أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الاعتراف بجمهورية كوردستان الحمراء















المزيد.....

الاعتراف بجمهورية كوردستان الحمراء


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6690 - 2020 / 9 / 28 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد أهم أسباب التداخل الجغرافي بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا، وديمومة الصراع بعد تفكك الإتحاد السوفيتي، هي تقسيم جمهورية كوردستان الحمراء، وتوزيع مناطقها بينهما، بعدما قام ستالين بطمسها، لأسباب عدة ومنها إرضاء لتركيا الكمالية، ومن ثم إزالتها في بدايات الحرب العالمية الثانية بتهمة التعاون مع ألمانيا النازية، وتهجير شعبها الكوردي بين الجمهوريات السوفيتية الشرقية، إلى درجة تم إسكان بعضهم في ريف جمهورية كركيزيا في شمال الصين، وتم تشتيتهم حتى أصبح الاتصال بينهم شبه مستحيلا حينها (*).
ظلت الإشكالية مطمورة بينهما بحكم النظام السوفيتي، وبرزت الخلافات في بدايات انهيار الدولة القوية، حينها طالبت منطقة ناكورينا كرباغ بالاستقلال عن أذربيجان، دعمتها أرمينيا، وتكتمت روسيا عن دعمها غير المباشر، ورغم تمكنها من مواجهة أذربيجان، وهجر أغلب الأذريين منها، لكنها لم تحظى بالاعتراف الدولي، لمعارضة أذربيجان وعدم موافقة أرمينيا وروسيا، وظلت منطقة تابعة لجمهورية أرمينيا، ولكن كلما تتجدد الخلافات عليها، تعلن أرمينيا؛ أنها على وشك الاعتراف بها كجمهورية مستقلة تحت أسم جمهورية ناكورنيا قرباغ أو ما تسمى في أرمينيا بـ آر تساغ، ومعناها غابة آر، أي غابة إله الشمس، لإدراكها أن موقعها الجغرافي في وسط جمهورية أذربيجان الحالية تجعلها هدف لتهديدات مستمرة من قبل أذربيجان وتركيا.
ورغم أن إشكالية مقاطعة ناختشيفان الأذربيجانية، ذات الحكم الذاتي، الواقعة ما بين جمهورية أرمينيا وتركيا، أقل إثارة لأن أرمينيا لا تطالب بها، علما أن جزء من جغرافيتها كانت ضمن جمهورية كوردستان الحمراء في بدايات تشكيلها، ولا يستبعد أن تثار في المستقبل الإشكاليات حولها فيما إذا استمر الصراع بين الجمهوريتين، رغم أن تركيا متشددة في دعمها لجمهورية أذربيجان، وهي المنطقة الجغرافية الوحيدة التي توفر الاتصال الحدودي بنيها وبين أذربيجان والتي تقدر بـ (18) كم فقط، مقارنة بحدودها مع أرمينيا البالغة (328) كم. إلى جانب هاتين المنطقتين هناك مناطق أخرى متداخلة بين الجمهوريتين، مدن وضواحيها تابعة لأحداها تقع في جغرافية الأخرى.
كثيرا ما تثير أرمينيا قضية الاعتراف الرسمي بجمهورية ناكورنيا، ظلت أغلبية سكانها من الكورد الإيزيديين رغم التهجير الواسع الذي تم في بدايات القرن الماضي؛ وعلى مراحل، وهي تدرك أن الحل الأفضل لقطع دابر التجاوزات الأذربيجانية والتركية، وضغوطاتهما على روسيا الفيدرالية، هو الاعتراف بها ومحاولة إقناع روسيا بذلك، ولا شك أنه بدون الاعتراف الروسي لن تتمكن أرمينيا لوحدها من تجميع الرأي العالمي، ووضع قضيتها على جدول أعمال هيئة الأمم، للحصول على الاعتراف الدولي بالجمهورية الصغيرة والواقعة ضمن جغرافية أذربيجان باستثناء ممر ضيق يوصلها مع أرمينيا، بعدما تمكنت الأخيرة إعادتها مع بعض من المناطق التي كانت سابقا لأرمينيا أو تابعة لجمهورية كردستان الحمراء وضمها ستالين لأذربيجان لديمومة الخلافات بينهما، والتي تقدر بـ 20 من مساحة أذربيجان. بالمناسبة تكلف المهاجرون من الأرمن تعبيد الطريق الواصل بين المنطقة وأرمينيا والبالغ طوله 60 كم.
وهنا تعلم حكومة أذربيجان وتركيا، أن أي اعتراف بها، قد تؤدي إلى توسيع جغرافيتها، وربما إعادة أحياء تاريخ بدايات تشكيل جمهورية كوردستان الحمراء، وكانت تشمل منطقة ناختشيفان، أو جزء واسع منها، وبالتالي ستكون حدودها متصلة مباشرة مع تركيا، وقد تتأثر بعض من مناطق أرمينيا بها، كما وفي حال تم الاعتراف بها قد تظهر دراسات تاريخية تعاد أحياء أسمها القديم، وهنا وبالتأكيد ستظهر اعتراضات ليس فقط من تركيا بل من إيران وبعض الدول الأخرى.
على هذه الخلافات، والتدخلات الجيوسياسية، تفضل روسيا الفيدرالية العمل في المجال الدبلوماسي، أكثر مما يتطلب منها الموقف الحاسم من الاعتداءات الأذربيجانية والتركية الواضحة، وهو ما تظهرها، كحكومة مترددة في دعم حليفتها أرمينيا، علما أنها الدولة الوحيدة المتمكنة من حسم الموقف، وتكاد أن تكون موقفها هنا على سوية مواقفها من تركيا في الصراع الليبي والسوري، رغم اختلاف نوعية المصالح، وهي التي سهلت لأذربيجان وبمساعدة القوات العسكرية التركية، والمرتزقة السوريين الذين تم إرسالهم، من اقتحام مناطق في منطقة ناكورنيا قره باغ، والتي سميت في بدايات الثورة البلشفية بجمهورية كوردستان الحمراء.
والسؤال:
فيما إذا تمكنت أذربيجان من إعادة المنطقة إلى حاضنتها، هل ستظل روسيا على الحياد، علما أن ؟
وإن تم هل هي مبنية على استراتيجية صراعها مع الناتو وأمريكا والقضايا الجارية في دول البلطيق، وغيرها من المناطق والتي تؤدي إلى تغاضي روسيا عن معظم التجاوزات التركية في المنطقة؟
ألا تتبين أن تركيا بدأت تستفيد من صراع الأقطاب، وتتمدد في كل الاتجاهات، القومية والإسلامية، وفعلا وكما يقال إنها تعيد الهيمنة العثمانية مضافة إليها البعد التركي القومي؟
إلى متى ستظل روسيا صامتة على التجاوزات التركية، مستخدمة السياسة المرنة معها، المشابهة للدبلوماسية الأوروبية الرخوة؟
وفيما لو أردنا أن نبعد التأويلات السابقة، ومثلها أن روسيا ومعها أرمينيا في الحقيقة لا يريدان ظهور جمهورية ناكورنيا كرباغ، مساحتها لا تتجاوز 4400 كم مربع، وعاصمتها كانت حتى عام 1917م كانت قرية تسمى بـ خانيِّ گُندي قبل أن تبدل بـ استبانا كيرت، والتي ستكون على الأغلب جمهورية للكورد الإيزيديين، وستدخل ولأول مرة في التاريخ كخطوة دولية إنسانية-سياسية يعترف بها بهذا المكون الكوردستاني، وسيكون رد أسطوريا على الفرمانات العديدة المتلاحقة بالكورد الإيزيديين، أي كانت اسم الجمهورية، لشعب المنطقة حق الاختيار، فهم الذين ضحوا واستقلوا عن أذربيجان.
فما هي الأسباب المؤدية إلى هذا التردد غير المعهود من الجانب الروسي تجاه دولة كانت عدوتها الألد على مدى قرون عديدة، وخسرت معها جغرافية واسعة على أطراف البحر الأسود ومنها بعد الثورة البلشفية؟
هل ستتمكن تركيا وأذربيجان من اقتطاع جزء من جغرافية أرمينيا وعلى مرأى من روسيا؟
كيف سيكون الموقف الأمريكي، والأوروبي حينها، وموقفها في حال أقدمت أرمينيا على الاعتراف بها كجمهورية مستقلة؟

