أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر رسول - حركة التيار الصدري الأخيرة زوبعة فاشله لبناء الدولة المنشودة بطابعها المتردي!














المزيد.....

حركة التيار الصدري الأخيرة زوبعة فاشله لبناء الدولة المنشودة بطابعها المتردي!


عامر رسول

الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الأزمات والانقسامات العميقة للطبقة السياسية التي تمثلها البرجوازية العراقية، طفت على السطح المبعثر مرة أخرى الأسبوع الماضي، حيث اقتحمت جماعة مقتدى الصدر مبنى مجلس النواب العراقي مستنفرة قوتها الجماهيرية وميلشياتها التابعة لها بإصرار كبير على تحقيق اهدافها المزعومة.
ان انسداد افق المأزق السياسي للعملية السياسية وجعل الفوضى عنوان هو شيء ليس وليد المرحلة الراهنة وانما ولد مع ولادة هذا النفق السياسي المظلم، هذه العملية السياسية هي الجنين المدلل لرحم الاحتلال الأمريكي.
وربما يسأل سائل ما الجديد في الرسالة السياسية لحركة التيار الصدري؟ وهل هذه الحركة هي مشابه للحركات السابقة؟ بالتأكيد يكون الجواب بالنفي. وسأوضح وجهة نظري بهذا الخصوص.
محاولة بناء الدولة من قبل التيار الصدري وانصاره في المرحلة الانتقالية العالمية المتقلبة حيث يشتد الصراع بين الاقطاب الرأسمالية العالمية المتمثلة بأمريكا وحلفاؤها مقابل الصين وروسيا أحدث هذا الصراع فجوه كبيره في شكل وحجم الاستقطابات والاصطفافات الإقليمية والدولية على عكس المفهوم التقليدي السائد اي ان تكون تابع وتحت هيمنة التبعية للنظام الامريكي وحلفاؤه او تحت هيمنة القطب الروسي الصيني بشكل مباشر.
هذه المرحلة الانتقالية افرزت ظاهرة جديدة ستكون عبارة عن خطوط او قنوات فاصلة بين القوى العالمية والإقليمية المتصارعة وليس بمعنى التخلص الكامل منها، بل هو استقلال نسبي ومؤقت، حيث ليس بإمكان اية قوة برجوازية محلية ان تخلص ذاتها من سطوة وقوة البرجوازية العالمية، لكن أعني وجود فسحة او حيز من المساحة من لحرية الحركة لهذه القوى ليتسنى لها تحقيق برنامجها وفقا بتوازنات القوى العالمية وتحديدا هذه المرحلة في العراق بتعبير ادق ان تيار الصدر انتهز هذه اللحظة التاريخية لبناء الدولة العراقية مدموغة بطابعه وهويته السياسية " الوطنية" التي عفى عليها الزمن والمكان، هويه فارغة لا تحمل عبق ثورات الجماهير الكادحة وثقلها الطموح من اجل بناء عالم افضل للإنسانية. ولكن راهينية هذه المرحلة هي ان تكون " لا شرقية ولا غربية".
ان حركة التيار الصدري الاخيرة هي بمثابة مركز التقاط هذه المتغيرات في العراق والمنطقة في نقطة انعطاف تاريخية حساسة، حيث تعادل ميزان القوى بين قوى المتصارعة في العراق في هذه اللحظة التاريخية، والكل وفق شروطها الخاصة. هذه النقطة تتغير حتما وتتوقف على جملة من معادلات توازن القوى العالمية والاقليمية. وفق هذا التصور، تظهر حركة الصدر كحركة مستقلة عن القوى الإقليمية والعالمية. وذلك لحصول توازن بين القوى المتصارعة فليس في مصلحة امريكا ولا إيران ودول الخليج وتركيا ان تتحرك لتفجير الأوضاع السياسة في العراق، او مثلا حصر الصدر في زاوية تحت مسميات
"حماية مؤسسات الدولة او الشرعية وما شابه ذلك" التي رفعتها قوى الإطار التنسيقي.
ان نقطة التحول هذه التي تجمعت فيها كل المتغيرات والتوازنات على الساحة العراقية هي التي هيئت الظروف لحركة التيار الصدري بان تسلك هذا النمط من التوجه. وحسب تصريحات الصدر بانه يريد: "تغير العملية السياسية". هذه هي محتوى هذه الحركة، وهل يتحقق مساعي الصدر في بناء الدولة التي ينشدها؟ برأي هذا مرهون بمسائل ومتغيرات عدّة وتحديات كبيرة، ولكن ليس مستحيل، ولكن تحقيقه بهذا النمط من الحركة صعب جدا.
لكن مهما كانت النتائج هذه الحركة، فان التيار الصدري أصبح مكانته اقوى وتفرض رؤيته على الاخرين، وليس من الصحيح ان نقرأ هذه التحركات لصالح امريكا او إيران او اية قوى اخرى وفق المتغيرات التي وضحناه انفا، حيث نرى دول عدة تتحرك بأريحية أكثر مقارنة بالسنوات الماضية، مثل الجزائر ومصر والسعودية وباكستان والارجنتين..... ودول اخرى، وحركة الصدر الاخيرة ينبغي ان تقرا في إطار هذا السياق.
هناك نقطة اخرى تدعوا الى التوقف والنظر فيها وهي كيف تستلهم قوى اليسار والشيوعية بصورة عامة الدروس من هذه الحركة. برأي أن التحركات الأخيرة للصدر والصدريين ونزولهم الى الشارع واحتلالهم للمباني الحكومية كشفت عن مسألة مهمة وهي ان أصل ما يسمى بحركة تشرين الشبابية في تشرين الثاني 2019 ما هي الا وجه اخر لقوة واجندة مقتدى الصدر للبروز امام المحور الإيراني حينذاك لحسم موضوع الانتصار والفوز في الانتخابات الاخيرة باسم شباب تشرين وهي نفس القوة التي نزلت الان بهويتها المباشرة بطقوسها الدينية وقمصانها السود، وان الاحداث الدراماتيكية الاخيرة حولت حركة وثورة تشرين؟؟؟؟؟؟ بين الليلة وضحاها الى حركة العاشوراء والثورة العاشورائية والاستيلاء على مبنى البرلمان. ان هدف هذه الحركة وحركة تشرين 2019 هو نفس الأهداف وهو مواجهة اقامة حكومة موالية لإيران. في تشرين 2019 الهدف هو سقوط عادل عبد المهدي الموالي لإيران، وفي حركة الصدر في 30 تموز 2022 هو منع إعادة عادل عبدالمهدي_ اي السوداني-.... وان التيار الصدري برفعه راية الثورة العاشورائية منذ البداية لحركتها حرمت اليسار العراقي من الركض وراء هذه الحركات.
بما تقدم فان التجربة العملية اثبتت ان تلك الحركات لا ترتبط بموضوع الثورة والتغيير الجذري الذي تتبناه الحركات اليسارية والشيوعية والتي انزلقت سياستها ومفاهيمها مع الاسف بشكل لافت للنظر على التحليل غير الصحيح حيث وصفت بالثورة. وليس هذا فحسب وانما اخذتها الموجة البرجوازية معها وأصبحت جزءا هامشيا من هذه التحولات. ومن المثير للعجب بان اليسار لا يريد الوقوف لحظة للتفكير والمراجعة وتقييم في نهجه الماركسي، حيث يخرج من هذه الاحداث مرة اخرى بخطابات جديدة تؤكد على تكرار نفس التحليل الخاطئ مفسرا بان التحركات الأخيرة لمقتدى الصدر هي الثورة المضادة للحركة تشرين، تلك هي الطامة الكبرى.



