أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر رسول - لا صلة بين قرار المحكمة الاتحادية العراقية وتطلعات وآمَال جماهير كوردستان والعراق














المزيد.....

لا صلة بين قرار المحكمة الاتحادية العراقية وتطلعات وآمَال جماهير كوردستان والعراق


عامر رسول

الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدور قرار المحكمة الاتحادية في بتاريخ 15-2-2022 حول عدم دستورية قانون النفط والغاز في حكومة إقليم كردستان، افرزت ردود أفعال متباينة بين الجهات والاطراف السياسية بشقيها الكوردي والعربي والكل يفسره حسب بوصلة مصلحته السياسية، ورُؤَاهَا من زاوية نتائج هذا القرار، وهذا القرار بالتأكيد سوف يؤزم الوضع أكثر مما هو عليه وسوف يدفع بالوضع السياسي الى عنق الزجاجة.
بعيدا عن الدخول في معمعة النقاشات والصراع الدائرة بين الاخوة الأعداء، حيث الادعاء الكاذب بنزاهة وحيادية القضاء العراقي من جهة والادعاء بالهجوم على مقدرات ومصالح إقليم كردستان العادلة الذي له الحق في الاستفادة من ثرواته الطبيعية من جهة اخرى.
على الرغم من ان النفط والموارد الطبيعية هي العصب الرئيسي للاقتصاد العراقي، ولكن كل الإدارات المتعاقبة لهذا الملف لم تدرج يوما في اجنداتها برنامج لتأمين أدني درجة من الرفاه وتوفير العيش الكريم للمواطن العراقي، ان المستفيدين الوحيدين هم الطبقة البرجوازية حيث ازداد عدد المليونيرية والمليارديرية بعد 2003، وعددهم بات يتجاوز عدد المليارديرية في الكثير من الدول الاوربية مثل ايطاليا وهولندا، في حين تزداد معدلات الفقر والبطالة الى اعلى درجاتها يوما بعد يوم.
الحقيقة من وجهة نظرنا ان قضية الصراعات المحتدمة بين الأطراف السياسية في العراق هي انعكاس لأجندات وصراعات عالمية والتي تبرز تأثيراتها المباشرة على الدول البترولية على وجه الخصوص. وهي مسألة أكبر بكثير من تلك الترهات التي تدعيها البرجوازية المحلية بكل تلاوينها واشكالها. الجميع يعلم بان شبح واحتمالية الحرب ابتعدت وأخمدت ولو لفترة قصيرة بين روسيا وامريكا في أوكرانيا، الا ان تبعاتها الاقتصادية وإعادة الاصطفافات السياسية انعكست على معظم دول العالم ولاسيما الدول التي ترتبط مصالحها بشكل مباشر مع روسيا وامريكا.
تحركت أمريكا من ضمن حملتها الإعلامية الهستيرية والتصعيدية للحرب التي كانت تدعي الهجوم الروسي المحقق على اوكرانيا طيلة الفترة الماضية، وعملت بموازاة الحملة الحربية بمحاولة لخنق روسيا اقتصاديا من خلال إيجاد قنوات بديلة لتأمين الطاقة والغاز لأوروبا عوضا عن روسيا. واهم هذه البدائل المطروحة هي قطر وكردستان العراق، حيث جرت زيارات مكوكية متبادلة بين أربيل وتركيا وقطر، تمخضت عنها قرارات مبدئية بين هذه الدول وبرعاية أمريكية- قطرية بالعمل وفق هذا التوجه، حيث ابرم الرئيس التركي اتفاقية كبيرة للغاز الطبيعي من قطر، كما وتزامن مع اعلان رئيس حكومة إقليم كوردستان استعداده لتلبية احتياجات انقرة من الغاز الطبيعي وهذا ما صرح به الرئيس التركي اثناء مقابلته مع نيجرفان البارزاني. وهذه الاتفاقيات لها ابعاد استراتيجية بعيدة المدى، لان تركيا هي أحد اهم المعابر والقنوات الرئيسية التي ترتبط مع الاتحاد الأوربي عن طريق البحر. تبذل أمريكا كل جهودها نحو فصل روسيا اقتصاديا عن الاتحاد الأوربي بهدف تهديد وتضعيف الاقتصاد الروسي. كما وان الرسالة موجهة لإيران أيضا في نفس الوقت، حيث ان إيران تزود تركيا بنسبة 16% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي في الأشهر العشرة الأولى من عام 2021 وقد تم تقليل الصادرات ابان ازمة أوكرانيا تحت ادعاءات الخلل الفني. وفي المقابل استأنفت تركيا محادثاتها مع إسرائيل بشأن نقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا، وتحركات إسرائيل على محور الاتفاقيات مع قبرص واليونان ومحاولة احياء مشروع EAST MED لمد أوروبا بالغاز الطبيعي. هذه التحركات والحروب الاقتصادية نماذج مصغرة على تلك الصراعات بين دول الرأسمالية العالمية التي تلقي بظلالها على العالم.
فيما يخص موضوع قرار المحكمة الاتحادية فقد تزامن مع هذه الاحداث والتحركات، زيارة رئيس إقليم كوردستان الى تركيا وزيارة رئيس حكومة إقليم كوردستان الى قطر بدعوة من تميم بن حمد آل ثاني.
وبإلقاء لمحة قصيرة على الشركات النفطية العاملة في كردستان فهي مرتبطة بشركات متعددة ومن ضمنها شركات دانا غاز وهي شركة اماراتية أحد اهم مراكزها الرئيسية في إقليم كوردستان تقوم بتأمين انتاج الغاز الطبيعي ومعالجته ونقله الى السوق العالمي. وهناك تعاقدات بملايين الدولارات بين شركة بيرل بتروليم المحدودة التي تديرها شركة نفط الهلال ودانا غاز الامارتية لتوسيع منشات انتاج الغاز في إقليم كردستان. وتمت هذه الاتفاقيات الاستراتيجية بشراكة ودور مؤسسة تمويل التنمية الدولية الامريكية (DFC).
وتحاول إيران وروسيا الوقوف في مواجهة هذه المخططات، من خلال تسلط النفوذ الايراني في حكومة العراق ومحاكمها ومن خلال ابراز ملف دستورية او عدم دستورية قانون النفط والغاز في إقليم كردستان والعمل على افشال هذا المشروع. على الرغم من ان هذا الملف قديم حيث يرجع تاريخه الى عام 2012. وهذا إنْ دَلَّ عَلَى شَيءٍ فإنما يَدُلُّ على ان هذه الاحداث ليست عرضية او جاءت محض صدفة، وانما هي حرب وكالات واللاعبين الرئيسين هما روسيا وامريكا والاستقطابات الدولية التي تدور في فلك هذا الصراع.

