كارثة تيتانك الليبية !


عبدالحكيم الفيتوري
الحوار المتمدن - العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

كارثة (تيتانك) الليبية

-بلهفةعارمة ترقب العالم سنة 1912، ابحار أضخم سفينة (تيتانك) ذات الامكانيات عالية الجودة، من انجلترا إلى امريكا.
-وبعد مئة عام تقريبا(2012)، راقب العالم عبر القنوات الفضائية ثورة ليبيا والتي اسفرت على نهاية طاغية العصر، وكان أمل العالم أن تتوج الثورة بقيام دولة حديثة عصرية ينعم فيها أبناء الوطن بالعدالة والحرية والمساواة.

***
-طقم السفينة وعلى رأسهم الكابتن سميث، قد خيبوا آمال العالم، وذلك بالاعراض أو تجاهل عديد الانذارات التي قدمت له من قبل أجهزة الملاحة القريبة والبعيدة، لدرجة أن عامل اللاسلكي المختص لم يقم بإبلاغ القيادة ببعض الرسائل لعدم أكتراثهم بتلك الانذارات والنصائح الفنية.
-بذات المستوى، قادة ليبيا الجدد، تلقوا من عقلاء الوطن، ومحبي ليبيا، عديد الرسائل والنصائح وخارطات الطريق عبر كل الوسائل المتاحة؛ تحذرهم من خطورة ولوج نفق الصوملة، وبالتالي الانتهاء،لا محالة، إلى مشرحة البلقنة؛ وما يوغسلافيا عنا ببعيد!!

***
يبدو أن طقم السفينة قد أصيب بداء عضال؛ داء الغرور والنرجسية،حيث أدى به إلى التفريط في ذاك الانجاز الراقي والمنتج عالى المستوى، وبالتالي إلى إزهاق أرواح الركاب؛ من رجال ونساء واطفال، عوضا عن تدمير ذاته!
-وكذلك فعل قادة ليبيا الجدد، يبدو أنهم قد اصيبوا بذات المرض العضال (مرض تيتانك) الذي لا تتأخر نتائجه، ولا تجامل أحدا..شعبا...أو جماعة...أو فردا... ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا ولا تأخيرا !

***

فإذا كان ذلك كذلك، أفلم يأن لقادة ليبيا، أن يسغوا إلى خطاب العقلاء وتحذيراتهم، وينهضوا بالبلاد، ويحفظوا ثرواته، ونسيجه الاجتماعي، ووحدته جغرافية، ويتجاوزوا إذمان المسكنات اللفظية وغيرها؛ الحلال منها والحرام، ولهم في الطاغية المغرور النرجسي عبرة، حيث أنه حكم البلاد قرابة 42 سنة دمر فيها البلاد والعباد ونفسه، وذلك بغروره واستكباره وتجاهله لكل الانذارات والنصائح !!
دامت ليبيا أمل