أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المناضل-ة - من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون














المزيد.....

من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد زهاء أربعة عقود، صارت أزمة البلد الاقتصادية أكثر حدة، لاسيما وأن تدبير الأزمة منذ ثمانينيات القرن المنصرم اتخذ صورة إغراق البلد في ديون تتزايد مخاطرها يوم بعد آخر. في سنة 2021، بلغ إجمالي المديونية العمومية 93 في المئة من الناتج الداخلي الخام بعد أن مثل 96 في المئة سنة 2020 (سنة كوفيد) التي زاد فيها الدين العمومي الخارجي.

تستنزف الديون المالية العمومية لصالح الدائنين الخواص في السوق المالية العالمية والمؤسسات المالية الدولية وعلى رأسها البنك العالمي ثم الدول الإمبريالية مثل فرنسا. إنها ديون مشروطة بتنفيذ سياسات ليبرالية قاسية لصالح الرأسمال الكبير والشركات متعددة الجنسيات، ويجري تحميل أعبائها للطبقات الشعبية عبر إنقاص الإنفاق الاجتماعي. هكذا، امتصت خدمة الديون العمومية سنويا 173 مليار درهم (معدل الثلاث سنوات الأخيرة)، أي ما يعادل 9 مرات ميزانية الصحة على سبيل المثال. وطبعا، يستفيد الرأسمال الكبير أيضا من خدمة الديون العمومية الداخلية التي تمثل نسبة كبيرة من الدين العمومي الإجمالي.

سيصل الدين العمومي للخزينة ما يعادل 77.1٪ من الناتج الداخلي الإجمالي هذا العام، مقابل 76.3٪ في عام 2021 و76.4٪ في عام 2020. وفي عام 2023، ستبلغ نسبته 77.5 ٪ قبل أن ترتفع إلى 78٪ في عام 2024. عموما، في غضون عشر سنوات، بين عامي 2013 و2022، ازداد الدين العمومي بمقدار 15.4 نقطة مئوية.

المغرب واحد من أقدم “عملاء” صندوق النقد الدولي على الأقل منذ شهد أزمة اقتصادية حادة بداية سنوات 1980. حينها ارتفع دينه الخارجي إلى 70٪ من ناتجه الداخلي الإجمالي سنة 1981؛ وامتصت خدمته 36٪ من عائدات التصدير. واعتبر صندوق النقد الدولي هذه النسب مثيرة للقلق. ومنذ ذلك الحين، دأب المغرب على طلب تدخلات صندوق النقد الدولي ويواصل بإخلاص ممارسة جميع التدابير التي يمليها عليه. ويرى صندوق النقد الدولي في المغرب مثالا جيدا جدا على ما يجب القيام به اقتصاديا وماليا.

فإما أن الدين الذي يعادل 76 في المئة من الناتج الداخلي الإجمالي، والذي تتطلب خدمته ثلث عائدات التصدير، يشكل “أزمة” – وهذا بالفعل ما قدره صندوق النقد الدولي عام 1980 – أو أن دينا يعادل 76 في المئة من الناتج الداخلي الإجمالي في عام 2022 هو علامة على تنفيذ سياسات سليمة وفعالة، يمليها نفس الصندوق.

يحتل البنك العالمي المرتبة الأولى ضمن مُقرضي المغرب بحوالي 77.6 مليارات درهم، ثم الإفريقي للتنمية في المرتبة الثانية بأكثر من 44 مليار درهم. وهذا ما يمنح هاتين المؤسستين التوأمان دورا رياديا في إملاء السياسات النيوليبرالية ومتابعة تنفيذها، طبعا إلى جانب مؤسسات أخرى على رأسها صندوق النقد الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي، والاتحاد الأوروبي…

كل شيء يدل بأن المغرب عاد بالفعل إلى نقطة الصفر، مقارنة بالوضع المالي قبل أزيد من أربعة عقود، بل إنه يغوص في أزمة بنيوية متعددة الأبعاد يتكبد مصائبها الأغلبية الشعبية المقهورة.

السمة البنيوية للمديونية العمومية مكرسة في ميزانية الدولة، ويخلق سدادها التزامات طويلة الأمد تؤثر سلبا على حياة الجماهير الشعبية، والأجيال اللاحقة. فبعد المجهود المضني الذي فرض أداؤه على فقراء البلد خلال أربعة عقود بذريعة الخروج من دوامة الديون، سيفرض ارتفاع المديونية الجاري سنة تلو أخرى على المتضررين/ات منها تضحيات قاسية مرة أخرى.

اقتصاد البلد مبني على مديونية هيكلية يديمها استبداد سياسي ويسددها على حساب الأغلبية المقهورة على شكل ضرائب مباشرة تقتطع من المنبع وضرائب غير مباشرة على استهلاكها، في وقت يواصل فيه دعم أقلية مستفيدة من الميزانية العمومية ومنحها امتيازات ضريبية (زهاء 30 مليار درهم سنويا من الإعفاءات برسم ما يسمى نفقات جبائية).

وبالفعل، يتعين على الدولة المغربية وفقا لصندوق النقد الدولي توسيع القاعدة الضريبية وزيادة تصاعديتها، وفقا للمبادئ المنصوص عليها في القانون الإطار، ومواصلة الجهود لترشيد الإنفاق العام وتحسينه. بعبارة أخرى، تطبيق سياسة تقويم هيكلي غير معلن.

فقط، التعبئة الجماهيرية في مواجهة حكومة الأغنياء التي تغرق البلد في الديون تتيح إمكانية قلب الوضع لصالح الأغلبية المفقرة.

ينبغي من أجل الخروج من هذا الوضع بلورة بدائل ملموسة تحملها حركة واسعة من النضال العمالي والشعبي تفضي لانتزاع مكاسب فعلية. أولى مطالبها؛ تدقيق الديون العمومية لتحديد من يقرر مبالغ هذه الديون، ومن يمنحها، وما هي شروط منحها، وكم تكلف، وكيف صرفت، ومن استفاد منها، وما هي نتائجها اقتصاديا واجتماعيا…

سيتيح هذا التدقيق إبراز ضرورة وقف سداد الديون والتبرؤ منها بشكل نهائي. وستفضي التعبئة العمالية-الشعبية الواسعة أيضا إلى ملحاحية إحداث قطيعة مع المؤسسات المالية الدولية والدول الامبريالية، وإرساء أسس سيادة عمالية-شعبية تقوم على تلبية الحاجيات الأساسية للبشر بعيدا عن منطق الربح الرأسمالي المقدس، وسن سياسات عمومية تضمن العيش اللائق، وتربط الأجور بضرورات الحياة، وتوفر السكن اللائق والخدمات العمومية مجانا، وتصون حقوق النساء، وتفرض ضريبية تصاعدية على الثروات، وتؤمم جميع مؤسسات القطاع المالي، وتحترم البيئة، إلخ. ولابد لذلك من إرساء مؤسسات ديمقراطية حقيقية تضمن هذه السيادة وتفرض رقابة على تنفيذ برامجها.

يبقى الرهان الجوهري مرتبط بقدرة منظمات النضال على وضع مطلب تدقيق الديون من أجل إلغائها في قلب الاحتجاجات الشعبية والعمالية والنضالات ضد الغلاء والتقشف والقمع… بالتالي يلزم بذل جهود نضالية جبارة وتثقيف كي يمتلك ضحايا الديون المباشرين المختلفين ضرورة إلغائها كخطوة ضرورية نحو الانعتاق من نير التبعية والاستبداد. وهذا ما تسعى جريدة المناضل-ة الى المساهمة فيه.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميعا إلى مسيرة 04 دجنبر2022 بالبرباط
- الصين، تمرد عمالي في فوكسكون*: آلاف العمال المضربين يواجهون ...
- النضال من أجل ضريبة تصاعدية على الأغنياء إحدى سبلنا لوقف تفق ...
- أممية مايك ديفيس Mike Davis
- المُؤسسات المالية الدولية أداةُ استعمار جَديد
- التّغيرات المُناخية المُتطرفة تَستدعي البَديل الاشتراكي الاي ...
- نعي: فرانسوا شينيه François Chesnais ، أحد الوجوه الرئيسة لل ...
- بلاغٌ بشأن حذف صفحة المُناضل-ة من طرف إدارة فيسبوك
- موجاتُ كفاحٍ شعبي قادمة: العبرةُ في سَابقاتها
- الطّبقة العاملة المغربية في مُنعطف تاريخيّ: خطرُ الإجهاز على ...
- قبل عشر سنوات: مذبحة عمال مناجم مريكانا المضربين في جنوب افر ...
- سريلانكا: انتفاضة ضد غلاء المعيشة والدكتاتورية
- 20 يوليوز، ذكرى رحيل ماندل السّابعة والعشرين: إرنست ماندل من ...
- نداء من نقابيي/ات تيار المناضل-ة إلى مؤتمر النقابة الوطنية ل ...
- بناء القوة السياسية العمالية طريق الخلاص الوحيد من الاستبداد ...
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
- لا لقمع حزب النهج الديمقراطي… إلى الامام من أجل الظفر بالحري ...
- ارفعوا خناقكم عن حزب العمال الاشتراكي، لأجل جزائر حرة وديمقر ...
- لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، نعم لحقوق الشعب الفلسطيني، إس ...
- من أجل تنسيقيات محلية لإسقاط القرارات الاقصائية من مباراة ال ...


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المناضل-ة - من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون