أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الدولة التي أرادها الحسين














المزيد.....

الدولة التي أرادها الحسين


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي العبر التي رسختها الثورة الحسينية، فهي كالنهر الجاري لن ينضب أبدا، وإن جف حبر الأقلام فلن تنقطع تلك المآثر التي سطرتها دماء طاهرة خلدت تاريخا خالدا، وملحمة كبرى ألهمت الأجيال عناوين الوفاء والإيثار، وثورة تتجدد كلما وقع ظلم على الأمة، فتنتفض بوجه الطغيان.
يحاول البعض أن يصور ثورة الامام الحسين عليه السلام بأشكال شتى، فمرة يصورها صراع على الملك رغم أن الأمام الحسين أحق بها، ومرة يدعي إنها ثورة ضد الحاكم الذي لا يجوز الخروج عليه ! ويريد من إبن بنت رسول الله أن يبايع الظالمين والفاسدين، ويخضع لحكم الجور والظلم والجهل والطغيان، بعيدا عن أهداف الرسالة الإسلامية التي جاء بها جده محمدأ صلى الله عليه وآله.
من جانب آخر؛ يتعامل قراء المراثي والمآتم مع القضية الحسينية على إنها عَبرة، تثير الحزن والبكاء والجزع، لهول تلك المصيبة التي حلت بآل بيت النبوة، ويبتعدون عن الهدف الأسمى والأهم الذي قاتل من أجله الحسين وعياله تلك الجيوش، والرسالة الخالدة التي ضحى بدمه من أجلها، بعد أن قدم عياله وأنصاره واحدا تلو الآخر الى سيوف الأعداء ورماحهم، وما هي القضية الكبرى التي تستوجب تلك التضحية وتقديم تلك الدماء.. لكن العاطفة الصادقة وإستثارتها جنبة لها أهميتها في تلك الثورة.
إن أحد أبرز أهداف نهضة الأمام الحسين عليه السلام، التي قام بها ضد حكومة فاسدة وظالمة وقمعيه وهي حكومة يزيد، هو إقامة دولة عادلة تقيم الحق والعدل والإصلاح بين الناس، وهذا واضح من الشعار الذي رفعه الامام الحسين قبل خروجه حين قال : " أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي " كما إنه لم يخاطب قاتليه بأنهم لم يصوموا أو يحجوا، بل قال لهم أن بطونهم ملئت حراما، فمن هنا بدأ الفساد والظلم والإضطهاد وهو أساس كل فساد لاحق.
بعد أن قدم الحسين عليه السلام القيادة الصالحة متمثلة بشخصه، كونه ينتمي الى بيت النبوة وشقيق الإمام الحسن عليه السلام، الذي تصالح مع معاوية شرط أن تكون الخلافة من بعده لأخيه الحسين، ورفع الشعار الذي يريد تحقيقه والأهداف السامية التي يريدها من ثورته، حرص أيضا على تقديم رجال هذه الدولة الصالحين دون النظر الى شكلهم أو عرقهم، فكان فيهم الشيخ والشاب وذو البشرة السمراء، ومنهم من أصوله غير عربية، لكن المعيار هو الإيمان بالقضية والمشروع الذي خرج من أجله الحسين، فكان الشيخ الكبير حبيب بن مظاهر، والفتى علي الأكبر وجون الأسمر، وأسلم التركي والحر بن يزيد الرياحي.
ولأن المرأة شريكة الرجل، والنصف الاخر من المجتمع ولها دور في بناءه كما للرجل، فقد كان لها دور في معركة الطف ومشاركة فاعلة للثورة الحسينية، وكما كان الإمام العباس قائدا لمعسكر الحسين وحاملا للواء المعركة، تصدت السيدة زينب بنت علي لإدارة الدعم ورعاية النساء والأطفال وعوائل المقاتلين، وكانت صوتا هادرا ضد الظالمين وإعلاما ناطقا ضد محاولات الأمويين طمس ما حدث في واقعة كربلاء، شارتكها نساء قدمن أروع البطولات وسطرن تضحيات كتبت بأحرف من نور، فكانت هناك زوجة الحسين الرباب بنت إمرئ القيس، ورملة أم القاسم بن الحسن بن علي، وأم وهب التي أصرت على القتال مع زوجها في المعركة، وأم عمرو التي دفعت ولدها للقتال بعد إستشهاد زوجها.
في واقعة كربلاء تجسدت معالم الدولة العادلة، التي كان يهدف لإقامتها الأمام الحسين عليه السلام إضافة الى الأهداف الأخرى، فقد كان هدف الثورة الحسينية هو إقامة دولة الحق والعدل، ومحاربة الظلم والفسوق والفساد، والقيادة الصالحة التي حملت تلك ألأهداف متمثلة بالإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس، والأدوات الصالحة لقيام هذه الدولة، هم أصحاب الإمام الحسين الذين كانوا على قدر كبير من الفقه والمعرفة والإيمان بالقيادة والمشروع، على تنوعهم الإجتماعي وإختلاف أعمارهم، فقد كانوا من خيرة مجتماعاتهم، التي إتخذت موقف المتفرج.
كانت ملامح الدولة التي يريدها الحسين واضحة المعالم، وبرنامجها الذي كان يهدف له تجسد في قوله: " مثلي لا يبايع مثله " وأعطى النموذج الأصيل لكل معالم الدولة من برامج وأهداف وقيادات، ضد حكومة فاسدة في قيادتها وأفعالها وإن كانت تحاول أن تغطيها بعناوين مقدسة وشعارات كاذبة بعيدة عن الدين ومنهج الإصلاح والإدارة الصالحة، ولطالما حاولت الاقلام الزائفة أن تصور الحسين عليه السلام متمردا على القانون، محاولا إضعاف الإسلام وشوكة المسلمين، في الوقت الذي كان هو الأحق بقيادتها، على النهج المحمدي الأصيل.
لقد كان الحسين عليه السلام ثائرا ضد اللادولة، معترضا على الفساد والتزييف والتلاعب بمقدرات الأمة، قدم دمائه وعياله وأصحابه فداء للأهداف السامية الرامية الى الاصلاح ومحاربة الإنحراف، والاستئثار بحكم الامة والتسلط على رقابها تحت سياط الظلم والجور والحرمان، فدولة العدل تستحق التضحية والأهداف الصالحة لا تنازل عنها، وإن كثر أتباع الباطل وعلا صوت أبواقهم، وإشتروا الأقلام المأجورة لتلميع صورهم.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأولمبياد العراقي والمرشحون للفوز
- رصاص طائش
- أنا مع الدولة.. وأنت ؟
- كورونا تتطور ووعينا يتراجع !
- بيض اربعة بألف
- صراع الأضداد في الإنتخابات القادمة
- عندما نهضت العنقاء
- خفايا على أطراف الألسنة
- سوالف عراقية الجزء الثاني التحدي القادم
- سوالف عراقية الجزء الاول دولة ذات سيادة
- هواجس الخوف وصراع الثيران
- كيف أصبح حراك تشرين ؟
- فزاعة طحنون بن زايد
- زيارة البابا بعيون عراقية
- الحلم العراقي المستعصي
- البحث عن الهوية العراقية
- الأهم من إنتخاباتنا المبكرة
- الراقصون على الجراح
- مطلوب حارس شخصي
- العراق والتعليم وكورونا.. مصير المجهول


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - الدولة التي أرادها الحسين