إشعار من جرم سماوي


حنان بن عريبية
الحوار المتمدن - العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 14:04
المحور: الادب والفن     

إشعار من جرم سماوي..بقلم حنان بن عريبية




بهزيــــع ليــــل ثقـــلت عظائـــــمه
مــــر بناظــــري عجـــــلة شهـــاب
تأمــــلت فـي تــوهجـــــه وأفولـــه
رســـــــالة صحـــوة و عتــــــــــاب
بنهــــار أرســـى بنـــــا فضائـــــله
و أغـــــدق بشعــــاعه دون احتساب
أضــــــحى فيــــه راع يــــــهلكــــــه
بدعـــــــــوة رعيتـــــه لرفات أحقاب
جهــــر بــــــقول تلاطمــــت حــروفه
لا فيــه حكمـــة و لا صـــدق خـــطاب
ظننت الشعـــــب مبصــــرا بوساوسه
لا قطيـــــعا يسكــــره نعيـــــق الغراب
حديثه وجهـة تقبــــر الفكــر و أفــاقه
و تخســـف شعـــاع نــــــور الكتــــاب
إن التــــربص بالتــــأويــل و قمعـــــه
ريب ولو كان من جليـــل واراه التراب
متى عرف المستراب بثبــــات منهــجه
ليؤصله في عقولنا جمــــوع الأعــراب
يلاحقـــون كـــــل متفـــرد بفكــــــــــره
و يتجمهرون عليه كالجياع من الذئـاب
لم يســـرهم قـــول الحيــــاة و أنفاسـه
و أردفـــوه قول فســـوق و اغتيــــــاب
يقولـــون المنصــــرم ثابـــت مقصـــده
هل الثابت عنــــدهم تصحــر الهضــاب ؟
أم أن فــــي هــلاك الإبـــداع و مـــــوته
مستقبـــــل يبشر العاقـــــل بالخـــــراب
نرجــو بأرضنــــــا زرعـــــا يلامســــه
مستنيـــــر فكـــر لا قــــول دجــــال كذاب
لست أدري في وطني هناك من يأســره
كل زيــــــــف و ينشيــــــــه الســــــــراب
حديثــــــهم عن الفحــــــــل و شـــــرفـــه
قبر الأنثــــى وراء أقفــــــال الأبــــــــواب
أو معــــاداة نيـــــر دعــــــــا بقولــــــــــه
في هجــــر الأســـلاف يتـــلاشى الضبــاب
مــتى تنجــلي ظلــمة العقــل و عتـمــــــته
لنلـــــــحق بعــــــــزم تقـــــــــدم الـــــركاب
ننـــــهل مــــن بحــــر العلــــم و سعــــــته
و نســــوى الجهــــــل منبــــع كــــل عذاب
أفـــــــي تــأخر ركــب العـــرب و جهـــالته
فخـرا بضــياع المـــرافئ و كـــدر المصاب ؟
هيـــا نمضـــــي نحــــو أفـــــــق نشــــــيده
يقــرب البعيــــد لنرتــــقي بـــوطن الأحباب
إن الجـــــــاهل يتبــــجح بضيــــق علمـــــه
ليتـــه يحــــزن لفــــراق العلـــــم اذا غـــاب
كـــل إبريـــق بــــؤرة ضـــــــوء نشـــــربه
إلا و نالــــه الويـــل و الوعيـــد و السبــاب

بقلم حنان بن عريبية