أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - جرائم الشرف مستمرة بدعم العرف الطاغي على القانون














المزيد.....

جرائم الشرف مستمرة بدعم العرف الطاغي على القانون


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 7072 - 2021 / 11 / 9 - 09:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



من المعلوم جيداً أن مجتمعات الشرق العربي والإسلامي تخضع لضوابط العرف والدين أكثر ممّا تخضع للقانون المدني أو الوضعي، وهذا ما يجعلها ماضية في الشكل القبلي في مجمل علاقاتها (الاجتماعية والسياسية والاقتصادية و… الخ) ذلك الشكل الذي ساد زمناً غير قصير إلى أن جاء الاستعمار الذي أدخل بعض المفاهيم عن شكل الدولة وأُسسها ونظامها، إضافة إلى الحركات التنويرية والإصلاحية في معظم هذه الدول، وهذا ما أدى بدوره إلى بدء التلاشي الظاهري للعلاقات القبلية في المجتمع (مع بقائها ضمنياً)، فقد حلّت الأسرة الكبيرة أولاً، ومن ثمّ تقلّصت إلى نواة الأسرة المكونة من الأبوين والأبناء فقط.
ولكن، ورغم كل التغييرات المذكورة، بقي الاحتكام في حلّ النزاعات والخلافات في كثير من الأحيان يجري تحت مظلّة الأعراف القبلية والدينية أكثر ممّا هو للقوانين الوضعية التي شرّعتها الأنظمة الحديثة في تلك البلدان، وعزّز هذا الوضع أن تلك الأنظمة اعتمدت في دساتيرها الفقه الإسلامي مصدراً للتشريع إلى جانب القوانين الوضعية التي تحكم حياة الناس.
من هنا نجد أن التغييرات المنشودة في بعض القوانين تحتاج وقتاً ليس بالقصير حتى تتجذّر في أذهان الناس وممارساتهم اليومية، باعتبارها وافدة على ما تمّ التعارف عليه في الحياة المجتمعية. وهذا ما يتضح تماماً فيما يُعرف بجرائم الشرف، تلك الجرائم التي وقفت ضدّها الحركة النسوية السورية وكل نشطاء المجتمع ومثقفيه، وقد أطلق موقع نساء سورية في عام 2005 ومعه موقع ثرى (الحملة الوطنية لمناهضة جرائم الشرف في سورية) ممّا ألقى الضوء على تلك الجرائم المحمية بالقانون كالمادة 192 والمادة 548 من قانون العقوبات، فدعت الحملة إلى إلغاء تلك المواد. وهذا ما دفع بالحكومة ربما مرغمة وتحت تأثير ضغط هذه الحملات إلى عقد الملتقى الوطني لمناهضة جرائم الشرف في دمشق عام 2008 الذي أقامته الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع وزارتي العدل والأوقاف. هذا الملتقى الذي تمّ فيه الإعلان عن رفض كل الأديان لتلك الجرائم، وبالتالي انتفاء الداعم الديني لها. وعليه فقد صدر في عام 2009 المرسوم رقم 37 الذي ينص في مادته الأولى على إلغاء المادة 548 ويُستعاض عنها بالنص التالي: يستفيد من العذر المخفف من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو على قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد على ألاّ تقل العقوبة عن الحبس مدة سنتين في القتل.

غير أن هذا المرسوم لم ينهِ أو يحدّ من تنامي ارتكاب هذه الجرائم ما دعى إلى صدور المرسوم رقم 1 للعام 2011 والذي عدّل مدة العقوبة من سنتين إلى مدة تتراوح ما بين خمس إلى سبع سنوات لمرتكب هذه الجريمة. وهكذا إلى حين صدور القانون رقم 2 لعام 2020 القاضي بإلغاء المادة 548 من قانون العقوبات المتعلقة بمنح العذر المخفف بـ (جرائم الشرف) إلغاءً نهائياً ممّا يُحيل تلك الجرائم إلى جنايات يعاقب عليها القانون بجرم القتل بلا عذر مُحِلّ أو مُخفّف.

ولكن، هل منعت كل تلك القوانين والمراسيم أو حدّت من حدوث تلك الجرائم الخالية في غالبيتها من كل ما له علاقة بالشرف حقيقة، جرائم واقعة على خلفية رفض العديد من الفتيات الزواج بمّن تفرضه عليهن الأسرة، أو على خلفية تقاسم الإرث أو التمرّد على القيم والتقاليد التي تمنع الفتاة/ المرأة من ممارسة حقوقها الطبيعية في الحياة، وهذا ما تُطالعنا به أخبار الحوادث المنتشرة على وسائل التواصل أو مواقع الحركات النسوية والمدنية.

هنا نرى ونلمس أن العرف الاجتماعي مهما كان متخلّفاً يسود على القانون مهما كان متطوراً، وأن التغيير المنشود يحتاج إلى وقت طويل وضحايا أكثر من فتيات ونساء يرفضن قيماً تُعزّز ظلمهن والتمييز ضدّهن. وهذا يجعلنا نقول إن التعديلات والتغييرات التي طالت بعض القوانين المدنية والدينية على أهميتها وضرورتها، لا يمكنها الوصول إلى المستوى الذي يفرضه قانون مدني عصري ينظم مختلف العلاقات الاجتماعية والأسرية، ومواكبة مختلف المتغيّرات لاسيما فيما يخص قضايا حقوق المرأة بما كفله الدستور والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السورية تجاوزت التنظيمات النسوية
- نساء وأمهات سورية كل يوم وأنتن الصبر والشموخ
- التحرّش الجنسي.. أخلاقيات شاذّة يتغاضى عنها القانون
- ياسمين آذار تاجاً يليق بهامات السوريات
- سورية المستقبل.. دولة مدنية – علمانية طموح نساءها
- لا تُحلّ المشكلات الاجتماعية بإشكاليات أعقد تعدد الزوجات أنم ...
- عفواً سيادة القاضي..نساء سوريا يُشرّفن أيّ مهنة ومجتمع
- طفلة الميدان المُفَخَخَة... جريمة العصر والزمان
- أين السوريون من إعلان حقوق الإنسان..؟
- وفق القرار 1325 المرأة عنصر فاعل في السلام والأمن
- التشريع بيد نساء سورية.. فهل من أمل..؟
- في زمن الحروب... ماذا يعني عيد العمّال.؟
- أمهات سوريا يأملن سلام عساه مديد
- عيد المرأة في زمن الانحدار
- الاندماج مع الآخر.. حكمة ومهارة
- المرأة في السياسة.. حضور لافت واهتمام واهي
- لا علمانية ولا مدنية بعيداً عن تمكين المرأة قانونياً
- الشباب شريان الحياة وعنفوانها
- حين يتخلى النقابيون عن ناخبيهم
- ما بين الداخل والخارج قيمنا متبدلة


المزيد.....




- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...
- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - جرائم الشرف مستمرة بدعم العرف الطاغي على القانون