خفايا الربيع (الشتاء) اليمني


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


أولاً)

تختلط الأوراق الجيوستراتيجية في اليمن لدرجة أن فرزها يغدو مشكلة في حد ذاته: جنوب اليمن أم شماله؟ قبل توحيد الجنوب والشمال أم بعده؟ شيعته أم سنته؟ حوثيته أم وهابيته؟ زيديته أم شافعيته ؟ سنية علي عبد الله صالح أم سنية عبد ربه منصور هادي؟ السنية الصحيحة أم الغلط؟ هذه القبيلة السنية أم تلك؟ هذه القبيلة البطيخية أم تلك؟ علي عبد الله صالح أم علي محسن الأحمر؟ حزب علي عبد الله صالح الرئيس أم حزب علي عبد الله صالح المخلوع؟ دعم علي عبد الله صالح المخلوع للحوثية أم دعم علي عبد الله صالح الرئيس للسنية؟ دعم السعودية لعلي عبد الله صالح (الرئيس والمخلوع) أم الأمريكان؟ الأمريكان مع السعودية أم ضدها؟ مع إيران أم ضدها؟ إيران مع الزيدية الحركية أم الزيدية المذهبية؟ الصراع يمني أم إقليمي؟ القاعدة شبه جزيرة العرب من صنع أمريكا؟ من صنع السعودية؟ من صنع إيران؟ من صنع علي عبد الله صالح (الرئيس والمخلوع)؟ من صنع الشيطان؟ كم قاعدة هناك؟ وحسب أية قاعدة؟ القاعدة أم اللاقاعدة؟

ثانيًا)

تختلط كذلك الأوراق الجيوسياسية في اليمن لدرجة أن فرزها يغدو مشكلة المشاكل: هادي الرئيس اليمني الحالي نائب الرئيس اليمني المخلوع، حكومته حكومة وحدة وطنية – كما يقال – من الأبناء القدامى للنظام القديم والأبناء الجدد للنظام القديم، فلا شيء جديد، هناك ترقيع عسكري بإبعاد ابني علي عبد الله صالح لأجل ترقيع سياسي، والترقيع السياسي لا ينتهي في عباءة بلد نصف سكانه يعيشون تحت عتبة الفقر، قبائلي وعشائري ومتشيعي، يتناحر سكانه بين إمامي وجمهوري، وحدوي وانقسامي، سعودي وإيراني، وكلهم بين أمريكي وأمريكي، لهذا بقاء علي عبد الله صالح في الحكم 33 عامًا ليس لأنه كان الديكتاتور ولكن لأنه كان الوحيد القادر على تقنين كل الميول والنزعات تحت صولجان "فرق تسد".

ثالثًا)

اليمن كان هكذا مذ كان، خليط من الجغرافيا والعبادافيا، والعبادافيا خليط من الكوكا والقات، قدره بيد الغزاة منذ انهيار سد مأرب، تفهم أمريكا هذا تمام الفهم، ولا تعبر عن ذلك بزمنها الإسلامي، فإسلام اليمن في صورته الأكثر تخلفًا، ولا تبذل أقل جهد سياسي، فسياسة اليمن في صورتها الأشد تخلخلاً، ما يهمها السيطرة على باب المندب الرابط للبحر الأحمر بخليج عدن.

رابعًا)

لن تكون في اليمن أبدًا ثورة قادرة على تحقيق أي تغيير، وما تم لم يكن الربيع، لم يكن الشتاء – أقول الشتاء في العنوان لتفادي الخيبة – لم يكن الصيف، لم يكن الخريف، كان الجحيم.

خامسًا)

الجحيم في اليمن جنة الله على الأرض، يا ألله ما أجمل اليمن وما أكرم اليمنيين!