أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابتسام يوسف الطاهر - وطنية مدفوعة الثمن















المزيد.....

وطنية مدفوعة الثمن


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:03
المحور: الصحافة والاعلام
    



اطلالة على بعض الفضائيات العراقية

بعد الهجمة الاخطبوطية المتعددة الاطراف التي يتعرض لها شعب العراق منذ سقوط صنم صدام, من مرتزقة جلبهم الاحتلال معه ليرتكبوا الجرائم ضد الشعب العراقي بأي ثمن بخس, ومن عملائه السابقين الذي اَفرغت عقولهم وقلوبهم من أي مشاعر انسانية ليرتكبوا ابشع الجرائم ضد ابناء العراق باسم الجهاد او المقاومة, والمعروف ان كل مقاومات العالم مهامها او هدفها هو حماية الشعب المحتل, ومساندة الحكومة الوطنية لتمكينها من طرد الاحتلال.
لكن هؤلاء كشفوا عن حقيقتهم ولم يعد خافيا انهم يعملوا لصالح الاحتلال والخونة الذين دعمهم الاحتلال كل العقود السابقة, مهما تعالى زعيق الفضائيات او الصحف التي تمولها تلك العناصر, ومهما حاولوا صبغ ايدي هؤلاء الملطخة بدماء الابرياء, بالوان اسلامية او قومية او وطنية.
فلو تاملنا الاحوال من كل الجوانب, لراينا كيف ان تصاعد عمليات القتل والتفجيرات بالجوامع والمساجد او الحسينيات والمطاعم والمقاهي والساحات, مع عمليات التخريب المتعمد لكل المؤسسات الخدمية التي يحتاجها المواطن العراقي. بعد قتل العميل الاشرس الزرقاوي, وقد هددت بعض وسائل الاعلام بـ(القادم الاصعب), من صحف مرتزقة. و كيف ان بعض انكشاريي صدام ازدادت وتيرة احقادهم بضربهم لمساجد السنة والشيعة على السواء لتنفيذ مخطط الاعداء باستماتتهم لاشعال الحرب الاهلية بين تلك الطائفتين, وللاسف صدق بعض المتخلفين دعاوي قياداتهم الوصولية المتخلفة من المتعاونين مع تلك العناصر التي ذكرناها, حيث هؤلاء لايهمهم غير مصالحهم الشخصية.
لو تاملنا تلك الجرائم وتزامنها مع الهجمة الصهيونية على غزة وعلى لبنان لأتضح لنا عمق التوافق بين عنصريي اسرائيل وحقدهم, مع مخربي العراق من الذين مازال بعض العرب يسمونهم مقاومة ويشبهونهم بمقاومة حزب الله! مع ان حزب الله لم يعتد على ابناء وطنه لبنان, بينما ازلام صدام وبن لادن لم يكفوا عن تدمير العراق وقتل العراقيين. أليس واضحا تشابه ايدي مجاهدي بن لادن وصدام وهي ملطخة بدماء الابرياء, بايدي الصهاينة ومن يدعمها؟