معلومات عامة عن الصراع بين الجمهوريتين بعد انهيار الإتحاد السوفيتي:
بدأت المشاكل بين الجمهوريتين عام 1988م أي في بدايات البريسترويكا، ونشب الحرب في عام 1991م. أصدر مجلس الأمن عام 1993 قرار رقم 822 طالب فيه القوات الأرمينية بالانسحاب من الأقاليم المحتلة في أذربيجان، لكن القوات الأرمينية لم تمتثل للقرار.
انتهى القتال بينهما عام 1994 وتم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، بدون معاهدة سلام.
في عام 2006، وضع دستور لكورنيا كرباغ كـ "جمهورية" مستقلة ومنفصلة عن أذربيجان عاصمتها "استبانا كريت".
لم تحظى باعتراف المجتمع الدولي، بما في ذلك أرمينيا- وروسيا، لذلك فهي شبه مستقلة تابعة لأرمينيا.

(*) للمزيد من المعلومات عن هذه يمكن مراجعة كل من:
1- مصطفايف وكيل. الكتاب الإلكتروني، كردستان القوقازية، ترجمة أحمد على حيدر.
2-كردستان الحمراء، دراسات، للكاتب عبد الله شكاكي، موقع مركز الفرات، تاريخ 9/92018م
3- مقالة، للكاتب حورو شورش، موقع ولاتي ما، تاريخ 4/9/2006م
3- سلسلة مقالات للدكتور محمد البرازي، عن كورد الإتحاد السوفيتي، منشورة في صفحته الفيس بوك.

الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
27/9/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء العاشر
- هل مسخت سوريا- الجزء الثاني
- هل مسخت سوريا كوطن
- الكورد في خضم الانتخابات الأمريكية
- نداء للبعض من الكتاب العرب في المنطقة الكوردية-سوريا
- عندما تنعدم القيم الوطنية؛ المعارضة السورية مثالا
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء التاسع
- كيف نبني اللغة الكوردية الجامعة
- جدلية الأحزاب الكوردية أدوات بيد الأعداء
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الثامن
- من فضائح المعارضة السورية
- نداء للوطنيين في سوريا
- برسم الخيانة (نصر الحريري) مثالاً
- حول قانون حماية أملاك وإدارة الغائب في جنوب غرب كوردستان
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء السابع
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء الخامس
- مات البعث يا أيها الإيتام، المشكلون ل (التجمع الوطني العربي ...
- مات البعث أيها الإيتام المشكلون ل (التجمع الوطني العربي في ا ...
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء الرابع


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الاعتراف بجمهورية كوردستان الحمراء