أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - دم على اصابع البابا














المزيد.....

دم على اصابع البابا


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 19:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كشفت زيارة الرئيس التركي، امس، الى حاضرة الفاتيكان، عن علاقات حميمة بين الطرفين، ظهرت في الاهتمام المسيحي بهذا الرجل ونوعية الهدايا التي تبادلها الرئيس اردوغان مع البابا.
فما سر تعلق الفاتيكان بتركيا؟ وما هي المصالح المشتركة بين بلد يمثل اقصى التطرف المسيحي، مع رجل نصب نفسه كممثل لاقصى التطرف الاسلامي؟

بالتاكيد ليست زيارة عمل، ولا تواقيع على عقود، ولا مناقشة اسعار النفط.. ، فلا الفاتيكان بحاجة الى صفقات مع تركيا، ولا تركيا تحتاج دولة تكاد تكون بحجم قصر اردوغان الجديد. فلماذا الزيارة، ولماذ هذه المصافحة الحارة، التي بدت كما لو انها تعتصر بين كفيهما بقايا طفل عفريني، وكان قطرات دمة تنزل من كفيهما لتلطخ رخام الكنيسة.

الذي يجمع بين الدولتين هو ابعد من علاقات اقتصادية، او بروتوكوليه، او حتى لاهوتيه. الذي يجمع بينهما هو مصير واحد، وتاريخ من الكفاح المشترك في خندق الدين، مقابل خندق التطور والعلمانية والحضارة الانسانية الحديثة. الذي يجمع بينهما هو توافق مبدائي بين سجل الدولة العثمانية بحق الشعوب، وسجل الكنيسة منذ العصور المظلمة.

فاردوغان في الحقيقة لا يخفي "عثمانيته" بل لا يكتفي بالتشبه بالسلاطين الاوائل، بحركاته الجسدية، وقصوره الباذخة، وانما يتبنى فكر الغزو والتوسع الجغرافي، ويثقف مريديه على نيته احتلال شمال سوريا وشمال العراق، وحتى في التمدد باتجاه مصر، مذكرا بانها كانت يوما ما ولاية عثمانية.

ليس المهم ان البابا وضع يده بيد الرجل الذي تحرق دباباته وطائراته بساتين الزيتون، في تلك اللحظة، دون خجل من الكاميرات، وفلاشاتها التي تبرق على الوان الايقونات المذهبة، وتماثيل عيسى المسيح وزينة الجدران المزخرفة، بل الاكثر اهمية هي الهدية التي قدمها البابا لشخص اردوغان، وهي تقليده وسام السلام (؟) رغم ان هدية اردوغان له كانت لوحة تمثل مدينة اسطنبول واكثر ما يشغل مساحة في اللوحه هو مسجد اياصوفيا الشهير، الذي كان كنيسة وحوله السلطان العثماني الى مسجد نكاية بالفاتيكان.

وهل يحتاج رجل داخل في غزو، لارض دولة جارة، لاكثر من وسام السلام؟ من اجل مباركة قواته الغازية؟ وشرعنة عملية الغزو؟ لا اعتقد ان البابا فرنسيس الاول يجهل الاحداث السياسية لهذه الدرجة، وما يدور في الشرق الاوسط من احداث دموية متسلسلة، ودور تركيا فيها. او انه فاته ان يدرك هذه الحقيقة، ولكن ذلك كان تصرف عن وعي، وحرفنه، واختار الهدية وهو يعنيها.
كما لا اعتقد، كذلك، ان البابا لم ير الشريط الذي نشرته جماعات جبهة النصرة الارهابية، المنضوية تحت راية اردوغان قبل ايام، وهم يسحلون جسد الشهيدة بارين كوباني، ويدعسون على ثدييها المقطوعين مكبرين بهتافات التكفير "الله اكبر"، فالبابا رغم مزاجه الرقيق، الذي يذكرني بمحرمة كلينكس، الا انه ليس مغيبا عن العالم الى هذه الدرجة..

عفرين هي الواحة المستقرة الوحيدة في بلد يحترق، منذ اندلاع الحرب الاهلية قبل 7 سنوات الى الان، وهي التجربة الحديثة لمجتمع شرق اوسطي متعدد الثقافات والقوميات والاديان، ويؤسس لنظرة مستقبلية جديدة في الشرق، لابد ان تكون قاسم مشترك بين التكفيريين الاسلاميين والمسيحيين.

رجال الدين، والمتاجرين به، هم فئة واحدة، مهما اختلفت اديانهم ومناسكهم، الا انهم يقفون على الدوام في معسكر واحد، معسكر لمحاربة قوى التحرر الانساني وقيم العدالة.

حسين القطبي



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلوة يا زلمة
- العبادي يتصرف كسلطة احتلال في كوردستان
- كوردستان اليوم اقرب الى الاستقلال من اي وقت مضى
- السبب وراء وقف اطلاق النار
- وتعاونوا على الاثم والعدوان
- يلطمون على الحسين.. ويرقصون مع يزيد
- ماذا استفاد العراق من كوردستان
- ماذا لو طالب الفلسطينيون باستفتاء
- ما سر العلاقة بين حزب الله وداعش؟؟
- ما السر.. اوربا تكافح النازية.. وتدعم الاسلام
- بين عبد الحسين عبد الرضا.. وياسر الحبيب..
- من الذي يدفع الكورد باتجاه اسرائيل؟
- سانت ليغو.. تعديل ام تحريف؟؟؟
- مقتدى الصدر في السعودية... ساعي بريد لا اكثر
- عمار الحكيم... الخروج من شرنقة الصبى
- استفتاء كردستان وحرب المياه القادمة...
- تخويف الكرد الفيليين من استقلال كوردستان.. لماذا؟
- تركيا اكبر المتضررين من عزل قطر
- كوردستان والتجربة القطرية
- الهزة التي احدثتها ايفانكا ترامب في السعودية


المزيد.....




- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟
- وفاة طبيب بارز من غزة في سجن إسرائيلي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - دم على اصابع البابا