وسط تلك الحالة الكابوسية التي يعيشها شعب العراق وشعوب المنطقة العربية, ظهرت وسائل اعلامية عديدة. ففي العراق, الذي كان بعهد صدام المخلوع, محرم على المواطن امتلاك صحن الفضائيات بل محرم عليهم مشاهدة محطات اجنبية او أي قنوات اخرى لاتمجد القائد, ظهرت بعد سقوط الصنم محطات تلفزيونية عديدة بعضها حكومية واخرى خاصة لاعلاميين معروفين, بعضهم كان متعاونا مع النظام السابق, وغيرها مستقلة.
تأملنا خيرا في ان ذلك سيعطي الفرصة للمواطن العراقي لاشباع رغبته ولزيادة إطلاعه بعد ان كان معزولا عن العالم. كذلك تأمّلنا خيرا ببعضها وهي تستعرض تراث العراق وخير العراق وتتحدث باسم كل ابناء العراق.
وتأمّلت خيرا وأنا ارى بعض الاشارات او الفواصل التي تعرض اشبه باعلانات بين البرامج , لتوعية المواطن بضرورة الوحدة والتعاون والاخوة, بضرورة التعاون مع اجهزة الامن للاخبار عن كل الاعمال التخريبية والمخربين والإبلاغ عن كل المشكوك بهم من المجرمين. فبعد تخلي قوات الاحتلال المتعمد عن حماية المواطن والمؤسسات الانسانية, وبعد فتحها بوابات العراق لكل خفافيش الظلام الحاقدين. لابد للمواطن من الوعي , وتلك مهمة وسائل الاعلام خاصة الفضائيات العراقية التي المفترض بها الحرص على الوطن وأمنه وحرصها على سلامة المواطن في الوطن الذي تدعي الانتماء اليه. اوعلى الاقل للتخفيف من حدة الحقد والشقاق الذي تدعو له بعض المحطات العربية الحاقدة خاصة تلك المجاورة للقواعد الامريكية.
لكنا نفاجأ بان بعضها تضع في زاوية الشاشة (اعلان مدفوع الثمن)! بالرغم من انه لم يكن اعلان تجاري ولا هو اعلان لسلعة ممنوعة ليبرروا انه اعلان مدفوع الثمن, فلا عتب عليهم لو اظهروه!
نحن نعرف انه مدفوع الثمن من قبل الحكومة, ولكنهم حتى لو كانوا على اعتراض مع الحكومة خوفا من جحافل الظلام, او إدمانا على الولاء لمن خرب الوطن. فلم تكن تلك اعلانات حكومية او حزبية ولم تكن للدعاية للوزير الفلاني او رئيس الحزب العلاني.
انما هي اعلانات تخص المواطن الاعزل, لتوعيته لانقاذ أرواح الابرياء, لانقاذ الاطفال والنساء, لانقاذ العمال والاطباء والمدرسين. لانقاذ الشرطي الذي يسعى لحماية المؤسسات والمدارس والمستشفيات لحماية المواطن من القتلة والسراق معرضا نفسه للموت الذي يستهدفه بحجة التعاون مع الاحتلال, ورأينا كيف ان القتلة هم من يتعاون مع الاحتلال بتلك الجرائم.
ولابد من الدعوة لتعاون الجميع وأولهم رجال الاعلام, لازاحة طبقات الصدأ من التخلف والحقد والرغبة بالانتقام, دعوة لوضع حد للاحقاد التي زَرعت بذورها في عهد صدام وسقتها قوات الاحتلال بمياه الزرقاوي وبن لادن وغيره من الحاقدين على الحياة.
فلابد من عمل الجميع لاستئصال براعم الشر قبل ان تصبح اشجارا وتهلك البلاد والعباد. ومن يتخلى عن تلك المهمة او يتنصل منها فهو مساهم بعمليات القتل تلك, بل ومتعاون مع قوات الاحتلال, التي تستغل الحال هذه للبقاء اكثر ولمواصلة بلبلة الوضع اكثر. خاصة والعراق الان لايقف معه احد والكل يتفرج على عمليات القتل اليومي بحيادية!
بل تردي الوضع بالعراق يعطي الصهاينة دفعا لاستعراض قوتها وحقدها على الشعب الفلسطيني كما نرى بهجومها الاخير.
اذن كان الاولى بالفضائيات تلك, ان تستحدث برامج وتبتكر وسائل لتوعية المواطن ولاتكتفي بتلك الاعلانات, لزرع روح المواطنة والاخلاص للوطن, لكل مايخص بلده وارضه واخوته. لزرع روح المحبة والمسؤولية بنفوس الكل, بعد ان اعتادوا على الانانية واللامبالاة, بل البعض لايتردد من نهب وسرقة المدرسة التي يدرس بها ابنه, اوالمستشفى التي يعالج بها اهله. حتى البعض من موظفين لايهمه ان تخرب المؤسسة التي يشتغل بها. فقد خلق النظام السابق روح العداء بين المواطن وبين كل مايخص الدولة, فصار يرى فيها وفي مؤسساتها عدوه الاول, دون ان يعي ان كل المؤسسات هي له ولخدمته فلابد من الحفاظ عليها وحمايتها. وهذه الغاية رغم صعوبتها لابد من الوصول اليها, ولايتم ذلك الا بتعاون الجميع خاصة وسائل الاعلام والتربية ولابد من المواضبة والصبر لتحقيقها.
