أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علاء اللامي - خيط الدم العراقي من كركوك إلى النجف: حذار من أمراء الحرب ومغامري الأحزاب !















المزيد.....

خيط الدم العراقي من كركوك إلى النجف: حذار من أمراء الحرب ومغامري الأحزاب !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 572 - 2003 / 8 / 26 - 06:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


                     
                                                                  

  صرح أحد أعضاء مجلس الحكم  المعين والمعروف بعلاقاته الحميمة وزياراته المتكررة إلى " الشقيقة الكبرى  إسرائيل " بأن هناك فتنة طائفية قومية مخطط لها بدقة خلف الأحداث الدموية التي حدثت في مدينتي "طوز خرماتو"ذات الأغلبية السكانية التركمانية  و "كركوك " متعددة القوميات ، وأضاف محمود عثمان موضحا أن الفتنة استهدفت ضرب التركمان من الشيعة بالأكراد من السنة . وبموضوعية يمكن القول  أن كلام هذا الشخص صحيح من حيث المبدأ ، لا بل يمكن أن نمضي أبعد مما ذهب إليه ونقول بأن أصابع  الاحتلال الأمريكي البريطاني وكذلك أصابع استخبارات النظام البعثي المنهار واضحة في هذه اللعبة ، ويمكن أن يربط من شاء أن يربط بين أحداث الطوز وكركوك وبين المحاولة الإجرامية الفاشلة لاغتيال المرجع الديني محمد سعيد الطباطبائي الحكيم والمعروف ببعده عن الهموم والطموحات السياسية المباشرة وانشغاله بأمور المرجعية الدينية والفقهية رغم أنه سجن من قبل نظام المقابر الجماعية البعثي لمدة ثماني سنوات دون أدنى ذنب . في المحاولة الثانية كانت رائحة الفتنة فاغمة ونفاذة  فمن يقفون وراء هذه المحاولة  يحاولون كما حاولوا من قبل ضرب تيارين سياسيين داخل الطائفة الشيعية العراقية وهما تيار الإسلاميين الصدرين المعادين للاحتلال الأمريكي والمقاطعين للأجهزة والهيئات السياسية والأمنية التي شكلها ، ومعروف أن هذا التيار  أضحى رقما ثقيلا و صعبا في المعادلة العراقية وهو بقيادة الحوزة العلمية الناطقة  . التيار الثاني هو الذي يقوده مجموعة من السياسيين ورجال الدين من  آل الحكيم إضافة إلى ما تبقى من قيادات حزبهم حزب ( المجلس الأعلى ) القديمة ، ومعروف أن هؤلاء  وافقوا على الانضواء في مجلس الحكم الانتقالي  المعين ،  وشكلوا كتلة طائفية  في داخله يقودها عبد العزيز الحكيم .
  لقد تصرفت القيادة الصدرية وكذلك قيادة " المجلس الأعلى " بحكمة  وشعور عال بالمسئولية  و قد عبر الطرفان ثلاث أزمات خطيرة بسلام منذ سقوط بغداد وحتى الآن . ويأمل كل الشرفاء أن يواصل الطرفان التصرف بحكمة وضبط نفس لكي يتم تفويت الفرصة على الطرف الهادف إلى إشعال نيران هذه الفتنة . ومما يبعث على التفاؤل أن مصادر المجلس الأعلى حملت مسئولية حادثة الاغتيال الإجرامية الأخيرة   لقوات الاحتلال بوصفها المسؤول الأول عن الحالة الأمنية في العراق ولبقايا مخابرات النظام الشمولي ، كذلك بادر السيد مقتدى الصدر وبعد الحادثة مباشرة إلى إدانتها بحزم ومبدئية .
  ومع ذلك فمن حق العراقيين أن يتساءلوا  عمن هو الطرف الذي يقف فعلا وراء أحداث كركوك أو محاولة اغتيال المرجع الطباطبائي الحكيم  ؟ لا يمكن الجزم فورا باسم وهوية الفاعل الحقيقي ،  فالتحقيقات بدأت للتو ، وقد تستغرق وقتا طويلا وربما لن تنتهي إلى شيء ملموس وذي صدقية على عادة التحقيقات الأمريكية والتحقيق في  مقتل الرئيس الأمريكي "كندي" مجرد مثال للتذكير ، ولكن ، وعلى الرغم من ذلك ، يمكن التساؤل عن طبيعة الطرف المستفيد من حدوث هذه الفتن الطائفية والقومية وحتى الحزبية ؟
