أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين خليفة - السنيورة يبكي . . . . أي دمعة حزن؟!!














المزيد.....

السنيورة يبكي . . . . أي دمعة حزن؟!!


حسين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول كتب التاريخ:
في الثاني من كانون الثاني -يناير- عام 2941 سلم أبو عبد الله الصغير -اصغر حكام بني الأحمر وآخر ملوك العرب في الأندلس- مفاتيح غرناطة إلى الملك الاسباني فرديناند. وفي "خلاصة تاريخ الأندلس" يروي الأمير شكيب أرسلان: (أن الأمير الشاب مضى إلى مرقب عال يشرف على المدينة، واخذ يتأمل أبراجها وقلاعها ومنائرها ومروجها الخضراء، ثم أبصر الدخان يرتفع فوق القلعة، وسمع المدافع تدوي إيذانا بدخول غرناطة في الكون المسيحي، فصاح "الله اكبر!" ثم أجهش بالبكاء. أمه عائشة الحرة مشت إليه لتقول:
ابكِ مثل النساء ملكاً مضاعا
لم تحافظ عليه مثل الرجال
وأما المرقَب الذي وقف عليه أبو عبد الله الصغير ليشهد سقوط غرناطة وانطواء آخر صفحة من تاريخ الإسلام في الأندلس، فقد أطلق عليه الأسبان اسم «آخر حسرات المغربي» أو «زفرة العربي الأخيرة».)
وفي التاريخ الحديث إن رئيسا لوزراء لبنان اسمه فؤاد ولقبه السنيورة وهو صغير أيضا، كان يفتتح في السادس من شهر آب عام 2006 اجتماعا يعربيا لوزراء الخارجية الذين تقاطروا إلى بيروت بحماية الطائرات العدوان الإسرائيلي، ليتخذوا قرارات «شجاعة» ضد هذا العدوان.
أخبره أحدهم وهو يلقي كلمته بأن مجزرة إسرائيلية أخرى جرت للتو في قرية لبنانية، شردت عينا أبي عبد الله (عفوا فؤاد) عن الورقة التي أمامه قليلا، نظر إلى باب القاعة التي يملؤها وقار الوزراء فشاهد أطفال قانا الأولى وقانا الثانية، وخلفهم حشود من أطفال لبنان وفلسطين بأسمالهم الملطخة بالدماء، بوجوههم الغضة التي شوهتها القذائف الإسرائيلية، وكانوا يحملون في أيديهم قرارات وحبال مشانق، عرف السنيورة بفطنته المعهودة أنهم جاؤوا ليحاكموه ويحاكموا الملوك الذين باعوا البلاد وسكتوا على الظلم وقتل الأطفال، والذين خانوا البلاد ومدوا أيديهم إلى قتلة الأطفال، تذكر فؤاد الصغير انه مع جماعته في «المستقبل» وحلفائه في «14 آذار» ساهم في استقدام العدوان إلى ارض بلده حين قالوا ـ بكل شجاعة ـ بعد عملية اسر الجنديين الصهيونيين: (ما دخلنا)، حين رددوا صباح مساء ما لقنهم إياه فيلتمان (سفير أمريكا الوصي عليهم) وايميه (السفير الفرنسي العائد إلى حلم الانتداب) بأن مشكلة المشاكل في لبنان هي سلاح المقاومة، وأن سورية هي التهديد الأول لسيادة لبنان واستقلاله، وزاد السنيورة من غليانه حين تذكر اجتماعه الأخير هو ورهط 14 آذار مع حمالة الحطب على غداء السفارة الشهير، وكانت حفلة توبيخ من الجنرالة السوداء لهؤلاء السياديين على تقصيرهم في إنهاء المقاومة، وقالت لهم كوندي بالعبري الفصيح إن إسرائيل الآن تنفذ ما عجزوا هم عن تنفيذه، قالت لهم: (انتو خروق) ولم تثر حمية السيادة لديهم ،وكان طائراتها تدك قرى ومدن لبنان وتروع الآمنين وتقتل الأطفال، وكان السنيورة يزدرد طعام الذل مع رفاقه ويسمع موشحات الشرشحة . .
تذكر السنيورة كل هذا وهو يرى الأطفال النازفين دما ووطنا يتوزعون في القاعة ليستلم كل واحد منهم وزيرا من أشباه فؤاد، فيما اتجه إليه بعضهم وهو على المنبر، قال لنفسه إنها النهاية، لقد جاء نصر الله والفتح، وها هو حكم الشعوب علينا . . . .
وجم قليلا وسط دهشة الوزراء المستمعين إليه (بعضهم كان قد بدأ يغفو كعادته في هكذا اجتماعات) ثم اختنق بالعبرات وسالت الدموع غزيرة وبدأ يشهق ويخرخر كمحرك سيارة «خوّخ» وأصبح يحرق الزيت وينفّخ ويهرّب أيضا . .. .
لم يدر الوزراء بداية ماذا يفعلون أمام بكاء السنيورة الذي تجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية، لكنهم ما لبثوا ان تجاوزوا الصدمة، وقاموا بشجاعة ـ كعادتهم ـ بتأمين المحارم والماء لفؤاد، وعرضوا عليه نقله بالطائرة الرئاسية المصرية التي تحيطها الطائرات الإسرائيلية بالرعاية والحنان إلى أي بلد يريده لعلاجه من نوبة الاكتئاب هذه، بعضهم بدت عليه علامات الحزن على هذا الزميل الذي يبكي ذليلا، أما السنيورة فمسح دموعه، قرأ الفاتحة والمعوذات، واستعاد بعض توازنه.
.نظر في أرجاء القاعة، كانت فارغة تماما إلا من الكراسي.



#حسين_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسا في دمشق:أليست الرواية فعلا سياسيا بامتياز؟
- من مسرح العبث تخفيضات خليوية
- شاكيرا والملك والبابا


المزيد.....




- العلماء الروس يطورون دواء لعلاج الأورام الخبيثة على مستوى ال ...
- هاتف منافس من vivo يأتي بتصميم أنيق وتقنيات ممتازة (فيديو)
- أبحاث: بكتيريا الأمعاء تؤثر على سلوكنا الاجتماعي وإدراكنا لل ...
- بعد ضرب الأرض.. بقعة شمسية -متوحشة- تستهدف الكوكب الأحمر
- الجنوب العالمي شطب صيغة زيلينسكي
- رئيس الأرجنتين يرفض الاعتذار لرئيس وزراء إسبانيا بعد كلامه ع ...
- الخارجية الأمريكية تعزي بوفاة رئيسي: نؤكد دعمنا لكفاح الإيرا ...
- تقرير: الشيء الوحيد الذي يقلق واشنطن بعد مقتل الرئيس الإيران ...
- موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر ...
- ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين خليفة - السنيورة يبكي . . . . أي دمعة حزن؟!!