أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - ..هي ذي فلسطين الصابرة.. تفيض دما ودموعا














المزيد.....

..هي ذي فلسطين الصابرة.. تفيض دما ودموعا


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 01:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لا شيء يثير الرّوح..في هذا المكان” (محمود درويش)

.قد لا أجانب الصّواب إذا قلت أنّ اليهود لم يتعرّضوا بتاتا لأيّ إضطهاد من العرب،بل كانوا جزءا من المجتمع العربي،ولكن الغرب العنصري أراد التخلّص من اليهود،ولكن ليس عن طريق المحرقة النازية والعنف،إنّما بدفعهم إلى تأسيس دولة تقوم على أساس ديني،وعلى أساس إختلاق تاريخ كامل عناصره الأسطورة ومعاداة المنطق،من هنا كان دعم الغرب الإستعماري،العنصري لقيام دولة إسرائيل ليس كخطيئة وجريمة في حق العرب عامة والفلسطينيين خاصة،إنّما كخطيئة أيضا ضد اليهود بحشرهم في”غيتو” اتخذ هذه المرّة شكل دولة،دولة تقو م على أساس عنصري،المتميزون فيها هم اليهود لأنّهم يهود،وداخل اليهود أنفسهم تمييز آخر بين من هو غربي ومن هو شرقي..


وإذن..؟


ما الفرق إذا بين الفكرة العنصرية والفكرة الصهيونية،كلاهما يقوم على أساس الإنتقاء العنصري،والتعصّب لجنس ولفكرة.هكذا جنّد الغرب طاقته لإزاحة شعب كامل من مكانه،وإحلال اليهود مكانهم،وما نراه الآن على أرض غزة من قصف بأحدث الأسلحة الأمريكية لمنازل ومستشفيات وسيارات مدنية ما هو إلا فصل من فصول المأساة التي أُعلنت رسميا بإسم دولة إسرائيل..


والأسئلة التي تنبت على حواشي الواقع:


كيف لم يفكّر العرب وأنظمة حُكْمه،طوال خمسين سنة من الوجود الإسرائيلي،في الأسس الناجعة التي تسمح بالحد من سطوة إسرائيل وتتيح للكفاح الفلسطيني أن يحقّق أهدافه العادلة،وللجماهير العربية أن تتخلّص من التخلّف و التبعية والحكم الفردي ؟


-هل سينتظر العرب السقوط الأمريكي الحتمي معولين على نظرية إبن خلدون حول صعود وهبوط الإمبراطوريات؟!


وهل سيستمرون عند المراهنة على حتمية تصدّع الكيان الصهيوني وإنفجاره من الداخل وابتلاعه ديموغرافيا بالإعتماد على قوّة الخصوبة الإنجابية عند الفلسطينيين..؟


ألم ندرك بعد أنّ الواقع في الغرب بدأ يتغيّر،وبدأ الرأي العام يكتشف حقيقة جرائم الصهاينة،واستهدافهم العُزل بالرصاص الحي،لا سيما بعد أن أمطرتنا الفضائيات بمشاهد بربرية دموية لا يمكن لعاقل أن يصدّق وقوعها في القرن الحادي والعشرين.


طائرات ال:ف16 تقذف البيوت”الغزاوية” الآمنة بأحدث أنواع الصواريخ.


مدافع الدبابات تصوّب تجاه الشقق والسيارات والمدنيين العزل.


و..ويستمرّ الدّم في النزيف ويستمرّ الشهداء في السقوط.


الأبرياء في مواجهة الدروع السميكة وأحدث الأسلحة.


إلى متى؟ !..


وكم يحتاج الأمر إلى مثابرة وزخم ودم ليضطرّ العالم إلى سماع الصّوت الفلسطيني الذي لا يصل إن لم يكن له هذا الثمن الفادح؟..


لن يصدّق العالم اليوم أنّ الديمقراطية الإسرائيلية هي ارستقراطية الأكثرية ودكتاتورية الأكثرية،وأنّها في عالم،قوام الديمقراطية فيه حقوق الأضعف وحقوق الأقليات،متخلّفة عن العالم وعن العصر.


الفلسطينيون وحدهم يستطيعون أن يتحدّثوا عن نصر ممكن ينبثق من دفقات الدّم ووُضوح الموت.المواجهة عندهم تعني الفعل الذي لا يقف عند حدود الكلام والنوايا،إنّما هي فعلُ وجود يصرخ أمام كل العالم بأنّ الإستعمار غير مقبول وبأنّ الحرية والسيادة مبدآن لا يمكن التخلي عنهما مهما كانت سطوة الجيش الإسرائيلي وعمأء الدول الكبرى المتفرّجة على إسرائيل وهي تستعرض عضلاتها.


