أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - اليسار المغربي بعد انتخابات ثامن سبتمبر: مآلات بئيسة ومفارقات صارخة واختلالات غير مفهومة















المزيد.....

اليسار المغربي بعد انتخابات ثامن سبتمبر: مآلات بئيسة ومفارقات صارخة واختلالات غير مفهومة


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7018 - 2021 / 9 / 13 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف اليسار المغربي نفس المآل الذي آلت إليه الأحزاب والتنظيمات اليسارية في معظم الأمطار العربية. وحصل اليقين بأنه لم يعرف كيف يستجيب للطلبات الشعبية، بل غير شعاراته في سبيل تذوق فتات من كعكة السلطة.
بعد حمل مشعل المعارضة خلال عقود سبقت تعيين الراحل عبد الرحمن اليوسفي كوزير اول في ربيع 1998, فقد اليسار بشكل تدريجي اصطفافه إلى جانب الفئات الشعبية ودوره في محاربة القمع والاستبداد.
بالإضافة إلى تلك الخسارات، فقد اليسار المغربي دوره الاجتماعي كمدافع عن مصالح العمال والطبقات المعدمة. وانتقل من قوة سياسية مهيبة الجانب تسندها منظمات طلابية ونقابية إلى يسار يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة. لم ينجح في مقاومة استراتيجيات الاحتواء والإغراء التي ينهجها النظام الحاكم ليرغم بعض المنتمين إلى فصائل اليسار على التخلي عن مبادئهم ليصبحوا متعاونين مع السلطة.
كما اوحى موقف بعض الأحزاب اليسارية طيلة الفترة التي شهدت انتفاضات 2011 الشعبية بالقطيعة القائمة بين هذه الأحزاب والمجتمع المدني. فضلا عن دورهم الهامشي ضمن الدينامية التي أحدثتها حركة 20 فبراير التي تماهى برنامجها وقيمها مع المثل العليا لليسار، رأينا بعض القادة الحزبيين تصدر عنهم انتقادات حادة للحركة ودعوات للمحتجين بالتراجع وإخلاء الشارع. لقد عبروا بوضوح عن رفضهم دعم مطالب هذه الحركة التي وصفوها بالمشتبه فيها.
والأهم هو أن هذه الاحتجاجات، على غرار تلك التي طبعت تاريخ المغرب السياسي الحديث. كشفت بالملموس عن عجز الأحزاب والتنظيمات اليسارية عن أن يكون له صدى لدى القواعد الشعبية.
تلك باختصار هي الخطوط العريضة للأطروحة التي نشرها عبد الله الحرشيش على الإنترنيت في السنة الماضية. وما دمنا نعيش لحظة تأمل ونقاش على إثر انتخابات ثلاثية كتمرين ديمقراطي غير مسبوق في المغرب، يحق لي إعادة قراءة هذا الملخص على ضوء ما افرزته من نتائج ومفاجأت.
يقول عبد الله الخرشيش، كما قرأنا لتونا، أن بعض الأحزاب اليسارية لم تساند حركة 20 فبراير بل شيطنتها وخونتها لكن ما الفائدة من ذلك بعد أن شاهدنا حزب العدالة والتنمية يقطف ثمار الحركة رغم نفوره البين منها وتوظيفه المنافق لشعاراتها ومطالبها، ويتمكن من رئاسة الحكومة وخنق أنفاس الحكومةخلال ولايتبن عجفاويين، في حين كان نصيب الحزب الاشتراكي الموحد الذي ساند شباب حركة 20 فبراير واحتضنهم في مقره الرئيسي بالدار البيضاء مقعدين في البرلمان؟؟
والشيء الذي لا يفهم هو فوز هذا الحزب اليساري بعد انتخابات ثامن سبتمبر بمقعد برلماني يتيم مع انه كان إلى حدود الساعة مساندا لمطالب الشعب المغربي التي عبر عنها في حراكاته الاحتجاجية بكل من الحسيمة وجرادة وزاكورة وغيرها من مناطق مغربنا الحبيب، ولم يكتف الحزب بذلك بل بحت حناجر قيادييه ومناضليه بالمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحركات الشعبية وجميع الصحفيين والمدونين واصحاب الرأي، مؤكدين على مدخل الانفراج السياسي كعربون عن إرادة النظام السياسي الحاكم لإرساء الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
لا بد أن هناك خلللا كامنا في مشهدنا السياسي يجعل الأحزاب التي وقفت إلى جانب المخزن في مواجهة نشطاء حراك الريف تكون في منأى عن التصويت العقابي كما حدث لحزب العدالة والتنمية الذي أصبح عاجزا عن تشكيل فريق برلماني يمارس به دور المعارضة تحت قبة البرلمان.
في الحقيقة، الجميع يعترف بالدينامية السياسية والفكرية التي رايناها تحققت نسبيا مع أحزاب المعارضة التي سجلت حضورها في سنوات القمع والمنع، لأنها كانت تشترك وتلتقي بنسب متفاوتة حول مشروع مجتمعي حداثي، لكن اليوم لا يشبه الأمس، إذ الكل أصبح انتهازيا بما فيهم جزء كبير من.الشعب. وإلا بماذا نفسر صعود أحزاب أسالت لعاب الشعب إما لمالها أو لقربها من السلطة أو تجمع بين الامتيازين؟
وفي الحياة اليومية يظهر بوضوح أن جل المغاربة يمجدون أصحاب الشكارة بغض النظر عن الكيفية التي حصلوا بها على الثروة..أما الذين راهنوا على التغيير فقد أصبحوا كالايتام في مأبة اللثام وسمعوا الناس يقولون لهم: هاديك الأفكار ديالكم كولوها..
ولا يجب أن ننسى أن المناضل القيادي الكبير يعتبر جزء من النخبة السياسية ويعتبر بالتالي قدوة للمواطنين إلى درجة التأليه احيانا، لهذا فعلى هذا القيادي التفكير الف مرة قبل إتيان أي سلوك والتلفظ بالكلام، خوفا وتحسبا من أن يقتفي أثره مناصروه والمعجبون به.
وعندما نلاحظ غياب هذا الاحتياط والحذر صار السلوك الانتهازي والبرغماتي ينتشر بين الناس ما دامت بعض الوجوه من النخبة السياسية تتهافت على المناصب والامتيازات.
بعد قراته لتعليقي الاول على ملخص أطروحة عبد الله الحرشيش، تفاعل معي صديقي اليساري عبد الله شنتوف قائلا: " سي احمد، اظن أنه لا يمكن التعميم، وسط المدن، هوامشها، الأحياء الشعبية، الأحياء العشوائية، البادية كل طبقة لها طرق اختيار من يمثلها، و كذلك نسبة المشاركة مختلفة جدا حسب المنطقة. عامل اساسي كذلك هو ضعف احزاب اليسار."
أجبته بالقول إن توزيع المال في الحملة والوعود بتوزيعه على المواطنين على شكل زيادات في الاجور ومنح شهرية للنساء الارامل والمطلقات والرجال العاطلين يتيح لي الخروج بهذا الحكم.. وعاد صديقي ليؤيدني جزئيا بالإشارة إلى أن ذلك حدث في بعض الحلات محاكيا خطاب الداخلية الذي اعتبرها حالات معزولة.
اماصادق فريد، صديقي اليساري الآخر، فكتبت لي يقول: "تماما أخي الكريم أحمد، المشهد السياسي ببلادنا، أضحی يفتقر إلی أدنی وأبسط المقومات، فقد ضُربت "القيم" و "المبادٸ" الحزبية في مقتل، والدليل، ما وقفنا عليه خلال الإنتخابات الأخيرة، من تهييٸ، إلی ترويج، ومرورا بالإستقطاب إلی التصويت۔وحتی نكون صرحاء، المشهد السياسي ببلادنا أصبح وإلی حد كبير، مشهدا رديٸا وقاتما ومنحرفا عن كل الأهداف التي سُطرت له۔ الله غالب۔"



