أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٨)














المزيد.....

يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٨)


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6251 - 2019 / 6 / 5 - 15:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (38)
عيد بطعم الدم
أحمد موسى قريعي
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
جاء العيد هذا العام على غير عادته السابقة، جاء والشعب السوداني عبارة عن أشلاء وأموات على أرضه، يعاني الذل والحرمان والرصاص والخراب والتجويع والتهجير والغربة. ولكنه بصموده وثورته ونضاله السلمي، ما زال يقاوم ويتحدى نيران وقذائف الجنجويد والكيزان، ولؤمهم، وغدرهم، ووحشيتهم التي تحمل إلينا في كل ساعة أو لحظة أشكالا جديدة من الموت. فهنالك الموت بالرصاص، والموت بالسياط، والموت بالدهس، والموت بالغرق، والموت بالتغييب، والموت بالحسرة.
جاء العيد ومليشيا الانقلاب الجنجويدي تقتل الحياة والفرح، وتدع الأمهات السودانيات يحتلفن بالموت والمعاناة والقهر والألم والوجع بدلا عن الاحتفال بالعيد ولمة الأهل.
جاء العيد والمصابون الذين يعالجون يحملون فوق جراحهم أوسمة مضرجة بالدم برهاناً ودليلا على انتمائهم وصمودهم ووفائهم لتراب هذا الوطن.
جاء العيد و كل أم سودانية تجلس بجوار قبر ابنها أو زوجها أو أخيها أو أختها، هذا إن وجدت لهم قبرا أو أثرا، لم تعد تشعر بالفرح، سعادتها اختفت خلف حزنها وركام قلبها المحطم، لأن المجلس العسكري قد قضى على كل ذكرى أو مناسبة جميلة، وأن المعاناة تصدرت مشهد العيد، فالأسر السودانية باتت مهددة بالهلاك، وسط انعدام الأمن، وارتفاع نسب القتل، وصارت تتشارك وتتقاسم الوجع في احتفالات العيد، الجميع يتألم بمرارة، قلقا على مصير أبنائه الذين غيبتهم السجون أو المعتقلات، فالحزن في كل بيت سوداني هناك أمهات فقدن أولادهن وأخريات أزواجهن والبعض فقدن الأمان والأمن.
غريبة هي دنيا "الجنجويد والكيزان" الشعب الذي كان يقهر المصاعب، ويبني ويقاتل، لا يستطيع في ظل مجلسهم الإرهابي أن يختلس حتى سويعات من الفرح، لكنه يستطيع بفضلهم أن يمتلك مشاعر الحزن والتعب، وأن يكره العيد ونكهته وطقوسه، وأن يخنق فرحته كأن قدره أن يُخلق ويقتله الكيزان، وكأن الأرض التي خُلقت ليعيش عليها، خُلقت ليموت عليها لأن "الجنجويد" اتخذوا القرار لتقديم الشعب السوداني "أضاحي" لخستهم وندالتهم وبشاعتهم، فنحن الآن "أضحية القرار" وليس لنا خيار سوى الموت أو الانتصار. فالكيزان قد ذبحونا كأضحية أو قربان وسفكوا دمنا، ووزعوا لحومنا على "أجلاف الخليج".
ما زالت الأرض تمتص دماءنا التي أراقها حب السلطة والكيزان فالطرقات قد خلت من أطفال العيد، والعيدية قد صُبغت بلون الدم ورائحة البارود والموت، وأصبحت تتخذ شكلا مأسويا يعبر عن خسة "البرهان"، فقد طغت على فرحة العيد أصوات الرصاص، فصارت كل أيام أطفالنا "رصاص" فلم يمر يوم أو يأتي أخر إلا حُصدت هنالك روح طفلة أو طفل أو شاب أو شابة أو شيخ عجوز جُلدت شيبته وانتهكت كرامته من أوغاد لا يعرفون معنى الاحترام أو الرجولة.
إنه عيد فقد الأحبة والجرحى والمصابين والشهداء، عيد الوجع والجروح والألم، عيد الدموع والمآسي والظلام "آه" من هذا الوجع فإنه يقتلني، "آه" من الطرقات والشوارع والبيوت التي خلت من زوار العيد، ومُلأت بالمعزين والمشيعين والباكين من قهر السلطان، فالسلطان الآن بربري، تافه شعاره تطاير الرؤوس والأجساد وذرع الموت في كل مكان في الكباري والشوارع وهتاف الثوار، في الحواري والأزقة والبيوت، فالطرقات قد مُلأت بالموتى والدماء.
في السودان الآن أصبحت الدماء ردف الثورة وباتت تعلن عن نفسها في كل مكان في حركة الناس والشوارع والميادين والأسواق والحدائق والبيوت والمساجد وساحات الصلاة.
أما العيد فقد "تاه" وأما الفرحة فقد أخذها الغراب وطار، ولم يتبق للسودانيين غير طواغيت الكيزان، والهم وضياع وطنهم على أيدي "الهمباتة" والجرذان.
فقد جاء "زوار العيد" ولكن العيد نفسه لم يأتي معهم.
أين العيد ؟
أين الفرحة؟
أين المسرة؟
أين البهجة؟
أين عيدية العيد؟
أين الجديد من الملابس والأحذية؟
بل أين حلوى العيد وبلحه وخبيزه و"مصلايته"؟
هل فُقدت هذه الأشياء؟
هل سُرقت؟
هل نُهبت؟
هل تم بيعها في أسواق نخاسة الكيزان؟
لكني رغم قلبي المحطم أقول لأهلي وناسي وشعبنا العظيم (كل عام وأنتم بخير) في صمودكم دفاعاً عن الوطن، وفي تمسككم بحب البقاء والحياة والانتصار .
والثورة لسه مكملة، ومشوارنا ح نكملو.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)
[email protected]



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٧)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٣)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣١)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٠)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٩)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٨)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٧)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٣)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢١)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٠)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٩)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٨)


المزيد.....




- بيان المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بمناسبة عيد الشغ ...
- لقطات من الحملة التي أقامها الحزب الشيوعي العمالي العراقي بن ...
- على طريق الشعب.. عشية انعقاد المؤتمر الرابع للتيار الديمقراط ...
- بيان تيار المناضل-ة فاتح مايو 2024: الكفاح العمالي، ومعه ال ...
- فاتح مايو يوم نضال العمال/ات الأممي: بيان الشبكة النقابية ال ...
- رغم القمع، المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين تتوسع في الولا ...
- سمير لزعر// الموقوفون، عنوان تضحية الذات الأستاذية وجريمة ا ...
- حاكم تكساس يهدد المتظاهرين في جامعة الولاية بالاعتقال
- حزب النهج الديمقراطي العمالي: بيان فاتح ماي 2024
- تفريق متظاهرين في -السوربون- أرادوا نصب خيام احتجاجاً على حر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣٨)