أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - السينما المغربية: بصيص من الأمل في التغيير















المزيد.....

السينما المغربية: بصيص من الأمل في التغيير


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


بعد أن كانت منبوذة منذ فترة طويلة ومحط انتقادات، استعادت السينما المغربية الثقة في السنوات الأخيرة واستانفت التواصل مع الجمهور.
سجلت حضورا في أكبر المهرجانات ، في كل من كان ، سان سيباستيان أو مراكش، وصار لها مخرجون معروفون عبر العالم.
عندما نتحدث عن السينما المغربية، لا يسعنا إلا أن نذكر الأسماء التي ميزت، من خلال توقيعاتها، تاريخ السينما المغربية واستمرت ترضي جمهورها بينما خيبت آمال الآخرين.
ومع ذلك، للمغرب ان يسعد بتوفر مكتبته السينمائية على "تحف فنية" وبوجود صانعي أفلام مستعدين لإخراج الفن السابع من سباته.
في الفترة من 1958 و2018، تمكّن المغرب من إنتاج 372 فليما طويلا، كان عددها يتزايد من عشرية لأخرى إلى أن بلغ 20 فيلما طويلا في السنة، خصوصا بعد إحداث صندوق لدعم الإنتاجات السينمائية الوطنية ابتداء من سنة 1980، بالإضافة إلى إنتاج مئات الأفلام القصيرة والربورتاجات السينمائية المتنوعة وغيرها. وبلغ عدد مخرجي الأفلام الطويلة المغربية 172 في هذه الفترة، 149 ذكورا و23 إناثا.
في وثيقة نشرها المركز السينمائي المغربي قبل أشهر قليلة تم عرض مكتبة سينمائية مغربية غطت 46 سنة من الإبداع. كانت البداية مع فيلم "الابن العاق" الموقع عام 1958 من طرف محمد عصفور الذي كان في نفس الوقت مسؤولاً عن كتابة السيناريو والصورة والمونطاج. وهذا يدل على قوة إرادة هذا المخرج الطموح الذي يعد اليوم أحد الأسماء الكبيرة في السينما المغربية.
من الواضح أنه منذ ذلك الحين، تم قطع شوط طويل بالتأكيد، مليء بالمزالق نظرا للافتقار إلى المهنيين والرقابة، لكن الرغبة في امتلاك صناعة سينمائية ساعدت نسبيا على تجاوز المطبات.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أنه إذا تغير الوضع اليوم من خلال المنح وظهور مخرجين شباب تابعوا التكوين الأكاديمي في المغرب كما في الخارج فإن الطريق إلى النجاح لم يكن دائما مفروشا بالورود.
ويستحضر البعض الافتقار إلى الدعاية للترويج للسينما المغربية، والبعض الآخر قلة الإبداع في وقت قررت فيه موجة جديدة من صانعي الأفلام، يسميهم الصحفيون والنقاد "المخرجون ا الشباب"، تجاوز هذا الوضع والاكتفاء بتدبر الأمر اعتمادا على إمكانياتهم الذاتية. نذكر من هؤلاء، على سبيل المثال لا الحصر، فوزي بنسعيدي، نرجس النجار، ونور الدين لخماري ...
من خلال التطور والابتكار، كانت النتائج سارة للغاية. تم تتويج أول فيلم روائي طويل لمحمد عسلي بعنوان "في الدار البيضاء، الملائكة لا تطير" في جميع المهرجانات التي تم عرضه فيها، ومع ذلك فإن الإشكالية التي يتناولها واضحة وحقيقية لأنها اهتمت بإحدى آفات المجتمع المغربي منذ سنوات وهي الهجرة من البادية الى المدينة ونتائجها. كانت بحق هجرة اقتصادية إلى الدار البيضاء ليضمن رب الأسرة مستقبلا أفضل لأبنائه، لكنها كانت رحلة صعبة وأحيانا بلا فائدة.
والحق يقال، فقد بث هذا الفيلم حياة جديدة في السينما المغربية من خلال جمال حواراته ومناظره الطبيعية وفي نفس الوقت خطورة الموقف الذي يؤدي إلى نهاية درامية.
طيلة شهر بأكمله، برمج معهد العالم العربي في باريس دورة حول موضوع "صانعي الأفلام العرب ومدنهم" حيث ظهر ان المكتبة السينمائية المغربية تحفة فنية جميلة متعددة الألوان. سواء كانت الدار البيضاء من خلال رؤية لقطع أو طنجة بعين الجيلالي فرحاتي، تحدثت المدن المغربية من خلال سكانها عن نفسها، فسح لها المجال للتعبير عن نفسها في بعض الأحيان بفجوات في بعض الأحيان، مثلما حدث لصانعي الأفلام الذين أصروا على جعل شخوصهم تتحدث باللغة العربية الفصحى، مع العلم أنه لم يكن هذا هو الحال في مجتمعنا حيث تستمر الأمية.
