أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اميرة بيت شموئيل - المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم














المزيد.....

المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشكلة الارهاب والتشدد في نظر الغرب لم تعد اسامة بن لادن، بل ان البعض منهم يشكرون بن لادن لمساعدتهم على تسليط الضوء على ابعد متشدد ديني، لربما لم يكونوا قد خبروا باضراره عليهم لولا بن لادن وتتبع خطى بن لادن. فوسائل اعلامهم جعلتهم ينظرون الى ابعاد الارهاب الذي كان يطالهم في بلدانهم بين الفينة والفينة قبل الحادي عشر من سبتمبر والذي لم يكونوا يهتموا بشانه وقتها.

وسائل الاعلام الغربية تخطت بن لادن لتلقي الضوء على اصغر وابعد شخصية دينية متشددة ، رجل دين يستغل تجمع الشعب للصلاة ليلقي بامراض التعصب والكراهية فيهم واصفا امام الملئ الغرب بالكفار والقردة والخنازير والمخالفين بعملاء والمجرمين ويوجب قتلهم جميعا ، متوجا خطابه بهالة دينية مؤثرة ، مستمدا قوته من هذه الهالة امام جمهوره . الغرب ومن خلال وسائل اعلامه وجد ان هذه بؤرة التشدد والارهاب والتي تعيلها سياسات الحكام المتناقضة بين تشجيع هؤلاء لزرع الاحقاد في شعوبهم للغرب من جهة واخفاء تعاملهم ومصالحهم مع الغرب عن شعوبهم من جهة اخرى.

بالرغم من معارضة الكثير من الشخصيات السياسية الامريكية والغربية بشكل عام لتواجد الجيش الامريكي وحلفائه في العراق، الا انهم يتفقوا جميعا على ان المتشددين والارهابيين لايفهموا لغة العالم وليست لهم صلة بحضاراته المتعددة التي باتت تنفتح وتتقارب وتتلاحم اكثر من ذي قبل من خلال اتصال وحوار حضاري للعالم ، وبالتالي ترى ( الشخصيات السياسية) لا بد من القضاء على الارهابيين ( قمة التشدد) وظاهرةالتشدد ، وليس المسلمين، ليعم السلام في العالم. فنظرة الغرب لهذا الصراع هو صراع بين الحضارة والتخلف او الجديد المتطور في العالم والقديم البالي، ويجد ان العالم كله يقف في جهة والارهابيين في الجهة المخالفة.

ومن جهة اخرى يحاول العديد من المتشددين والارهابيين ، الدينيين والدنيويين، حشر الاسلام واضفاء هالة دينية على خطاباتهم وتصوير الحرب ضد الارهاب والتشدد على انها هجوم الغرب الكافر والحرب الصليبية ضد الاسلام والمسلمين ، فقط لحشد العالم الاسلامي خلفهم، واهدار طاقاته الكبيرة في الدفاع عنهم بدل التواصل مع حضارات العالم.

وفالمتشددون والارهابيون حتى عندما يصلوا الى سدة الحكم يستمروا على نفس المنوال مع اخفاء علاقاتهم واتصالاتهم الدولية مع الغرب عن شعوبهم ليبقوا على التشويه السابق لصورة الاخرين في بلدانهم. قد لايصدق الشخص البسيط والذي لم يطلع على اوضاع العراق تحت حكم صدام حسين، الحضور القوي للشركات الاجنبية والعربية في الوقت الذي سيق اغلب ابناء العراق الى ساحات القتال وترك للشركات الاجنبية حصة الاسد في البناء. نعم، فعندما كان صدام يكيل اللعنات للغرب الامبريالي والصهيوني ويتوعد بالرد الحازم على تدخلاتهم السافرة و و و الخ من العبارات التي تزرع التشدد والكراهية للاخر ، كان في الوقت نفسه يفسح ( باعتباره رئيس العراق والحاكم المطلق) المجال للاخر ( للشركات الاجنبية الغربية ) لسحب البساط من الشركات العراقية والعراقيين في عملية الاعمار، من حيث تسهيل استلامها لمشاريع الاعمار من جهة وضخامة الاموال المقدمة لها ومن خلالها الرواتب المقدمة لعمالها او موظفيها او مهندسيها من جهة اخرى. وعلى هذا المنوال نجد البقية الباقية من المسؤولين المتشددين الدينيين والدنيويين، كسياسة بن لادن الذي عاش سنين عديدة في امريكان وكانت له مصالحه الخاصة والدينية ايضا فيها ، والذي لابد وان يعي تماما تطور لغة العالم لخلق اسلوب حضاري للحوار والتواصل .

ماذا كانت نتيجة خداع الرؤساء اوالسياسيين الكبار لشعوبهم والتناقض بين صورة وحقيقة علاقاتهم بالغرب ؟

في العديد من البرامج السياسية في دول الغرب يتم تسليط الضوء على نتائج هذا التناقض بتصوير رجال دين او سياسيين من المتشددين الصغار ، ممن لايعوا التفريق بين الصديق والعدو في الغرب، امام جمهورهم ليضربوا جميع الغرب بعصا واحدة ويجعلوا منهم جميعا اعداء له وجب قتلهم. فهؤلاء في نظر الغرب اخطر من اسامة بن لادن لانهم في اتصال دائم مع الجمهور المحتشد حولهم ويؤثروا عليه. ثم يتابعوا تأثير المتشددين على الجمهور وخاصة الشباب والاطفال ( اجيال المستقبل) من الذين يتباهوا باعادة صياغة عبارات المتشددين والتوعد بقتل وابادة الغرب الكافر و و و الخ من عبارات التشدد والارهاب ، بلقاءات مختلفة مع عامة الشعب الذين لم يعد يعوا نتائج ما يقولون.

اخيرا يجدر بنا ان ننتبه الى ان الرئيس الامريكي بوش كان قد نال رضا الامريكيين بتتويجه رئيسا وللدورة الثانية على التوالي لان غريمه كيري وحزب الديمقراطيين لم يستطيعوا تقديم البديل عن الخيار العسكري والحرب ضد الارهاب ، في الوقت الذي اصر بوش على انه لاخيار لديه لاستئصال جذور التشدد والارهاب الا بمقارعتهم بالحرب لانها اللغة الوحيدة التي يفهمونها فهم (الارهابيون والمتشددون) لا يفهموا لغة العالم.






#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين
- الديمقراطية وحق المرأة في المشاركة في العملية السياسية
- هل من جديد في العراق الجديد
- ترشيح سيدة عراقية مسيحية لرئاسة العراق الجديد
- السقوط في المنفى
- صمت السيار وشغب الاشرار
- حبيبي .. هذا الثائر الاخرس
- الحلاّق الصامت
- نعم، الانتخابات لم تكن نزيهة
- عندما يتخاصم الكبار، يحترق الصغار
- متى يكون الله ارهابي
- عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق
- رغم حماقاتهم، احتفلت بذكرى سقوط البعثفاشي
- آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح
- المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
- دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي
- الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية
- هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي
- الى مجلس الحكم : مزيدا من قرارات الاجحاف بحق المرأة
- حقوق المرأة والقيادات العليا


المزيد.....




- لماذا تعتمد شركات عملاقة على الصين بالتصنيع وكيف تؤثر الرسوم ...
- سانا: مقتل سبعة مدنيين في غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية ...
- مأساة الفيضانات المناخية في إسبانيا بالصور
- تحقيقات في هتافات -معادية للسامية- في مظاهرة بهانوفر
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كراسنوليمانسكي وتواصل ...
- نجل ترامب ينشر مقطع فيديو عن اقتراب انتهاء المساعدات الأمريك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اصابة ضابطين بجروح خطيرة في جنوب غزة
- زلزالان يضربان سواحل كوبا خلال اقل من ساعتين (فيديو)
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصدق على توسيع العملية البرية في جنو ...
- بعد فوز ترامب.. سعي أوروبي لأمن مستقل


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اميرة بيت شموئيل - المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم