أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - من ايام الكلية ..!














المزيد.....

من ايام الكلية ..!


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 6744 - 2020 / 11 / 26 - 13:33
المحور: الادب والفن
    


لم يكن يتجاوز ثمن إبحار البيت حينذاك العشرين دينارا ! لكن تلك القلعة المطلة على شارع عمر بن عبد العزيز قد كلفنا ايجارها أربعون دينارا!!
كان بيتا كبيرا وذو حديقة واسعة .. الطابق الأرضي كان عبارة عن صالة واسعة ملحق بها مجمع حمامات غربية وشرقية ! اما الطابق العلوي فقد كان يضم تسعة غرف مستقلة تضم حماما غربيا !!
كنا تسعة طلاب في المرحلة السادسة من كلية الطب وقد قررنا ان ننجح في الدور الاول وقد فعلناها ..!! جمعتنا الصداقة والفكر السياسي ! كنا من محافظات مختلفة هي البصرة والكوت والحلة والنجف وكربلاء وكنا طبعا من مذاهب واديان مختلفة ، لكن الفكر وسعة الافق والثقافة قد جمعتنا في بودقة واحدة ..
كان صاحب المشتمل المرفق بتلك الدار هو الرقيب علينا ؛ اضافة الى ما قام به تحسبا شباب البيوت المجاورة ولعدة أشهر تحسبا لما يبدر من سلوك غير مقبول اجتماعيا قد يصدر من هكذا عدد من الشباب ! ولما ثبت لهم من ( حسن السيرة) ! راحت تلك العوائل المحترمة من اهل الاعظمية بالاغداق علينا بين الحين والاخر باطباق الدولمه والأكلات البغدادية أيام الجمع والمناسبات ..!
يوم الخميس فقط من كل اسبوع يكون يوم استراحة لنا !
كان يزورنا عادة اصدقاء مثلنا ! من كليات مختلفة وتتحول اكبر الغرف من الدار الى صالون ثقافي وناد ! لكن الهدوء كان يحكمنا احتراما لحسن الجوار ..! كما كانت ( أجاجا) .. كان يزورنا مثقفون وشعراء وفنانون ممن تربطنا بهم صداقة ومعرفة ..!
يمكن ان أدعي ان الربح الوحيد الذي ربحناه من انبثاق ( الچبحة) الوطنية عام 73/74 هي ان ما مر بنا في يوم منع التجوال بسبب ( ابو طبر) قد مر بسلام حين ( زارتنا) مفرزة الأمن ووجدوا ما وجدوا من الكتب والصحف والصور المعلقة لسلام عادل ولينين وجيفارا !! اكتفوا بالتقاط الصور لنا ( للذكرى طبعا !) وودعونا وهم مبتسمين !
كان هناك بابا خشبيا في الطابق الأرضي قد اصابه تلف وكان بحاجة الى تبديل ! لكن الحالة المادية كما كان يدعي كل منا لم تمكننا من اصلاحه !! اقترح قاسم ان نبيع يوما ما يتجمع من قناني فارغة من مخلفات يوم الخميس !! ونستبدل بثمنها ذلك الباب ...!
استيقظت صباحا واكتشفت ان زملائي كلهم قد سبقوني بالذهاب الى الدوام ...اففف .. لماذا تأخرت اليوم ؟! كانت نهاية الشهر ! تذكرت اني نويت ان استدين البارحة من زميل ميسور الحال من زملائنا كما اعتاد معظمنا في نهاية الشهر..قررت ان اعود لفراشي واخذ استراحة لذلك اليوم .. كنت اشاهد من النافذة هطول رذاذ خفيف من السماء وكان الجو خريفيا باردا ..
ابطاله ... ابطاله .. من يبيع ابطاله ..سمعته ينادي في الشارع العام .. قفزت نحو النافذة المطلة على الطريق قائلا : جاء الفرج !
اوگف اوگف ... نزلت مسرعا وانا اجتاز كل درجتين من المصعد سوية ..
فتحت له الباب .. كان هناك عددا كبيرا من قناني الخميس الفارغة ..
انقدني دينارا ونصف ..
عدت الى غرفتي .. اخذت حماما ساخنا .. لقد فاتتني المحاضرة .. تأخرت بعض الوقت وقد ضمرت مفاجأة لهم ..! ارتديت ملابسي وشددت رباطا احمرا متميزا .. لم انتظر باص المصلحة .. اشرت الى تاكسي وجلست في المقعد الخلفي .. الى كلية الطب..
مررت بحانوت ابو علي في الكلية طالبا علبة سجائر .. ناولني كما عودته علبة ( جمهوري ) قلت له لا ؛ هات علبة روثمان ! ابتسم صديقي ابو علي مستبشرا وهو يعقب : انشالله خير .. ناولني كعادته وبدون ان اطلب صحيفة طريق الشعب ..
اتجهت الى نادي الكلية .. كانت الساعة قد اجتازت الحادية عشر .. تناولت طبقا وطلبت برياني وعلبة ببسي كولا .. اتجهت الى اريكة قرب الباب وتطل على ممر الدخول للكلية .. وضعت علبة الروثمان على الطاولة وفوقها الشخاطة الدفترية .. رحت اتناول طعامي بلذة وهدوء .. راح عدد الطلاب الداخلين الى النادي يزداد بعد ان انتهت المحاضرات والجولات السريرية .. لاح لي من بعيد ثلاثة من زملائي ومن ضمنهم قاسم ..! دخلوا النادي مستصحبين ملزماتهم .. حين لمحوني اتجهوا نحوي .. القوا نظرة على ما شاهدوه امامي وهم مندهشين.. برياني ! روثمان ...! كنت الوك الطعام بهدوء متصنعا اللامبالاة ...نطق قاسم معاتبا : ها طالب ؟!سويتها.. بعت البطاله ؟؟؟!!!!



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار العمر
- في الذكرى ال 33 لرحيل الخالد شمران الياسري..
- من إرشيف ( فخ الكويت)!!!
- قالت فكتوريا ..!!
- ياحزن..!
- نظرية المؤامرة في زمن الكورونا في العراق
- لمن تقرع الاجراس ؟؟!!!
- الحرية !!!
- طلايب في زمن الكورونا!!!!
- حكاية الشيخ ورئيس الوزراء طاهر يحيى!!
- دفّار بيت واوي..!!
- رقصة الجني !!
- وأخيرا .. جيء برئيس لوزراء العراق!!
- لا تعتب !!
- عام سعيد..
- يا وطن..!
- عوده غَرگ...!!!
- رسالة غضب
- تك تك
- رواها الشيخ شنّان ..!


المزيد.....




- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - من ايام الكلية ..!