أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كوردستانية الجزيرة- الحلقة الثانية















المزيد.....

كوردستانية الجزيرة- الحلقة الثانية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 22:33
المحور: القضية الكردية
    


التأكيد المستمر على كلمة (العربية) من قبل الدول الضامنة لمؤتمرات أستانة ألـ 15 تركيا وإيران بشكل خاص، دلالة على رهبة هذه الدول من انتشار مفهوم الصيغة الوطنية مستقبلا على دساتير بلدانهم، وهو ما يحثهم للتركيز على شمولية النظام، الملغي لحقوق القومية الكوردية حصراً. علما أنه هناك أتفاق بين بعض منظمات المعارضة السياسية وأحد أطراف الحراك الكوردي، على عدم التقيد بالعروبة ضمن أسم الجمهورية السورية.
علماً أن روسيا تتغاضى في جميع هذه المؤتمرات عن مطامع تركيا، مقابل تحديد الأخيرة سقف المساعدات للمعارضة العسكرية، لئلا تبلغ سوية تهديد الوجود الروسي، وبشكل خاص طيرانها، وإلا بإمكانها أن تقلق روسيا في سوريا وبقوة، والمعادلة هنا ثلاثية الأبعاد، ما بين تركيا وإيران وروسيا، والكل متفقون على مواجهة أمريكا في المنطقة، وهو ما يحد من عدم مشاركة الأخيرة في كل المؤتمرات، بل والكل يدرك أن هذا الغياب أدى إلى فشلهم على مستوى الحل لسوريا، رغم نجاحهم الشكلي في تحجيم الدور الكوردي دولياً وفي المنطقة، إلى جانب تصعيد الصراع بينها وبين أطراف من المعارضة العربية.
هذه الحقيقة لا تلغي الأخر، ولا تهدم العلاقة الإنسانية التي تراكمت على مدى قرن وأكثر بين شعوب المنطقة، ولا تعني أن رد فعل الشعب الكوردي أو حراكه ستكون مماثلة لما فعلته الأنظمة الشمولية السابقة بالكورد والمكونات الأخرى العربية وغير العربية في المنطقة، كوردستانيتها تعني التآلف وترسيخ الوطنية الصادقة، ووضع نهاية للعقود المظلمة الماضية، فما تم تحت مصطلح (الجمهورية العربية السورية) كان كارثيا.
فتجربة طغيان قومية على الأخرى، ضمن الوطن الواحد، والتي دامت قرابة القرن من الزمن، ليس فقط في سوريا، بل في تركيا وإيران والعراق، أدى إلى تخلف المنطقة عن الحضارة، وغياب المبادئ الديمقراطية، وهو ما يحثنا على تغييرها لأن المسيرة أثبتت فشلها في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات، وعليه فلا بد من تطبيق تجربة مغايرة، تثبت جدواها، في إدارة الجزيرة وبصيغتها الأصلية، والتي تحتضن الجميع تحت عباءة وطنية صادقة نقية. والتي على مبدئها سيتم إعادة: بناء الإنسان السوري المدمر، والثقة والمحبة بين مكوناتها، وربما تكون مقدمة لإعادة تكوين سوريا كوطن، كما يجب أن تكون عليها الأوطان، بعكس ما تم على خلفية العروبة التي دمرت المدنية والمجتمع، وألغت الآخر في المسافات القومية والمذهبية والدينية.
وغاية إعادة صفتها المنزوعة منها تتعارض وما ينشره بعض الكتاب والسياسيين العرب من الشكوك والتخويف حول حقيقة الجزيرة وكوردستانيتها. فرهبة البعض الآخر نابع من احتماليات الخسارة لمراكزهم ونظامهم الشمولي المدمر لسوريا وشعوبها، وهو ما نراه اليوم.
تحمل أبناء الجزيرة تسعة قرون من ظلم سلطات الإسلام السياسي العربي والمخفيين تحت عباءتهم، وأربعة قرون من الطغيان العثماني وبشائعهم، وقرن من أوبئة الأنظمة العروبية القومية العنصرية، فلربما قد حان عهد التنوير وتجلي الحقيقة، وقيادة الجزيرة أصحابها الحريصين على إنسانها وثقافتهم ومستقبلهم. كوردستانيتها ترعب شريحة من الكتاب والسياسيين العرب والقوى المحتلة، لأنهم سيخسرون مراكزهم، وستنقطع دروب النهب والفساد، لهذا يبثون الشكوك، ويخلقون الهالات المرعبة حولها، من مفهوم الانفصال إلى تقسيم سوريا، ويعتمون على حقيقة الجزيرة وتاريخها في تلك المراحل، ولا يظهرونها إلا مع التحريف، ويفاقمون من التخوف، لأنهم يتوقعون في الواقع الكوردستاني أن تصبح مثالا عن الديمقراطية في المنطقة، وبالتالي ستكون نهاية أنظمتهم الدكتاتورية التي فعلت بسوريا وشعوبها ما نراه اليوم.
محاولة إقناع أيتام البعث والأحزاب العروبية الأخرى، على كوردستانية الجزيرة (الكوردستانية حاضراً وعلى الأبعاد التاريخية، والمكونة جزءاً من جغرافية سوريا كوطن) من أكبر الأخطاء. والرد على ما قامت به السلطات الشمولية المتعاقبة على سوريا، وأدواتها في محاولات سلخها من حاضنتها الجيوسياسية، تاريخيا وديمغرافيا، جدلية ساذجة. وتغييب أو تناسي الصراع الدامي للشعب الكوردي عن جزيرتهم منذ الغزوات العربية الإسلامية الأولى وحتى الاستعمار الفرنسي وما تلاه من الأنظمة العنصرية خباثة؛ خلفها مخططات إجرامية تتجاوز منطق المواجهة اليومية، لأن العلاقة الجدلية بين الشعب الكوردي أبناء الجزيرة وبين طبيعتها وبيئتها رباط تصل إلى سويات الحد ما بين الحياة والموت، خلقت من على أبعادها عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، وعلى أسسها تكونت أساطيرهم، الأدبية ومعظم فولكلورهم، وألهمت شعرائهم، مثلما ألهمت الصحراء الشعراء العرب. فالعلاقة الأسطورية بين الشعب الكوردي وجغرافية الجزيرة وبيئتها أقوى من جميع الوثائق التاريخية والمخلفات الأركيولوجية.
مواجهة الاستفزازات المتواصلة على مدى القرن الماضي، وتعرية محاولات الطعن في التحريف المخطط لنقل هوية الجزيرة من الأصل إلى المتسلط أحفاد الغازي وأبناء الأنظمة العنصرية المحتلة، تظهر على أنه هناك شكوك على بعدها الكوردستاني، وأن ما جاء به النظام، من خلال سياسييها وإعلاميها وكتابها أو غيرهم، ونشرهم للعشرات من الكتب التاريخية المحرفة، التي جندت لها مربعاتها الأمنية، علمية وصحيحة، وقابلة للنقاش والحوار، علماً أن جلها تتناقض والصراع من أجل هوية الجزيرة والحقائق الأركيولوجية والوثائق التاريخية.
فالكورد عندما كانوا يقدمون الشهداء دفاعا عن أرض الجزيرة، لم يكن هناك وجود للمكون العربي فيها أو على أبعادها القريبة، وتشهد على تضحياتهم أكثر من منطقة وموقع، وخلال جميع المواجهات مع الغزاة أو المستعمرين أو المحتلين لم يذكر التاريخ اسم شهيد للمكون العربي سقط على جغرافية الجزيرة، في الوقت الذي تشهد على تضحيات الكورد من أجل حماية الجزيرة وانتماءها الجغرافي لكوردستان، حوادث على مر التاريخ، ومن بينها مواجهة الغزوات العربية الإسلامية، في كل من مدن الرقة ونصيبين وشنكال والرها، وغيرها، والمواجهات المتتالية مع المحتل العثماني قرابة أربعة قرون، ومعارك بياندور وكري توبي، وديركا حمكو وعامودا ضد المستعمر الفرنسي، وفيما بعد الصراع الذي لا يزال مستمراً منذ هيمنة أول نظام شمولي على سوريا إلى اليوم.
وفي البعد الديمغرافي يتناسى كتاب الأنظمة المحتلة للجزيرة، ما تم خلال العقود القليلة المنصرمة، من التشويهات لثقافات مجتمعاتنا، وتحريف تاريخ المنطقة وبشكل خاص التاريخ العربي في المنطقة قبل الكوردي، في الأولى تسطيعها بتحريفاتهم، وفي الثانية تعتيمها قدر ما تمكنوا منه، التاريخ المحرف والمشوه من قبل أدوات الأنظمة العروبية، تحتاج إلى منظمات ومراكز بحوث متمكنة لتعديلها وتنقيتها وإزالة الأوبئة الفكرية التي لا تزال تنتشر من خلالهم حتى اللحظة بين الشعب العربي، وهو ما يؤدي إلى تعميق الصراع الجاري، ولربما نقل المنطقة وبشكل خاص سوريا من الحروب المذهبية إلى حروب عرقية قومية، والمذنب الأول والأخير؛ هم شريحة من الكتاب والسياسيين العرب، الذين أصبحت أحد أهم أجنداتهم محاربة الكورد، بعدما أدت الأنظمة دورها، وحملتهم مفاهيم ألغاء الأخر والتلاعب بالبعد الوطني.
وما صدر من دراسات وكتب في هذا المجال، ليست سوى شذرات من تيار فكري عنصري لا يزال جاريا بين شريحة من المثقفين العرب، رغم زوال البعث، والذي يضر بصاحبه وتاريخ الشعب العربي قبل الأخرين...
يتبع...



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستانية الجزيرة- الحلقة الأولى
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية - الحل ...
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلق ...
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلق ...
- هل سنعود إلى الوطن
- الكوردي المنبوذ
- قضايا كوردية أمام مبعوث إدارة جو بايدن
- عفرين ضحية الصفقات الدولية- بصدد السنة الثالثة لاحتلال عفرين
- المتوقع للكورد من إدارة جو بايدن
- الدكتور نور الدين ظاظا والهجرة إلى الأزل
- مسيرة (بينوسا نو) المئة
- هل درس داروين الكورد عندما كتب أصل الأنواع
- ذهنية طغاة محتلي كوردستان
- مؤتمر دول الخليج والجغرافية الكوردستانية
- سيرة دونالد ترمب باختصار
- تصريحات مريبة من المبعوث الأمريكي السابق (جيمس جيفري) حول ال ...
- قضية كوردستان خلف الكواليس
- من سلسلة الإعلام الكوردي
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس عشر
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الخامس عشر


المزيد.....




- قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة وتشن حملة اعتقالات
- بعضهم أدينوا وآخرون فارون.. أبرز قضايا المحكمة الجنائية الدو ...
- هل تصدر الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتانياهو؟
- مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: نرفض العدوان الإسرائيلي على رفح ...
- من بينهم أمل كلوني.. خبراء قانونيون يوضحون سبب دعمهم لإصدار ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين ...
- بايدن: طلب المحكمة الجنائية الدولية مشين
- جونسون: الكونغرس الأمريكي قد يتخذ أي إجراءات ضد المحكمة الجن ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كوردستانية الجزيرة- الحلقة الثانية