أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس عشر















المزيد.....

ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس عشر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 02:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إهمال الكتابة باللغة الكوردية، وبالأدب المكتوب، أدى إلى غياب الكورد عن الساحة الأدبية والسياسية والإدارية بصفاتهم القومية؛ على مدى قرون طويلة، وكرد فعل على ما ظهرت على الساحة السياسية من الطفرات القومية؛ وتحويل لغة النص إلى البعد القومي، وإزالة الغطاء الإسلامي عنه، أستيقظ البعض من الأدباء الكورد، بعدما انتبهوا إلى ما حلت بثقافتهم القومية؛ ولغتهم؛ وضياع أحرفهم؛ وكيف أصبحت متخلفة عن مجارات التطور الثقافي الحضاري.
لا نستبعد أن الكوارث التي لحقت بالفكر والثقافة كانت ممنهجة، إما لجهالة المحتل أو لحقد، والثقافة التي دفعت بتلك الأنظمة على القيام بتلك الشنائع لا تزال حاضرة اليوم وتحمل السمات ذاتها، وتقوم بنفس الأفعال وبأساليب تتلاءم والعصر.
هذه الإشكالية رافقت الأمة الكردية على مر التاريخ؛ منذ انهيار الحضارة الساسانية إلى اليوم؛ فالأنظمة الحالية تعمل على إعدام الحلول وديمومة ذهنية السلطات السابقة، واستمرارية الجدليات المجحفة بحق التاريخ عامة وتاريخ الشعوب المتواجدة في الشرق خاصة؛ قبل أن تكون بحق الأمة الكردية المعانية.
مع ذلك فقد أنقذ رواد الحركة الثقافية الكوردية رغم قلتهم، اللغة الكوردية الثقافية، وفتحوا الدروب لإحيائها، بعد قرون من الإهمال، ربما بشكل عفوي، لكن ظهورهم بتلك العفوية أحيوا تراث الأمة، المرتبطة بلغتنا؛ ووضعوا ركيزة من ركائز وجودنا حالياً كشعب على أرضه التاريخية.
المبدعون والعلماء والمفكرون الذين ضاعت ودمرت واندثرت أثارهم الأدبية والفكرية من حينها إلى اليوم، لم يكن ملك للشعب الكردي وحده، بل لشعوب المنطقة كلها، فكان مسيرة تدمير نتاجاتهم السبب الأول في القضاء على سدنة الحضارة، والركائز التي ربما كانت ستقوم عليها حضارات لاحقة، وغيابها الآن هي نتيجة ما تم بحق تلك الثروة الفكرية، والتي لم ينجى منها ما يمكن أن تبنى عليها حضارة أو مجتمع ثقافي أنساني، بل وكان السبب في الجرائم التي طالت الشعوب والأديان في المنطقة وبمسرحيات كارثية يندى لها جبين الإنسانية، والمسيرة لا تزال مستمرة. فالكثير من أنتاج الشعراء والأدباء والفلاسفة المخفي ضمن غياهب التاريخ، تعكس المآسي التي حلت بالثقافة ليست فقط الكوردية بل ثقافة شعوب المنطقة عامة، وأدبهم، وضياع نتاج فلاسفتهم وأدباءهم.
هذه الحقائق المؤلمة إلى جانب ما تم تقديمه في الحلقات السابقة، والمواضيع المعروضة بشكل موجز، يدفع بنا على عرض الأسئلة التالية، والتي لا بد وأنها ستؤدي إلى دراسات واسعة وأبحاث في مجالات أدبية ثقافية متنوعة، بمنهجية مغايرة لما تم بأوامر من الأنظمة الفاسدة، تتعلق ليس فقط بالتاريخ، بل بالمسيرة الثقافية الروحية والعلاقات الاجتماعية. والأسئلة عديدة، بالإمكان أن نوجزها بالتالي:
1- لماذا وعلى مدى عشرات القرون لم يولد لشعب، يمتد حضوره على جغرافية تراكمت عليها الحضارات، وحافظ على ديمغرافيته بالملايين رغم الكوارث والمخططات الموجهة لإذابته، سوى عدة شعراء؟
2- هل حقا لم يكن هناك رواد ومبدعين كورد سوى الذين كتبوا باللغة الكردية، على مر القرون اللاحقة لانهيار الحضارة الساسانية وحتى ظهور (بابا طاهر الهمذاني)؟
3- هل حقا على مدى عدة أجيال؛ ومسافة قرن من الزمن على وفاة (ملا أحمد جزيري 1407-1481م وولادة أحمدي خاني 1570-1640م) لم يتخرج من التكيات والمدارس التي تعلموا فيها، شعراء وأدباء أخرين غيرهما؟
4- هل حقا لم يكن هناك شعراء وأدباء، يكتبون باللغة الكوردية أو غيرها، في عصر (بابا طاهر الهمداني) و(عليّ حريري 1009-1080م) سواهما، في كل كردستان؟
5- ألم يكن هناك فلاسفة وأدباء في كل مدن كردستان في عصر فقه طيران باستثنائه، كشاعر صوفي، والذي مات في السجن؟ أليس حضوره بهذا الإبداع يعكس وجود حركة ثقافية نادرة في تلك المرحلة؟ ألا يظن أن قتله كانت محاولة لتدمير الإبداع الكردي حينها، مثلما يتم اليوم؟
6- هل حقا المدرسة التي خرجت أحمدي خاني، وثقفته، ليسطر قصة (مم وزين) بأسطورة شعرية نادرة أمثالها في العالم، لم تخرج غيره من الشعراء والأدباء المبدعين؟
7- لماذا لم يظهر مؤرخون وفلاسفة في عصر (شرف خان البدليسي) باستثنائه، وهل المدرسة التي خرجته لم تكن على مقدرة لتخريج غيره، ألم يدرس فيها غيره من الكرد؟
8- ألم يكن هناك أدباء وفقهاء وفلاسفة وعلماء يكتبون بالكوردية، أو أدرجوا صفحات باللغة الكوردية، غير الشعراء المذكورين، في القرون الماضية؟
9- هل تاريخ الأدب النثري الكوردي تبدأ من ملا محمودي بازيدي...؟
10- ما هي المآلات، أو الإشكاليات التي أدت إلى حصر الحركة الثقافية الكوردية في هذا العدد الزهيد من الشعراء، والمقسم على ثلاث مراحل، رغم ظهور الأدب الكوردي، ولماذا تحصر هذه النهضة فقط بأسماء الشعراء؟
شعراء المرحلة الأولى:
1-على حريري
1- ملا جزيري
2- فقه طيران
المرحلة الثانية:
1-احمدي خاني
2- ملا باتايي
3-باريكاري هكاري
المرحلة الثالثة:
1- وداعي، حفيد فقه طيران
2- نالي
3- حسين باتي، وحاجي قادر، ومولوي.
لا شك، قبل أن تنهض الحركة الثقافية الكوردية من سباتها الطويل، والتي كانت خجولة في بداياتها، وتتبين من خلال الدمج ما بين لغة النص أو لغات الأنظمة المحتلة واللغة الكوردية، اصطدمت بغياب أو موت الحروف الكوردية الأصلية، والتي أصبحت غير ملائمة لمجريات التطورات التي حصلت للكتابة، ومجاراة التطور الثقافي ومواجهة الحروف العربية التي سادت بعدما تم تطويرها وبمساعدة رواد الشعوب الإسلامية، وهذه بحد ذاتها من أحد القضايا التي يجب إعادة البحث فيها بشكل مستمر، والتوسع في البحوث والدراسات التي تمت سابقاً، والتي تعرض لها عدد من اللغويين الكورد، لأن القضية مهمة، أولا لتبيان الأسباب التي أدت إلى غياب الحروف الكوردية، وإحلال العربية وفيما بعد اللاتينية مكانها، وثانيا لماذا تم اختيار الحروف اللاتينية بدل العربية التي فرضت ذاتها من البعد الديني كما حدثت مع اللغات المجاورة كالفارسية والعثمانية قبل تعويضها باللاتينية.
علما أن أول نص وجد باللغة العربية يعود إلى القرن الرابع الميلادي، وهو الموجود عند جبل رم، وأول نص مؤرخ بها ومنقوش بثلاث لغات وجد في الزبداني بسوريا، مكتوب في عام 512م، ويعيد معظم المؤرخين أصول الكتابة باللغة العربية إلى الأرامية، رغم ما يقال عن أصولها المسند والحميرية، لكنهما مسندان ضعيفان إلى درجة أن العرب القدماء لا يدرجون الحمير من ضمن العرب (يمكن العودة إلى كتاب اللغة الأرامية للقرآن للبروفيسور الألماني غبريال سوما، وكتاب المقريزي ومقدمة أبن خلدون وما أخرجه الحافظ أبو طاهر السلفي في الطيوريات، وأبن الجني وخليل الفراهيدي، وغيرهم). في الوقت الذي كانت فيها اللغة الفهلوية الشرقية لغة الدواوين والأدب والمراكز الثقافية ضمن الإمبراطورية الساسانية وما قبلها، وحروفها كانت على درجة من التقنية على مقاسات العصر حينها، لكن مسيرة أحلال لغة النص مكان لغة المجوس، أدت إلى ما تم من تخلف الأولى وتطور العربية بعد انتهاء الخلافة الأموية وبداية العباسية.
