، وبورصة ميلانو ثلاثين بالمائة، وأبحر الكاك كارانت (CAC 40) دليل البورصة لأهم أربعين شركة في فرنسا خمسة وعشرين بالمائة تحت مستواه في شهر أوت/أغسطس الماضي، وما نحن إلا في أول الطريق، فألبرت إدواردز استراتيجي بنك سوسييتي جنرال، الذي تنبأ بأزمة 2008، يعوِّل على غوص الوول ستريت حتى سبعين بالمائة. بؤر النار هذه أخطر بكثير من كل البؤر الأخرى في العراق أو في سوريا أو في اليمن أو في أفغانستان أو في باكستان.

هل ترون لماذا أحذر أمريكا وكل من يدور في فلكها؟

في العام 2009...
...عام بعد أزمة 2008، حقنت البنوك المركزية الاقتصاد العالمي بأطنان بل بجبال من السيولة المالية، البنك المركزي الأمريكي (FED) بدأ، والبنك المركزي الأوروبي تبعه، أول البنوك المركزية الأخرى، والنتيجة ينهار العالم اليوم تحت وطأة 21 ألف مليار دولار من العمولة، ثلاث مرات أكثر مما كان عليه عام 2007، عشر مرات أكثر مما كان عليه عام 2000، ربما سمحت هذه السياسة المالية بتحاشي ركود اقتصادي عام، لكنها زودت المضاربة بالأسلحة الأكثر فتكًا من كل الأسلحة المستخدمة على جبهات القتال، الكيماوية في سوريا أولها، كما يرى عالم الاقتصاد باتريك آرتوس، لأن قسمًا كبيرًا من هذه النقود لم يُستثمر في الاقتصاد، وفضل رجال المال وضعها في الأسواق حيث انتهى الأمر بها إلى تكوين فقاعات لا تنتظر شيئًا آخر غير الانفجار، وما الارتفاع الجنوني للبورصات وقتها ثم الهبوط الحالي إلا التعبير عن ذلك.

هل ترون لماذا أحذر أمريكا وكل من يدور في فلكها؟

انهيار سعر النفط...
...سبعين بالمائة في أقل من عامين ليس خبرًا تعيسًا للمنتجين فقط، هذا الانهيار بصدد إقرار عدم استقرار العالم كله، لأنه سيضطر بلدان النفط –كما تقول مجلة كابتال- إلى تنقيص نفقاتها، وبالتالي إلى الطلب من السلع أقل ومن الخدمات، مما سيلجم نشاط كل البلدان المصدرة، ولأن بعض شركات النفط أخذت تعلن إفلاسها هنا وهناك، ثلاثون منها في الولايات المتحدة وحدها، وحوالي ثلاثين بالمائة من مستغلي غاز الحجر المتبلر الأمريكيين سيقفلون أبوابهم هذا العام.

هل ترون لماذا أحذر أمريكا ومن يدور في فلكها؟

وإن يكون القطاع النفطي غير ذي وزن في أمريكا بما أن إجمالي الناتج الداخلي لهذا القطاع اثنان بالمائة، فسيبقى من وراء تقوية وتنشيط الاستثمارات، حتى أربعين بالمائة من طلبات الصناعة، وبالتالي، فسيبقى من وراء النمو في هذه السنوات الأخيرة، في أمريكا هذا صحيح، وفي العالم العربي في السنوات القادمة، عند تبديل مصانع الأسلحة بمصانع الحاجات السلمية، فأنا رجل سلام، وأريد السلام في كل مكان، وعند تحويل العمل، تحويل السوق، تحويل الاستثمار، عندنا وعندهم، أقول عندنا تحت شعار "نستثمر ونتعلم"، مما يعني خلق الأعمال، ولا بد أن يمضي خلق الأعمال بدعم الشركات وتقوية قوة الشراء، عند ذلك تكون لأمريكا (ولمن يدور في فلكها) سياستان جيوسياسية وجيواقتصادية جديدتان، تنهيان الصراعات في المنطقتين العربية والإسلامية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أول هذه الصراعات صراع يقوم في صميمها، فيبدأ من عندنا تسديد ديونها عندها، تسعة عشر ألف مليار دولار (فرنسا ألفين ومائتي مليار كلهم آعدين على كف عفريت يا صاحبي!)، تسعة عشر ألف مليار دولار كل بنوك العالم لا تسعها، فهذا العملاق من كرتون، أضعف من قط هرم، أنا لا أخافه، وهو يخاف مما أقول، ومع ذلك سأكون له ترامب –أنا أمزح- كما سأكون لفلسطين هرتزل –أنا لا أمزح- وللعالمين العربي والإسلامي لنكولن، فلا حرية لأحد فيهما، وفيهما البشر كلهم عبيد، تحت شرط أن يتبنى رجال الأعمال أفكاري ورجال السياسة -الشعوب بعدين هيه دايمًا كده لكن بنكون حررناها- هرتزل بدأ من هنا، ولنكولن بدأ من هنا.