#عامر_رسول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضال الطبقي في الأول من أيار، و موقع يسار كردستان نموذجا!
- حرق القرآن وأحداث عمليات الشغب في السويد
- لا صلة بين قرار المحكمة الاتحادية العراقية وتطلعات وآمَال جم ...
- التغيرات في السياسة الامريكية وانعكاساتها على العراق
- الورقة البيضاء، وثيقة إفقار وحرمان الأكثرية و إثراء الأقلية ...
- رد على الرفيق عبدالحسين سلمان حول نقد اطروحات الاتجاه المارك ...
- الأزمة الاقتصادية و فيروس كورونا!
- شرطة حكومة أقليم كردستان ترد بالرصاص على مطالب المتظاهرين
- محطات من حياة الرفاق شابور وقابيل قادة المنظمات الجماهيرية و ...
- سيبقى ذكراكم خالداً كلمة في ذكرى السنوية السادسة للإغتيال ال ...
- لاتشوه الحقائق
- هلوسات عبد الجبار الى أين؟


المزيد.....




- هجوم فلسطيني عنيف على واشنطن بسبب الرصيف الأمريكي العائم قبا ...
- شاهد: دخول شاحنات إلى الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قطاع ...
- السعودية قاضته والكويت سحبت جنسيته.. قصة ناشط كويتي معارض لل ...
- لبنان يسلم 20 سوريا لسلطات بلادهم بعد توقيفهم لمحاولتهم الهج ...
- مقتل أربعة بينهم ثلاثة أجانب في إطلاق نار في باميان بوسط أفغ ...
- تحذير فلسطيني.. لن ندير معبر رفح بوجود اسرائيل
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف تجهيزات تجسسية إسرائيلي ...
- -حتى الـCIA لن تنقذه-.. كولونيل أمريكي يتحدث عن مصير زيلينسك ...
- المفوضية الأوروبية تنشر توضيحات حول حظر وسائل إعلام روسية
- -حماس- تعلن مقتل أحد قادتها في غارة إسرائيلية استهدفته قرب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر رسول - حركة التيار الصدري الأخيرة زوبعة فاشله لبناء الدولة المنشودة بطابعها المتردي!