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أفق تشكيل الحكومة الجديدة.. أخنوش يبدأ مفاوضات مع حزبي ال ...
- أفغانستان: طالبان تدخل كابول والرئيس أشرف غني أحمدزي يغادر ا ...
- موقف سلبي من واقع بئيس لن يزيده إلا بؤسا وسوء
- الممارسة السوسيولوجية في المغرب: تطور مؤسسي وتحديات جديدة
- فضيحة بيغاسوس.. الإمارات العربية المتحدة متورطة بالتجسس على ...
- برنامج بيغاسوس.. سلاح تكنولوجي إسرائيلي يستهدف المعارضين الس ...
- محمد سبيلا.. متابعة لمساره الحياتي والفكري من المهد إلى اللح ...
- مصر تصاب بالدهشة من الموقف الروسي حيال قضية سد النهضة مع شعو ...
- بناء الذات من وجهة نظر الفيلسوف فريديريك نيتشه
- مهرجان كان السينمائي: سبايك لي ولجنة التحكيم ضد -العصابات ال ...
- هايتي في حالة صدمة بعد اغتيال رئيسها ومقتل أربعة -مرتزقة
- الجزائر.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات ال ...
- فيروس كورونا: سبب القلق الذي يثيره متحور دلتا
- السينما المغربية: بصيص من الأمل في التغيير
- علاقة الفلسفة بالعلم عند ابن رشد كما حددها الدكتور عزيز الحد ...
- ما الجدوى وما الغاية من الفلسفة؟
- موقف ديكارت ومالبرانش من مسألة خلق الحقائق الأبدية
- محمد الكنودي يوجه رسالة إلى محمد حفيظ ويدعوه فيها إلى الاستق ...
- أرجوحة مالبرانش بين ديكارت وأوغسطين
- هيومن رايتس ووتش: السياسات الإسرائيلية التعسفية جرائم ميز عن ...


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - اليسار المغربي بعد انتخابات ثامن سبتمبر: مآلات بئيسة ومفارقات صارخة واختلالات غير مفهومة