  الطرف الأول الذي من مصلحته إضعاف جميع الكتل والأطراف العراقية لكي يكون هو الطرف الأقوى والمسيطر والحَكَم بين الجميع هو الطرف  المحتل (الأمريكي البريطاني وبعض الذيول المرتزقة من الدول المفلسة )  ومعلوم ، وباعتراف معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكية CSIS ، إن الاحتلال بدأ  يغوص عميقا في مستنقع دماء أفراده ، ويعاني من مأزق متفاقم ذي شقين سياسي وأمني . ومن مصلحة الاحتلال أن يسود التناحر والصدام بين مكونات المجتمع العراقي . صحيح إن ذلك يتناقض مع حاجته إلى الهدوء وضبط الحالة الأمنية في عموم البلد ولكنه -وقد بدأ بفقدان السيطرة على الوضع - فربما يكون رجح إطلاق حالة التناحر هذه بهدف إضعاف وتشتيت القوى والكتل التي من المتوقع  أن تنزل إلى ميدان الصراع ضده بقوة .
  فلول النظام المنهار وبقايا جهازه المخابراتي لها مصلحة أكيدة في إطلاق حالة الفلتان والتناحر وهدفه من ذلك سيادة الفوضى الأمنية وتشتيت قوى الاحتلال عسى أن يتمكن من الحصول على موطئ قدم في الساحة السياسية والجماهيرية ، ومعلوم أن نظاما ترك خلفه كل تلك المقابر الجماعية في ثرى العراق وقتل مئات الآلاف من العراقيين بدم بارد لا يتورع البتة عن استخدام أحط الوسائل ومنها اغتيال المراجع وعلماء الدين أو حرمان البغداديين من الماء الصالح للشرب والكهرباء لخدمة أغراضه خصوصا وقد أصبح منبوذا ومطاردا في عموم البلاد .
  غير إن الكلام عن هذين الطرفين الاحتلال وبقايا النظام الفاشي المنهار لا ينبغي أن يبرئ الأطراف التي ساهمت وبشكل مباشر في تسعير أوار الصراع العرقي خصوصا فيما يتعلق بما حدث في الطوز وكركوك .
معروف – وقد ذكر محمود عثمان نفسه هذه المعطيات – أن مليشيات حزب الاتحاد الوطني قامت بتدمير مقام مقدس للإمام علي بن أبي طالب  لدى التركمان الشيعة ويزوره جميع المسلمين أيضا ، وكان هذا المقام قد رمم  وجدد مؤخرا من قبل جمهور المؤمنين ، وهذا عمل مدان واستفزازي  تتحمل قيادة  حزب الطالباني  المسؤولية التامة عنه . هذا أولا ، وثانيا فقد بادرت مليشيات الطالباني التي ألبست ملابس الشرطة العراقية " الجديدة " إلى إطلاق النار على مظاهرة سليمة للتركمان فقتل عدد منهم وجرح عدد آخر .وهذه جريمة ثانية لا يمكن تبريرها بوقائع ضبط الأمن أو بالقول كما تذاكى محمود عثمان  إن ما حدث هو بين (شرطة ومواطنين  وليس بين أكراد وتركمان ) وكأن الشرطة حتى إذا كانت قد خلعت ملابس المليشيات منذ ساعات لديها صك غفران بتوقيع بريمر أو جلال الطالباني بقتل المواطنين .
لقد كان حريا بممثلي القوميات المتعددة في المجلس المحلي لمدينة كركوك الذي تم تشكيله وفق مبدأ السواسية  رفض هيمنة أية هيمنة لمليشيات هذا الحزب أو ذاك وخصوصا مليشيات حزب الطالباني المعروف بكونه حزب المجازر الأول في كردستان العراق ،والذي يقوده أناس تنقلوا من هزيمة إلى أخرى ومن فشل إلى آخر ومن "بشت آشان "بالأمس  إلى "طوز خرماتو " اليوم .أناس  هذا دأبهم منذ انشقاقهم على حزبهم الأم الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي أسسه المرحوم الملا مصطفى البرزاني  الزعيم التاريخي لحركة التحرر الكردية وحتى اليوم  . لسنا نتجنى على أصحاب حزب قومي متطرف كحزب " الاتحاد الوطني " الذين يعرف الأكراد أنفسهم مقدار " شجاعتهم " التي تدفعهم في كل صراع مسلح  إلى الهرب خلف الحدود العراقية الإيرانية وآخر مرة كانت  أمام دبابات نظام صدام التي دخلت إلى مدينة أربيل وتقدمت نحو السليمانية .