ما الذي يجعل الحوار يفقد كل جماله. وإذا كان الجيل الجديد من المخرجين السينمائيين قادرين على تحقيق التجديد ، فإنهم يظلون مرتبطين بشروط المستثمرين الذين يريدون، من خلال تمويل مشروع ما، أن يكون لهم عائد اقتصادي قبل كل شيء، دون أن ننسى أن رؤيتهم للمجتمع ليست بالضرورة صحيحة، ما جعل الاتجاه يميل إما نحو التجاري أو الفلكلوري او إعادة تشكيل للمغرب. تلكم واحدة من أكبر المضايقات الاي تتعرض هذه السينما المغربية، التي رغم ذلك تمتلك كل أسباب النجاح. هذا ليس خطأ المخرجين بل خطأ المؤسسات الرقابية التي لا تجعل من السينما أولوية.
على هامش مهرجان الفيلم الفرنكوفوني الأخير في آسفي، تحدث نور الدين لخماري في نقاش حول الصورة التي تلخص السينما المغربية حيث قال: "الصورة لغة فريدة ... الشخصية التي لا تتطور لا يمكنها المضي قدما. لم يعد لدينا خيار "، ويعطي مثالا على ذلك حالة السينما الإيرانية.
يلعب فن التمثيل أيضا دورا كبيرا في السينما إذا اعتبرنا أن الشخصية تولد من خلال الحوار. هذه الموجة الجديدة من الممثلين والمخرجين تدرك ذلك وتحاول العمل من خلال هذه الرؤية التي تعطي العمل أهميته الكاملة.
تتساءل الممثلة المغربية لطيفة أحرار عن هذا الزخم الجديد ومساهمته في تنمية السينما. بالنسبة لها، الممثل يجسد أولاً نوعا أدبيا، ويشكل ثانيا حياة من خلال المخرج.
"الممثلون أكثر نشاطًا اليوم. لديهم انعكاس على الفيلم والشخصية." كل شخص هو كتلة من التناقض" ويرتبط بما هو رئيسي في لعبة الممثلين، ألا وهو كيفية عكس المجتمع من خلال التأكيد على وجود الطفل الذي هو بالتأكيد مهم للغاية ولكن حضوره يظل ضعيفا.
سواء تعلق الأمر بسينما الستينيات أو بسينما اليوم، كانت الرسائل المنقولة بشكل عام ذات أهمية كبيرة. كل موضوع له أهميته، لكن المشكل يكمن في طريقة عرضه والوسائل الموضوعة للقيام بذلك.
من الواضح أن الأمر استغرق وقتًا طويلاً لإدراك ذلك، لكن النتيجة موجودة. والدليل هو تعدد المهرجانات التي هي فرصة للتعريف بالسينمات الأخرى وتبادل واسع النطاق وأيضاً هذا النفس الجديد المنبعث من المركز السينمائي المغربي الذي يهدف إلى إنتاج 24 فيلماً روائياً و 40 فيلما قصيرا في كل سنة، بحسب ما قاله مسؤول في إدارة المركز.
مهرجان مراكش هو أحد هذه البراهين على النضج ليس للسينما ولكن لمهرجيها لأننا نجد أنفسنا في دائرة حيث كل شيء مرتبط. ومع ذلك، يمكننا أن نأسف لأن هذا المهرجان لا يولي أهمية كبيرة للإنتاج المغربي. هل هناك نقص في الإنتاج الجيد أم لأننا نحاول إدخال سينما أخرى إلى المغرب؟
سواء كانت المدينة الحاضنة هي مراكش أو طنجة أو آسفي أو خريبكة، فإن مربط الفرس بالنسبة لهذه اللقاءات هو السينما بكل مكوناتها.
في انتظار مزيد من التألق والنجاح، لنعبر عن ترحيبنا بجودة إنتاج بعض مخرجينا العاشقين للسينما المغربية التي تثبت الآن قيمتها في أركان العالم الأربع.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الفلسفة بالعلم عند ابن رشد كما حددها الدكتور عزيز الحد ...
- ما الجدوى وما الغاية من الفلسفة؟
- موقف ديكارت ومالبرانش من مسألة خلق الحقائق الأبدية
- محمد الكنودي يوجه رسالة إلى محمد حفيظ ويدعوه فيها إلى الاستق ...
- أرجوحة مالبرانش بين ديكارت وأوغسطين
- هيومن رايتس ووتش: السياسات الإسرائيلية التعسفية جرائم ميز عن ...
- المغرب بعيون ماركسية
- الفلسفة والتاريخ: جدلية العام والخاص
- اقتصاد المخدرات وشبكات الفساد في المغرب (2/1)
- هل ما زال الفقر ظاهرة اجتماعية ذات راهنية سوسيولوجية؟
- الحقيقة عند نيتشه غير قابلة للتفسير والتعريف
- ألبرت إنشتاين والصهيونية، أية علاقة؟
- كوفيد-19: مناظرة فلسفية بين سلافوي جيجيك وجورجيا أغامبين
- فجيج: أصحاب نخيل واحة العرجة ضحايا الصراع بين المغرب والجزائ ...
- ما مدى تأثير الخوف من الإصابة بكوفيد على النشاط الجنسي؟
- هل الكيف ضامن لمستقبل منطقة الريف المغربية؟
- من الكيف إلى الحشيش..تطور صناعة القنب الهندي في المغرب
- في حوار مع الفيلسوف الماركسي دانيال بنسعيد حول راهنية المارك ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - السينما المغربية: بصيص من الأمل في التغيير