فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 13:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإنسان سواء كان رجل أو امرأة تحكمه عدت عوامل ومكونات نفسية ترتبط بالشعور والإحساس والعاطفة والمزاج وهي مختلفة بين إنسان وآخر فمنهم من تكون هذه المكونات مفرطة وآخرون تكون خفيفة تخضع لقوة أعصابه وإرادته وتحمله والإنسان العراقي أصبح تحكمه قوتان : المنصب والمحسوبية والمنسوبية والقوة تجعله يدرك ما يريد ويرغب به فيرتاح ويطمأن والآخر يمتلك الصبر فيسلم أمره إلى الله يرتاح ويطمأن ... أما الثالث الذي لا يمتلك القوة والمحسوبية والمنسوبية والمنصب ولا يمتلك الصبر فيصبح في صندوق مغلق تارة برفعه للأعلى وأخرى للأسفل وأخرى لليمين وأخرى لليسار حتى يتحطم تحطيماً ... إن الموت ليس بسيط على الإنسان ولكنه يقدم عليه بعد أن يجد جميع نوافذ الحياة مغلقة ومظلمة فيقدم على الانتحار وحينما يتصرف الإنسان سواء كان رجل أو امرأة بالعنف المفرط فهذا يعني قد فقد كل أمل أو تصرف أو سلوك في معاملة الآخر فيتصرف بالعقل الباطني (الغريزة المقموعة) خارج نطاق العقل ... الزوج ألم يحب زوجته ؟ كلا يحبها ويضحي من أجلها وهو الذي اختارها لتكون شريكة حياته في هذه الحياة ... إلا أن الحالة التي يصل إليها وهو يستعمل العنف ضدها يعني أنه فقد أعصابه وكل سيطرة على نفسه فلم يجد أمامه إلا العنف المفرط وكذلك تصرف الزوجة ضد زوجها والأب ضد ابنه والابن ضد أبيه لأن الإنسان حينما يتصرف بالعقل الباطني يعني يتصرف خارج نطاق العقل يصبح حيوان شرس لا يفرق بين حبيب قلبه وعدوه وهذه الحالة معنوية ومادية والإنسان العراقي أصبح يعيش في نفق مظلم من الجوع والفقر والبطالة والحرمان ... وأصبح لا يملك أمامه ويجد سوا الموت والخلاص من الحياة ... أو التصرف العصبي وبغير وعي وحياة العراقي سوف تكون الأسوأ إذا لم يقضى على الأوضاع التي ترتكز على الفساد الإداري والمحاصصة الحزبية وغيرها ... كيف تكون حالة الأب أو الأم حينما يشاهد أن فلذة كبدهم (الابن) يبكي ويتضور من ألم الجوع أو الحرمان ... أو يشاهدانه ممتداً على البساط من المرض وهما لا يمتلكان علاجه وشراء الدواء له ... وماذا يكون حالهما وهما يشاهدان ولدهما أو بنتهما تخرجت من الجامعة وهي الآن في مستنقع البطالة ... وهنالك ظاهرة أن الزوج حينما يأتي إلى بيته الزوجة تنظر إلى يديه ماذا يحمل لهما ... بينما الزوج يعود إلى بيته ولم يحصل فلساً واحداً وبحالة مؤلمة وبائسة لأنه يشعر ويدرك أن عائلته تنتظره ويحمل لها حاجتها.
إن هذه الظاهرة أفرزت تفشي ظاهرة المخدرات والنركيلة والسجائر بين الشباب وحينما يسألون عن السبب يكون جوابهم : (الهروب من واقع الحياة) وكذلك تفشي ظاهرة الفساد الجنسي من أجل توفير متطلبات الحياة. يقول الصحابي الجليل (أبا ذر الغفاري) : أعجب لإنسان يذهب إلى بيته ولم يجد رغيف خبز ولم يخرج شاهراً سيفه ويقول أيضاً : أينما ذهب الفقر قال له الكفر خذني معك.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