اذن لمَ التنصل من تلك المهمة النبيلة؟ لمَ الخوف من تبنيها؟ أليس الاولى ببعضهم التاكيد عليها, على الاقل للتكفير عن ذنبهم في التطبيل سابقا للقائد وحروبه الكارثية التي أوصلت البلد للهاوية؟
أليس الاولى بهم تطوير البرامج والاستفادة من برامج الدول المتقدمة في ذلك المجال؟
وشعبنا اليوم بحاجة لكل كلمة طيبة, بحاجة لمن يزرع به روح الاخلاص والمحبة, والاهتمام بمايعزز حب الحياة والتفاني من اجل الخير, بحاجة للتوعية باحترام مشاعر الاخر واحترام خصوصياتهم وخياراتهم, بحاجة لتوعيته للاهتمام بما هو اهم من مظاهر لاقيمة لها, بحاجة لتوعيتهم ان الاعتداء على الاخر لانه لم يطيل لحيته او لانها لم تلبس الحجاب, يعتبر كفر وجريمة, فكل شخص حر بما يلبس او كيف يظهر.
. بحاجة لمن يزرع به روح المواطنة وحب الجار والصديق والزميل مهما كان اصله او انتمائه. بحاجة لزرع روح حب العراق وكل مايخص العراق من شجر وبشر, من تراث واديان , من حضارة وحاضر. بحاجة لتوعيته لنبذ التعصب والكره, لنبذ الولاء لأولي أمر اغبياء, واقتلاع براعم الشر التي تبدأ بحب او الولاء للقائد العلاني, والسيد الفلتاني, التي تولد الانانية والاحقاد والتناحر من اجل اشخاص لم ولن تهمهم مصلحة المواطنين او مصلحة الوطن يوما.
وهذا الوعي سيؤدي الى تعاون الكل من اجل الدفاع عن الوطن والحرص على فضح المجرمين بكل اشكالهم وايقاف المخربين والقتلة, لوضع حدا لكابوس الموت المتربص بالعراق في كل ركن ومدينة, وفي كل شارع. وتلك الطريقة الوحيدة التي بها نطرد قوات الاحتلال لينعم البلد ببعض الامان والسلام.
وهذا مايسمى بالمفاهيم اللغوية, الوطنية او الاحساس بالمسؤولية, او المشاعر الانسانية التي يجب ان يحملها كل من يسعى للخير وتلك لاتقدر بثمن. فهل يجب ان نعلن عن اثمانها, هل للوطنية والاخلاص للوطن والشعب ثمنا؟ وكأني بهم يتبرأوا او يتنصلوا من تلك المهمة النبيلة, مع انها الشئ الوحيد الذي يحسب لهم ولصالحهم.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جد
- انما للصبر حدود- نوافذ خاصة على محاكمة صدام
- الاحتجاج الكاركتيري
- متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال
- المخرج ليث عبد الامير وأغنية الغائبين
- المسيار، المتعة، العرفي..ثلاث اسماء لمعنى واحد مرفوض
- رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!
- الرجل الذي فقد صوته
- رهينة الحصارات
- الشجاعة في الاعتذار
- خراب العراق , قدرٌ ام مؤامرة؟
- السياسة بين التجارة والمبادئ
- عن اي انتصار يتحدثون؟
- فرشاة على الرصيف
- شارع الرشيد...ضحية الحصار ام الحروب ام الاهمال؟
- اليد التي تبني المحبة هي الابقى
- الدوائر المستطيلة
- اللغة الكردية ومايكل جاكسون
- الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟
- .......وظلم ذوي القربي


المزيد.....




- عبدالله بن زايد يلتقي رئيس القائمة العربية في الكنيست منصور ...
- حزب الله يُعلن مسؤوليته عن إطلاق عشرات الصواريخ نحو الجولان ...
- إسبانيا تخطط إلى جانب عدد من الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلس ...
- مسؤولة أممية: رغم أن العقود الماضية من الاضطرابات لا تزال تؤ ...
- حفارات ذكية وروبوتات لتشييد مبان صديقة للبيئة
- السودان وغزة: -الحزن واحد والجرح واحد وإن اختلفت الأماكن-
- مفاوضات اللحظات الأخيرة تبوء بالفشل..توخل سيرحل عن بايرن
- لقاء مع سعادة السفير احمد الطريفي رئيس قطاع الشئون العربية و ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في عدة مناطق بغزة (فيديوه ...
- -حزب الله- يرد على غارة النجارية بـ50 صاروخ كاتيوشا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابتسام يوسف الطاهر - وطنية مدفوعة الثمن