كتب عدد من الكتاب الكورد وغيرهم، عن تاريخ اللغة الكوردية، وتطورها، من بينهم:
1- دحام عبد الفتاح في كتابه (حول اللغة الكردية (الكرمانجية الشمالية) لغة الكرد السوريين.
2- بولات جان، وشيروان يوسف، خاصة مقالهما المشترك تحت عنوان (موجز عن تاريخ اللغة الكردية).
3- الكاتب جويس بلو (الأدب الكردي المكتوب) ترجمة عبد الكريم عته.
4- الكاتب المهندس محمد توفيق علي، وكتابه (اللغة ّالكردية، انحدارها وتشعب لهجاتها ومشروع لتوحيدها).
5- كتاب (اللغة الكردية في رحاب الثقافية الإسلامية) للدكتور نوزاد حسن أحمد؛ دكتوراه في علم اللغة.
6- الكاتب المؤرخ محمد أوزون وكتابه «بداية الأدب الكُردي» (ترجمة دلاور زنكي)، وغيرهم.
7- كتاب ( قاموس مهاباد، الطبعة الأولى، هولير " فه رهه نكي مه هاباد - جابي يكه مين - هولير- جابخانه ى كوردستان") والتي أخذنا منه المقطع التالي عن القلم الكوردي في بدايات الإسلام، لأبن وحشية النبطي "هذه الأبجدية في غاية الإتقان والتطبيق من بين الأبجديات عامة ، حيث توجد فيها مجموعة أخرى من الحروف التي خرجت عن نطاق الأبجديات المألوفة ،فحرفا ب ، ج مميزان ، وفيها (7) أنواع من أخرى من الحروف حيث لا نظير لها في أية لغة أخرى، وأصواتها لا توجد في لغة أخرى، فهناك ستة حروف لا مثيل لها في الأبجديات والكتابات الأخرى ، فهي سلسة في هجائها وحركاتها وذلك بسب مخارج تلفظها" اقتطعناها من مقالة منشورة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
الصور التالية مقارنة بين الحروف العربية والكوردية كما أوردها أبن وحشية في كتابه (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام):

الحروف الكوردية حروف السند، والتي يقال إنها اصل العربية




يتبع…
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
1/5/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الخامس عشر
- نتائج فشل المفاوضات الكوردية
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الرابع عشر
- القضية الكوردية في البيت الأبيض
- الكورد ليسوا جبناء يا تجمع الملاحظين
- أوجه الأخطاء في الإدارة الذاتية
- الأديب محمد سيد حسين وحضوره في ذاكرة الزمن
- لماذا ركز ماكرون على الدور الكوردي ضمن التحالف في محاربة داع ...
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الثالث عشر
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الثاني عشر
- الكرد جزء من حطب الصراع الروسي التركي
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الحادي عشر
- العلاقة الجدلية بين الإدارة الذاتية والمعارضة السورية
- مواقف كرملين من القضية الكوردستانية
- المنطقة الكوردية بين رحى أردوغان والدول الكبرى
- الإسلام والتعريب
- قاعدة إنجرليك والسفارة الأمريكية في بغداد
- الاعتراف بجمهورية كوردستان الحمراء
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء العاشر
- هل مسخت سوريا- الجزء الثاني


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس عشر