أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٧)














المزيد.....

يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٧)


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6239 - 2019 / 5 / 24 - 19:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (27)
ماذا تبقى للمجلس العسكري من خيارات؟
أحمد موسى قريعي
إن جرجرة المجلس ومماطلته وضعاه أمام خيارين، كل واحد منهما ألعن من صاحبه، فبعد أن كان يجلس على "كومة" خيارات كان بإمكانه أن يكتسبها من منحة التفاوض التي وهبتها له الثورة. أصبح فعليا أمام خيارين فقط إما أن (يتكل على الله ويتخارج) بفعل تصاعد المد الثوري المتنامي الآن، وهنا يجني خيبات أمل تُشبه تلك التي جناها سلفه المخلوع، وإما أن يقبل بحكومة مدنية كاملة الدسم، ومجلس سيادي بأغلبية ورئاسة مدنية، ومجلس تشريعي مكون من قوى الثورة بنسبة 100%، وهذا في حد ذاته يعتبر (منة وكرم) من أمنا الثورة.
الآن كل شيء حول المجلس قد تغير وتبدل وأصبحت خيارات الأمس شيئا من الماضي اليوم، حتى شروط التفاوض نفسها تغيرت، وانقلبت موازين القوى، وباتت قوى "الحرية والتغيير" أكثر قوة ومنعة تمكنها أن تضع شروط التفاوض وحدها فيما تبقى، وعلى المجلس التوقيع والتسليم، لأنه لا يملك حاضنة شعبية أو سند ثوري، ناهيك عن الأزمات الداخلية التي يعاني منها بسبب لجنته السياسية المتصدعة، وبسبب الصراع الكيزاني الخفي في داخله، وبسبب نشوة السلطة الزائفة التي وضعت ضميره الوطني في مأزق وورطة.
سوف يعود المجلس للتفاوض الذي انقطع بفعل جشعه وطمعه السلطوي، بنفس منكسرة وإرادة منهكة ومتعبة، وعزيمة فاترة، وربما تنتظره مفاجأة غير سارة من قوى الحرية. ماذا تفعل يا مجلس لو أن قوى الحرية أعلنت الحكم المدني من طرف واحد؟ قد تفعلها لأنها أصبحت تملك كل شيء بسبب حرصها على تحقيق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة، وبسبب حرص "سيادتك" على السلطة.
خيارات زائفة:
يظن المجلس أن لديه خيارات أخرى، وأنه مازال ممسكا بزمام الأمور، لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن تلك الخيارات التي يفكر بها المجلس "خيارات زائفة" وبالتالي المراهنة عليها تعني الخسران. والآن إلى مناقشة خيار واحد من تلك الخيارات التي يتكأ المجلس على جدرانها المائلة.
فزاعة الانتخابات المبكرة:
التلويح بشيء لا يملكه "المرء" يعد من النقائص التي لا تناسب حتى الأشخاص العاديين فضلا عن مجلس يتمتع بصفة عسكرية. بالتأكيد المجلس يعلم أن هذا الخيار لا يمكن تحقيقه في الواقع، لذلك استخدمه كفزاعة ظنا منه أنها ستقوي موقفه التفاوضي.
في الواقع أن ما يُعرف بالانتخابات الخاطفة أو السريعة أو المبكرة خطوة غير موفقة وغير ايجابية وغير مدروسة من المجلس لأنها ستعقد الأمور أكثر وتضع المجلس نفسه أمام تحدٍ أخر لا عهد له به أو خبرة، كما أنها تضيف معاناة جديدة لا يحتملها الشعب، وقد تُرهن هذه الانتخابات إرادتنا الوطنية لتدخلات خارجية سافرة، وذلك بسبب الأموال التي تُنفق عليها لأننا لا نملك المال اللازم للصرف عليها. ثم بأي قانون تُجرى هذه الانتخابات؟ هل بقانون الإنقاذ؟ أم بمراسيم دستورية يصدرها البرهان من عليائه؟ ومن أعطاه الحق أصلا في إصدار هكذا مراسيم قد تضر بمستقبل البلد والثورة؟ وماذا عن التعداد السكاني؟ والمفوضيات؟ وماذا عن تأمينها؟ ونزاهتها وحيدتها؟ وماذا لو قاطعتها قوى الحرية ومعها الشعب؟ بالتأكيد ستضعون "سيادتكم" في مواقف "بايخة" جدا.
يا مجلس الأمر ليس بهذه البساطة التي زينها لكم بعض أصحاب "المصالح والطمع" لأن هنالك جملة من الأسباب غير التي ذكرتها، منها أن الأحزاب التي سوف "تتصارع" على الانتخابات غير جاهزة ومستعدة لأن الإنقاذ قد جرفتها وجعلتها أشبه "بدمى" يحركها الزمن بخيوط متشابكة ومتداخلة ومتباينة ومتقطعة أحيانا. ومنها كذلك البرامج التي يمكن التنافس عليها، أم أنكم تريدون أن تسلموا البلد عن طريق الانتخابات والسلام (وللا شنو الوضع) يا مجلس؟ (مش لازم) تكون هنالك برامج ورؤى وأهداف وحملات انتخابية ثم (مين) يصرف على هذه الحملات؟
ثم إن تهيئة الجو لمثل هذه الانتخابات قد يأخذ وقتا في أقل تقديراته سنة، ولا أظنكم تملكون هذا الوقت، كما أننا كشعب في عجلة من أمرنا ولا يمكن أن ننتظر حتى نرى "ثورتنا" تُسرق.


(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)

[email protected]



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٣)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢١)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٠)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٩)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٨)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٧)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٣)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١١)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٠)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٩)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٨)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (7)


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٧)