بديهيات الحرب في غزة


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

البديهية الأولى

من غير المعقول ألا يكون التنسيق كاملاً بين الموساد والسي آي إيه والمخابرات (مخابرات عباس) في كل ما جاء بالحرب، وأول ما جاء بها اختطاف الفتيان الإسرائيليين الثلاثة، ثم تصفيتهم، فلنتنياهو مصلحة في ذلك والانتخابات على الأبواب، ولأوباما مصلحتان في ذلك والوضع الراهن، ولعباس ألف مصلحة في ذلك والمنافسة مع حماس.

البديهية الثانية

من غير المعقول ألا يكون الاتفاق كاملاً بين إسرائيل وحلفائها في المنطقة وفي العالم، في المنطقة يأتي الأردن في المقدمة: "اقتلوا أفراد حماس لا الأفراد!" هذا ما فهمته من تصريح لعبد الله الثاني، وفي العالم تأتي فرنسا في المقدمة: "أعبر لك عن تضامن فرنسا وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بشتى السبل!" في تلفون من هولاند لنتنياهو، بينما لا الأول يمثل الأردن المرفوع نظامه على أكتاف بني عسس، ولا الثاني يمثل فرنسا المكروه من طرف معظم الفرنسيين، لكن كليهما يناور، الأول على ذر الرماد في العيون، والثاني على أصوات الجالية اليهودية التي لن تعطيه أصواتها.

البديهية الثالثة

من غير المعقول ألا يكون الشرط الضمني كاملاً بين إسرائيل وحماس، فالواحدة والأخرى لا مصلحة لها في إزالة الأخرى من الوجود، حماس تعلم تمام العلم أن لا أحد في الظرف الراهن – حتى ربها – يمكنه المس بنعل إسرائيل، وإسرائيل تعلم تمام العلم أن لا أحد غير حماس – أمس اليوم والغد - يمكنه شق صفوف الفلسطينيين، وكل ما يجري لحسابات تعصبية من أجل توسيع السلطات فقط لا غير.

البديهية الرابعة

من غير المعقول ألا يكون الادعاء كاملاً لدى حماس وإسرائيل، الأولى تقول عن هذا مقاومة، والمقاومة في طبيعتها مقاومة شعب لا مقاومة عناصر مؤدلجة تجرد الشعب من كل أداة للمقاومة وتسحقه بقدمها، والثانية تدعي قصف حماس، وحماس مزروعة في المساجد والمدارس وفي كل مكان، وفي كلتا الحالتين الناس هم ضحايا قوتين غاشمتين تتناحران فيما بينهما – وهذا شيء طبيعي - واحدة أقوى من الأخرى، ولا فرق بين الواحدة والأخرى.

البديهية الخامسة

من غير المعقول ألا يكون التواطؤ كاملاً بين كل الأطراف في المنطقة والعالم عندما لا يتوقف الإعلام عن تبرير الفظائع التي تقع، فيتعادل الصاروخ الحِرَفي مع دبابة الميركادا على حساب قوافل الشهداء الذين ذهبت أرواحهم سدى، فلو كانت هناك عن حق مقاومة حقيقية، لسقط من الأعداء على الأقل القدر نفسه مما سقط منا على يد من لم يكونوا شهداء ثم صاروا دونما عِوَض، ولم يذهبوا بالمقاومة إلى أبعد، فهي فرصة لا تعوض، إلى التحرير بالفعل من القوتين الغاشمتين الإسرائيلية والفلسطينية.


السبت 19 يوليو 2014