ان الاحداث الجارية تدفع بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الى اعلى مدياتها. وان بروليتاريا العراق تقع على كاهلها كل نتائج هذه السياسيات والأزمات المترتبة عليها، حيث حياة ومعيشة العامل لا تختلف قيد انملة سواء كان انتاج النفط والغاز تحت سطوة البرجوازية الإسلام الشيعي- السني او تحت سطوة البرجوازية الكوردية، كلا الجهتان سيان بالنسبة للبروليتاريا ولا يغير من جوهر ومكانتها في الصراع.
ان فهم الصراع الجاري بالنسبة للجماهير العراقية وإقليم كردستان هو بمثابة تثبيت موطئ قدم باتجاه وتقوية المسار النضالي الطبقي، لان الصراعات المحتدمة بين الأطراف البرجوازية والرأسمالية العالمية لا تجلب سوى الكوارث والمصائب الإنسانية.
موضوع الشرعية او عدم شرعية نفط وغاز الإقليم ليس موضوع البروليتاريا حسب، وانما وجودهم كحكومة وسلطة لا تملك أدنى شرعية، وعلى البروليتاريا النضال من اجل كنسهم الى مزبلة التاريخ واحلال بديلها السياسي.



#عامر_رسول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيرات في السياسة الامريكية وانعكاساتها على العراق
- الورقة البيضاء، وثيقة إفقار وحرمان الأكثرية و إثراء الأقلية ...
- رد على الرفيق عبدالحسين سلمان حول نقد اطروحات الاتجاه المارك ...
- الأزمة الاقتصادية و فيروس كورونا!
- شرطة حكومة أقليم كردستان ترد بالرصاص على مطالب المتظاهرين
- محطات من حياة الرفاق شابور وقابيل قادة المنظمات الجماهيرية و ...
- سيبقى ذكراكم خالداً كلمة في ذكرى السنوية السادسة للإغتيال ال ...
- لاتشوه الحقائق
- هلوسات عبد الجبار الى أين؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر رسول - لا صلة بين قرار المحكمة الاتحادية العراقية وتطلعات وآمَال جماهير كوردستان والعراق