   إن هؤلاء القادة "الشجعان" يجدون اليوم أنفسهم منتصرين ونجمهم في حالة صعود بسبب تحالفهم مع الغزاة فراحوا يضطهدون ويطردون العرب العراقيين من محلات إقامتهم ويضطهدون التركمان والكلدان و يبخسون حقهم ووزنهم المجتمعي المعروف في العراق . غير إننا نعول على استفاقة حقيقة وسريعة لجماهير الأكراد العراقيين تجنبهم الويلات والمهالك التي يجرها إليها أمراء الحرب ومهندسي المجازر لأن الكرد أنفسهم سيدفعون ثمن هذه الحماقات الشوفينية المستقوية بالغزاة والمحتلين الأجانب  ، خصوصا إذا كان من يقوم بهذه الحماقات حزب كهذا الحزب المستعد لإحراق كردستان كلها والعراق برمته من أجل طموحات الزعامة والطمع المريض في حقوق الآخرين من شركاء الكرد في الوطن العراقي الجريح والمستباح .
ومرة  أخرى نقول للأكراد شركائنا في الوطن العراقي :
إن  عاجلا أو آجلا سيعود الغزاة والمحتلون إلى أوطانهم ، أما العرب والتركمان والكلدوآشوريون ، أما العراقيون فباقون حيث هم ،فلا تستهينوا بالقدر الجغرافي ولا تراهنوا على أضغاث أحلام لمغامرين  في جلد سياسيين  .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية واعتذار إلى القاضي زهير كاظم عبود !
- ضحايا القمع في العراق : بين طلب العدالة المشروع والنزعة الثأ ...
- مجزرة السفارة الأردنية بين الجلبي و-أنصار الإسلام - !
- جلاوزة حزب الجلبي والديموقراطية العوراء !
- تفجير السفارة الأردنية والأمر بإعادة محاكمة أحمد الجلبي ..ما ...
- الحكم الاتحادي - الفيدرالي - القسري يتناقض وجوهر الديموقراطي ...
- بضائع جيل السقوط : معاداة الصحافة والفضائيات والجامعة العربي ...
- ما هذا العهر السياسي يا فاضل الربيعي !
- مجلس الحكم الانتقالي حل تلفيقي لمأزق الاحتلال ومصدر لكوارث ج ...
- الجلف الكويتي أحمد البغدادي وهمجية الإنسان العراقي !!
- انتخابات بلدية وهمية ومطرقة خشبية وغوار بريمر وطرائف أمريكية ...
- المقاومة العراقية تتصاعد والجميع في انتظار الفتوى الذهبية
- شهر العسل الأمريكي الكردي ، لماذا انتهى سريعا ؟
- والاحتلال يأكل أبناءه أيضا : مأزق الاحتلال الأمريكي وحلفائه ...
- بين عرب صدام وعراقيي بوش ، هل تضيع دماء الأبرياء ؟
- العراق المحتل : مأزق مركّب وظواهرُ خطيرةٌ تتفاقم!
- رابطة الدفاع اليهودي تفضح حلفاءها: الجلبي ومكية وعبد الرزاق ...
- هلوسات الكبيسي الطائفية : ملك سني ولا رئيس شيعي !
- حول الظاهرة الفاشية : 2- هل كان نظام صدام فاشيا أم بونابرتيا ...
- البعثيون يواصلون إهانة الشعب العراقي : الجنابي يرفض إدانة جر ...


المزيد.....




- السعودية.. الشرطة تتدخل لمنع شخص بسلاح أبيض من إيذاء نفسه في ...
- فيضان يجتاح مناطق واسعة في تكساس وسط توقعات بمزيد من الأمطار ...
- إدانات ألمانية وأوروبية بعد تعرض نائب برلماني للضرب
- مقتل مراهق بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوماً بسكين
- مجتمع الميم بالعراق يخسر آخر ملاذاته العلنية: مواقع التواصل ...
- هايتي.. فرار عدد من السجناء ومقتل 4 بأيدي الشرطة
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أحد حراس القنصل اليوناني أثناء مراس ...
- قتيلان في هجوم استهدف مرشحا لانتخابات محلية في المكسيك
- محلل سياسي مصري يعلن سقوط السردية الغربية حول الديمقراطية ال ...
- بيلاروس تتهم ليتوانيا بإعداد مسلحين للإطاحة بالحكومة في مينس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علاء اللامي - خيط الدم العراقي من كركوك إلى النجف: حذار من أمراء الحرب ومغامري الأحزاب !