شهادات (7) دكتور أوليفييه كاريه


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 10:39
المحور: الادب والفن     



في أواخر السبعينات، كتبتُ مقالاً في جريدة لوموند أصف فيه الفدائيين في لبنان بقطاع الطرق، أثار حقد "الثوريين" عليّ، وتمنيتُ في ذلك الوقت لو أسمع رأيك، فتجاهلتَ الأمر، لأنك، كما بدا لي، لم تكن تريد أن تخسرني زميلاً في جامعة السوربون. بعد ذلك بعدة سنوات، كتبتَ كتابك "أربعون يومًا بانتظار الرئيس"، وعاملتَ "الثوار" بحدة أكثر مما عاملت، كان من الطبيعي، وهم في تونس، أن يسقطوا أكثر مما سقطوا، وهم في بيروت. ولأننا نفرق، نحن الاثنان، بين القضية الفلسطينية وبين العصابات الفلسطينية، ترجمتُ أنا "يوميات الحزن العادي" وقصائد عديدة لمحمود درويش، وكتبتَ أنت روايات الحزن اللاعادي وقصص عديدة للفرح اللاعادي أهديتني إياها عند صدورها تباعًا، "المسار" أهمها، وفي كل مرة كنتُ أضحك منك، من صفاء قلمك، فالعصابات لن تقرأك أو تروج لك كما قرأتْ درويش وروجتْ له، وبالتالي لن يقرأك الفلسطينيون، ولن يقرأك العرب، ولن يقرأك الفرنسيون، ولن يقرأك باقي العجم وغير العجم، حتى العفاريت من أبناء الجن لن تقرأك، نحن لدينا سلطة التوزيع والإعلام والدعاية للترويج لكتب ليست بقيمة كتبك، والعمل منها آية من الآيات، وأنتم لديكم سلطة السلطان بشلله الإعلامية والسياسية والتابوتية والندبية، فكل هذا موت، وأنت بشكل من الأشكال حفظت عليك حياتك.