أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحمد المندلاوي - شوارع نصف مطبوخة














المزيد.....

شوارع نصف مطبوخة


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 20:19
المحور: كتابات ساخرة
    


نصير نصيف المندلاوي
** طفولة الشوارع تتوسد هدوءها ، تنشف شعر إسفلتها من هذيان مياه الأمطار، تتمطى، تحرك أرصفتها لتمتص خدر الانتشاء الذي بدأت حباته تتبخر مع صوت عجلات أول سيارة وطأت أقدامها وجه الشارع بعد تلك الحفلة الصاخبة التي أقامها المطر على شرف شوارع المدينة، حفلة دامت مساحة ثلاثة أيام بلياليها، ذرفت فيها السماء كل ألحان الحب ،ورفرفت فوق هامات القطرات المتسارعة نحو الأرض رايات البشارة بموسم مطير فاتحدت رغبة الشوارع في التخلص من ماضيها غير المشرف مع الأوحال ببسالة القطرات الزجاجية الهاطلة بجنون.
قبل أيام كانت هذه الشوارع غرضا للواطئين وجهها، كعوب أحذية تهب ما تحمله في جيوبها من أوحال الى كف الشوارع الممدودة للشحاذة؛ عجلات جرارات زراعية حملت في سلال كرمها الريفي ما صفي ونقى من طين المزارع والبساتين، وبين هذا وذاك يتسلل الخارقون لنواميس الذوق فيثقبون آذان الشوارع لا ليلبسوها أقراطاً من ذهب بل ليمدّوا أنبوب ماء هنا أو يحفروا خندقاً تتقيأ فيه بيوتهم ما شاءت من مياه فضلات الشوارع لا تزال يتيمة، لا يعطف عليها أحد ، حتى الرصيف الذي هو أقرب أرحامها اليها يقضي نهاره لاهياً عنها لا يفكر إلا في شكله و ألوان الأحجار التي يرصفها عمال البلدية فوق وجهه.بالأمس القريب كانت الشوارع عارية تماماً لا ترتدي شيئا يغطي سوأتها، أما اليوم فموضة معاطف الإسفلت اللامعة، ونظارات الأرصفة هي السائدة. طفولة الشوارع تبحث في حقائب العائدين الى مدينة الشوارع عن أزرار معطفها الإسفلتي التي قطعها نزق الراقصين فوق حلباتها، عربات مجنزرة، أحذية جنود، حقائب العائدين تملؤها الأزرار اللامعة ، أزرار العائدين تتدحرج فوق وجه الشوارع ، تلمّ شعث ما علق بوجهها من ظلامات الماضي ، تستفز تردد الغيوم التي لا تزال جاثمة فوق صدر السماء تستل أشعة الشمس من بين براثن الخوف .طفولة الشوارع تتنفس التغيير، ترفع رأسها ، تمسك بيدها حبات اليقين، الغيوم رحلت،وموسيقى الجنون توقفت، والراقصون خلعوا أسمال الرقص وارتدوا بدلات الرحيل، وحدها الشوارع بقيت لتفرش بساط الأمل بين أبناء مدينة الشوارع.



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام الاجتماعي ..2021م
- مندلي في الوجدان
- مندلاويات عبر الزمن /1
- الأوائل من البندنيجين -26
- باشماغ ....
- إلى مندلي.الغالية...
- باغ أرناؤوط
- بساتين مندلي -1
- ليزا و الغيتار
- الأوائل من البندنيجين -25
- -وجوه- القرن العشرين
- من قصص الاستاذ حسين علي آغا
- الأوائل من البندنيجين -24
- سوزان المندلاوي
- سركار...
- الأوائل من البندنيجين -23
- رثاء نجوى ..
- رحلوا وهم في قلوبنا..
- فوته و لجك: فولكلور
- فريدة المشاهدي


المزيد.....




- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...
- كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين -المذهلة ...
- المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ترفض عرضا من وزار ...
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- مصر.. فنانة مشهورة تشتكي للشرطة من -إزعاج- السودانيين
- -تشريح الكراهية-.. تجدد نزعات قديمة في الاجتماع الحديث
- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...
- قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز .. ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحمد المندلاوي - شوارع نصف مطبوخة