ليس الجميع أنت


حنان بن عريبية
الحوار المتمدن - العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 00:21
المحور: الادب والفن     

رسمت حدودا حياتيّة لنفسك أو بالأحرى تلك التّي رسموها لك... وظننت أنّ الحياة ما نهلته من أبجديّة تشنّ عليك رعدا وزوابعا إذا تمرّدت على الشّكليّات
حياة هي في الأصل بلا نكهة تفتقر للّروح.. لا تقف أمام جدار هو في الأصل محصلة جناحيك المكبّلتين وتحرّم التّحليق وتدعو اللّحاق بك
الى التّمرّغ في لافتات مطليّة بالعتمة.. فمتى حطّت الفراشات على الحلكة ورفرفت بجناحيها مزهوّة ...إلى أين تدعو!! إلى الزّحف الى المكوث في اخر الجدار واختيار السّبات في قوقعة ...

من تريد إرضائه ليتوّجك المطيع !! منهجك... قالبك ...معتقدك ...بيئتك ...تقاليدك...

أنت لست مطيعا.. أنت طيّع وتسمح باكتساح نواقيس حياتك وتشكيلها حسب نواقيسهم... ألا تتوق حنجرتك لاطلاق سبيل النّغم...إيقاع من تطلّعاتك أنت.
ألا تغوص في أعماق نفسك وتتحاوران لما كلّ تلك الحمّى حينما ترغم غيرك على اتّباعك


الأفضل بالنّسبة إليك ليس الأفضل لغيرك....
إذن التزم بحدودك تلك لنفسك.. فليس كلّ البشر يحبذّون برنامجا حياتيّا مسطّرا... ليس كلّ البشر يتأقلمون مع ليل بدون بزوغ الضّياء ...ليس كلّ البشر يستهويهم جدارك ...وليس كلّهم بأجنحة مكبّلة ....ليس كلّهم يرون قوقعتك البديل حتّى لو حاصرتهم زمجرة الحياد عن طريقك أين العطش يفتك بكلّ يانع...
طريقك صدّ للمتابعة والاستمراريّة ...ليس كلّ البشر يرون ما تراه ....فحتّى حروفك تشكو انتكاسة في الانطلاق... حروف مشلولة التّواصل.. لا تقول شيئا غير الرّتيب.. غير دعوة تبتر التّرحال ...تبتر المغامرة ...تقضي على تحرير مكامن الانطلاق ...

وللحياة لغة تنساب كسلاسة مياه النّبع إذا كانت بوصلتك التّوحد مع الحياة في حدّ ذاتها لا جدارك ولا جدار غيرك ...


ليس الجميع أنت.. تذّكر ذلك جيّدا ...