أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الرسول الحيدر - كارثة التعليم















المزيد.....

كارثة التعليم


عبد الرسول الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 01:25
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بسم الله الرحمن الرحيم
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان"
رسالة مفتوحة الى سياسيي ومثقفي العراق
كارثة التعليم
إنه إثم وعدوان أن نجلس ونتفرج او على الاقل ان لا تكون من اولى الاوليات انقاذ بلدنا في مستقبله القريب والبعيد من مخالب الجهل والامية التي تفترسه بدون رحمة. إنه إعتداء صارخ على الاجيال القادمة من كل من يمتلك ضميرا ولم يحركه.
البر والتقوى ان تنقذ طفلا من مخالب الارهاب او آفة المخدرات او تجار البشر من مافيات المتسولين او بياعي الهوى او تجار الاعضاء البشرية وغيرها من آفات الفساد المجتمعي. وهذا لن يكون إلا بالتعليم. التعليم الذي إنحدرت مستوياته الى حدود لا يصدقها عاقل يعرف العراق وإمتداده الحضاري. بالتعليم تبنى الامم وكانت اول كلمات الحق على نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين " إقرأ " وكذلك إن كل الاديان (بل وحتى الافكار الوضعية) تدعو لأن يكون التعلم حقا يجب التمتع به والعلم ثمرت التعليه وبهِ تُبنى الامم. ولكون التعليم في بلدنا الحبيب قد إنحدر الى مستويات متدنية والعلم صار مستباحاً فقد تنبهت المرجعية الرشيدة (والأصوات الخيرة) لهذه الكارثة وما ستجره من ويلات ومصائب على هذا البلد وهذه الأمة العراقية ودعت الى توجيه بوصلة الاهتمام الى هذا الاساس المهم لبناء بلد وشعب آمن مستقر قادر على مجابهة الصعاب. انه عمل شاق لا يعطي نتائجه بوقت قصير وهذا لا يروق للسياسيين الباحثين عن الصور الخاطفة والـ (سيلفي) لمنجز باهتٍ هنا وهناك يساعدهم في خطف اصوات الناخبين. إنه عمل يحتاج الى متخصصين لا علاقة لهم بصراع المناصب والمكاسب. وبصفتي مواطن يحب هذا البلد وإنسانه ومراقب (إلى حدٍ ما) لمجريات التعليم ومدخلاته ومخرجاته أضع بين أيديكم هذه المقترحات والتي أتمنى أن تكون حافزاً ومحركاً للسياسيين وللفئات المثقفة من أبناء بلدي (هذه الفئات التي إستكانت لمخططات السياسيين لتحجيم دورهم في كل مجالات الحياة وحصرهم في زاوية مظلمة مهملة لا يحس بها أحد ... تحركوا وأنتفظوا) :
1 - اول الطريق ان يكون على التعليم والتربية رئس واحد لا رئسين ( وزارة واحدة للتربية والتعليم) مستقل عن الاحزاب مهني ذو خبرة في إدارة التعليم وأن يكون للتربية والتعليم مجلس أعلى يرئسه رئيس مجلس الوزراء يتشكل من خبراء في مجال الإدارة والتخطيط والتربية والتعليم وعلم الإجتماع وعلم النفس والمناهج من جميع مكونات الموزائيك العراقي الجميل ومن الخبراء المستقلين في مسلكهم وتفكيرهم وأن تكون لهم دوائر استشارية وطنية مهنية تستعين بالخبرات الاقليمية والدولية ( وخبرات العراق لا حصر لها ولكنها مهملة في شمس تموز الحارقة ونهباً لإعتداءآت المخمورين بالستوتات اليوم وقد يكون بغيرها غداً)
2- أن تخصص ميزانية فوق العادية لمجال التربية والتعليم (30% من ميزانية الدولة على الأقل).
3- إلغاء التعليم الأهلي العام وبكل مستوياته من رياض الأطفال إلى التعليم العالي (عدم شمول التعليم الخاص كالتعليم الحوزوي او المراكز الفنية او المهنية الى آخر أشكال التعليم الخاص) (مع علمي اليقيني بأن هذه الفقرة سوف تدفع الكثيرين بإتهامي بشتى التهم لكونها تمس مصالحهم الشخصية وتجفف بعض مصادر التمويل الحزبية والشخصية) والإستفادة من الخبرات التدريسية المتميزة (من التربويين والمعلمين والمدرسين المتقاعدين وغيرهم) التي استقطبتها المدارس والكليات الأهلية وزجهم في مراكز تدريب وتطوير الكادر التعليمي والتربوي.
4- تفعيل قانون مجانية التعليم وفرض الغرامات المالية على الاهالي وأن تقوم دوائر النفوس بإرسال تحديث سنوي إلى مديريات التعليم في كل محافظة عن الأطفال الذين تبلغ اعمارهم سن الروضة وأن تقوم هذه المديريات بإبلاغ مديريات الشرطة عن المتسربين وأن تقوم الشرطة بمنع الأطفال (الى سن 15 سنة) من العمل اوممارسة التسول (بكل الاعمار) و غيرها من الموانع التي تمنعهم من التوجه إلى المدرسة وأن تتبنى الدولة إعالة العوائل التي لا مورد لها ولامعيل غير الطفل (ومنهم الكثير في عراق الارامل والايتام) وأن يتم تفعيل برامج التغذية المدرسية والرعاية الصحية والاجتماعية والاعانه للعوائل الفقيرة بتوفير الكسوة للاطفال واليافعين وحتى الشباب الجامعي (وهذه التوجهات معمول بها في الكثير من دول العالم التي شهدت قفزات نوعية في تطورها).
5- بناء وإكمال بناء المدارس بتصاميم مدرسية حديثة تواكب التطور العالمي وتعبيد الطرق المؤدية اليها وتزويدها ومحيطها بالمناطق الخضراء وتوفير وسائط نقل حكومية لابناء القرى البعيدة عن المدارس وتجهيزالمدارس والكليات بالحواسيب والمختبرات والورش المهنية والفنية والمسارح والمكتبات والساحات الرياضية والاهتمام بكل الدروس وإعتبارها متكافئة في أهميتها (الرياضة مهمة لبناء الجسد والرسم والموسيقى مهمة للتعلم وتنمية الذوق الحسي والورش والمختبرات مهمة للتعليم العملي وإكتشاف المواهب وصقلها وتطويرها ...). وأن يكون عدد الطلبة في الصف الواحد لا يتجاوز الـ 25 طالبا (وهذا يساعد على الإستفادة من المهندسين وغيرهم من الخريجين المسلوب حقهم في العمل والعيش الكريم كما نص الدستور).
6- تطوير الكادر الاداري والتربوي والتعليمي وعلى جميع المستويات عن طريق فتح الورش والدورات المكثفة والمستمرة لمواكبة التطور العلمي في المناهج وطرق التدريس عن طريق تأسيس مراكز للتطوير الإداري والتربوي والتعليمي (مراكز التطوير المستمر) في جميع مديريات التربية بالاستفادة من الكوادر العلمية المتخصصة في هذه المجالات والخبرات العملية المتراكمة عند العاملين ووضع المناهج لها وإستضافة خبراء وطنيين وأجانب في هذا المجال وإجراء إختبارات دورية للاداريين والتربويين والتدريسيين وان تكون مراقبة جدية وغير متهاونة في هذا المجال.
7- الإستفادة من الخريجين وحملة الشهادات العليا في كافة التخصصات وفتح ورش تدريبية مكثفة لهم لزجهم في عملية البناء التعليمي والتربوي لتعويض النقص ولتصميم المباني والطرق والحدائق وطباعة المناهج والإشراف والإدارة وإمتصاصهم من الشارع لمنع حدوث كارثة إجتماعية بأن يكونوا مثالا محبطاً للأجيال اليافعة ولكي لا يكونوا قمبلة إجتماعية موقوتة والإستفادة العملية منهم وإعطائهم دورا رياديا في بناء مجتمعهم والإستفادة من علمهم وطاقاتهم.
7- تقنين نضام القبول الجامعي الاولي والعالي حسب تخطيط الدولة وخططها المستقبلية وإيقاف العشوائية في القبول الجامعي وبدون تخطيط لما لذلك من آثار كارثية على بنية المجتمع العراقي ومستقبله (تفعيل وزارة التخطيط).
8- تفعيل مجالس الآباء والمعلمين وتعميمها على جميع المستويات وتشكيل رابطة للآباء في كل مدرسة ليكون التواصل مستمرا بين الأهالي والطلبة وإستضافة المتميزين من أبناء المجتمع للتحدث مع الطلبة لإعطائهم الزخم في الإجتهاد في تعلمهم والإستفادة من تجارب الشعوب في هذا المجال.
9- تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب والتطورالعلمي وإدخال تقنيات التعليم الحديثة والتكنولوجيا في التعليم والإستفادة من القدرات الوطنية والدولية في هذا المجال.
10- ان تقوم لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب بالمراقبة الجدية وان يكون اعضائها من ذوي الاختصاص.
إن الإرهاب والفساد والتفكك الإجتماعي وغيرها من الآفات التي فتكت وتفتك ببلدنا وإنساننا سببها الجهل والأمية وإنعدام الحس بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية. وهذه الرسالة لكم يا سادة ولكل المعنيين للإهتمام أكثر وحماية مستقبل أبنائنا القريب والبعيد. والمثقفون سيلعنهم المستقبل وستلعنهم أجياله إن لم ينتفظوا على الواقع المزري ويأخذوا دورهم ويتحملوا مسؤوليتهم.