ولكن..في مثل هذه الوضعية،كيف أُقنع النّفس بأنّ عدالة القضية ستحميها من وحشية الذين يمارسون سياسة اليد الطولى ولا يحترمون قوانين المنظمات العالمية؟


أكتفي بأن أتابع المشهد.أنام وأصحو لأحصيَ عدد الشهداء،وأرى-بعيون دامعة- الدّم الفلسطيني مراقا وعلى الجنائز تخبّ كلّ يوم في مشهد قيامي مروّع بإتجاه المدافن.


كيف يستعيد المنطق قدرته على إقناعي بأنّ هذه المواجهة غير المتكافئة لن تعرّض جزءا كبيرا من شعبنا هناك،للإبادة..؟


لماذا الماسكون بزمام العالم يعبّرون عن تخوفاتهم من زعزعة دولة إسرائيل ولا يُنادون بتصفية الإستعمار في فلسطين..؟


من أيّ موقع،إذن،أتكلّم ويكون لكلامي معنىً أو ثقل ؟


أحسّ كأنّ حاجبات الوميض تنتصب من جديد،ودفقات الدّم الفلسطيني،عبر الفضائيات،تذكّرني أكثر فأكثر،بهذا العجز الخانق،وتضيف إليََّ وجعا قاسيا و-أنا- أرى وجوه الشهداء مرفوعة أمام سماء عمياء،فيما القذائف والصواريخ تواصل هجماتها،وليس هناك فعل عربيّ يساند بالملموس عظمة -هذا الشعب الجبّار-في صموده وتصديه..


لأكون صادقا أقول إنني الآن،وأنا غارق في عجزي،أحسّني على حافة ليل طويل،متخم بالدياجير،ولا أستطيع أن أعزّي النّفس بأنني أنتظر فجرا أو قيامة..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الجنون الصهيوني المتدحرج بقطاع غزة
- حين يلامس رذاذ الدم الفلسطيني وجوهنا..تتعرى حقائقنا المخزية
- لمسة وفاء..إجلال وإكبار لمناضل عتيد..قاوم الظلم الكافر..والق ...
- حوار مع الشاعرة التونسية المتميزة نفيسة التريكي
- رجال ما هادنوا الدهر يوما..عاهدوا التاريخ..وتواصَوا بالصبر ر ...
- تصاعد حماوة الإنتخابات البلدية بتونس
- عندما..ترقص تونس على ايقاعات الإنتخابات
- هل ستفرز الإنتخابات البلدية القادمة رجالا بررة..يغلبون الرتق ...
- شعرية المرأة وأنوثة القصيدة..قراءة في قصيدة: أنثى الماء..تحم ...
- ارتفاع وتيرة الحراك الإنتخابي..والسعي المحموم لكسب رهان الإن ...
- قراءة في قصيدة ومضات عشقية..في سماء الوطن- للشاعرة التونسية ...
- قراءة انطباعية في قصيدة..أنثى الماء..تحمل قبسا من التحديات.. ...
- قراءة تأملية في قصيدة-حكايا على متن سفينة نوح-للشاعرة التونس ...
- حكايا على متن سفينة نوح
- الشاعرة التونسية أمنة هادية تضيء ذاكرة الوطن..قراءة نقدية في ...
- الإيروتيكية في قصيدة: أسرجت غيمتي إلى محراب عشقك..للشاعرة ال ...
- ..حتى تكون رؤية-جيل اليوم-الرؤية المضادة لجيل الهزيمة..
- هل سيظل العراق.. قابعا في أسر الماضي؟!
- هل بإمكاننا بناء سوق عربية مشتركة.. في ظل ما يسمى بّ- لربيع ...
- لا حرية للوطن..ولا تقدّم للمجتمع بغير الديمقراطية


المزيد.....




- زعيم كوريا الشمالية يبعث برسالة لإيران بشأن وفاة إبراهيم رئي ...
- هل أحكمت الشركات الصينية قبضتها على قطاع الطاقة؟
- لقطات تظهر المشتبه بهم في انقلاب الكونغو الفاشل
- الجيش الإسرائيلي: اعترضنا جسما جويا مشبوها من الأراضي السوري ...
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة ليس إبادة جماعية
- سيناتور أمريكي يدق ناقوس الخطر حول احتمالية التخلي العالمي ع ...
- يا شباب العالم اتحدوا
- -شرارة لحرب عالمية ثالثة-.. -بوليتيكو-: قلق أمريكي من اتهام ...
- دقيقة صمت في مجلس الأمن الدولي حدادا على مصرع الرئيس الإيران ...
- إسرائيل تعلن انتشال جثامين 4 رهائن من أنفاق في غزة


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - ..هي ذي فلسطين الصابرة.. تفيض دما ودموعا