خفايا الربيع (الشتاء) الليبي


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4527 - 2014 / 7 / 29 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أولاُ)

أبدًا لم يكن هناك ربيع ليبي، أبدًا لم يكن هناك تهديد إفنائي لسكان بنغازي، أبدًا لم يكن هناك طُموح شعبي لتبديل قذافي، كان هناك طمع فرنسي وطمع بريطاني وطمع أمريكي وخاصة طمع فرنسي لاقتسام غاز ونفط ليبيا، لهذا ضربت الطائرات الفرنسية الجيش الليبي قبل قرار هيئة الأمم، وبعد ذلك كل البنية التحتية، لتعيد بناءها الشركات الفرنسية (والشركات البريطانية والشركات الأمريكية) للأزمة الخانقة التي تهددها. وبخصوص فرنسا لن ننسى قول ديغول عند احتلاله لفزان عام 1943: "يجب على فزان أن تكون حصة فرنسا في معركة أفريقيا"! وهذا ما طبقه ساركوزي عشرات السنين فيما بعد بشكل آخر، وما كان سعيه الحثيث للإنهاء على القذافي لدفن الملايين التي أعطاه إياها وصرفها على انتخابه رئيسًا لفرنسا إلا جزءًا ضئيلاً من حقيقة الأطماع الفرنسية في ليبيا.

ثانيًا)

اتضحت الأهداف الجيوسياسية الأمريكية برمتها في منطقة الشرق الأوسط لروسيا والصين اللتين أيدتا التدخل العسكري في ليبيا، فوقفتا متفرجتين، وما لبثتا أن ألحتا على وقف النكاح، ولكن بعد فوات الأوان: حقيقة الحرب الأمريكية على هاتين الدولتين بدأت عند حدودهما في الأفغانستان ولن تنتهي في ليبيا، لهذا كان موقفهما في سوريا، تحت شرط "أعطِ نُعْطِ" كما رأينا.

ثالثًا)

على عكس ما جرى تعميمه، بتغطية من جامعة الدول العربية وبإنفاق من قطر والسعودية، شاركت جنود الحلف الأطلسي رجال الميليشيا القتال على الأرض، الجنود الفرنسيون في المقدمة، لولاهم لما استطاع فلول البك أب تفريغ المدن من القوات الليبية، والجنود الفرنسيون هم الذين فبركوا مصرع القذافي، بعد أن توصلوا إلى اتفاق معه، فكان مقتل ليمه، ثم فيما بعد مقتل قاتل ليمه.

رابعًا)

رجال الميليشيات وقطاع الطرق والمهربون الذين يقتسمون ليبيا اليوم كلهم إسلاميون، وهذا ما تريده أمريكا في زمنها الإسلامي، يختلفون فيما بينهم، وكلهم رهن إشارتها، من هنا جاء عجز السلطة المركزية، هذا إذا ما كانت هناك سلطة مركزية، هناك سلطة شركات نفطية نعم، فكل شيء ماشٍ معها، إسلاميون أم غيره، نفط ليبيا تقتسمه الشركات الغربية اقتسام ليبيا من طرف العصابات الإسلامية.

خامسًا)

ليبيا اليوم البيت الدافئ لقاعدة المغرب الإسلامي، كالقاعدة الأم من صنع السي آي إيه، وكالوباء تعيث فسادًا في كل مكان تطلب منها أمريكا ذلك، لتبرر هيمنتها الجيوسياسية، ولتغطي أهدافها النكاحية وأهداف شركائها، فرنسا في المقدمة، ليس فقط في المغرب العربي وإنما في كل أفريقيا.