عبد الرسول الحيدر
اكاديمي عراقي
31 تموز2019
[email protected]



#عبد_الرسول_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... سياسيون مصلحيون...حكومة كاذبة...برلمانيون منقادون ...
- عراق للبيع


المزيد.....




- بعد طلب مدعي -الجنائية الدولية-.. ماذا ينتظر قادة إسرائيل وح ...
- النظافة في الأماكن العامة.. ضرورة لمنع العدوى
- الضفة الغربية: الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية عسكرية في جنين وا ...
- -التطبيع مع السعودية انتصار يغير قواعد اللعبة-.. الرئيس الإس ...
- المحاكمة الثانية لقادة -مؤامرة الانقلاب- في ألمانيا
- ذياب في نادي أسرة القلم: طوفان الأقصى أحدث حالة من الوعي الم ...
- بيسكوف يستبعد مشاركة دولية في جنازة رئيسي
- بوتين يناقش مع ميرضيائيف التوسيع اللاحق للتعاون بين روسيا وأ ...
- بيسكوف يوضح موقف موسكو من شرعية زيلينسكي كرئيس لأوكرانيا بعد ...
- ترامب يحدد مرشحه لمنصب المدعي العام في حال فوزه بالانتخابات ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الرسول الحيدر - كارثة التعليم