أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - نشيد للفرح الأخير














المزيد.....

نشيد للفرح الأخير


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


يا حبيبي
قمرٌ في شفتيكْ
وأنا ليلٌ مسجّى بين كفيكَ, وقلبي
طالعْ من سنبلِ الحزن شتاتاً, فلتلملم بيديكْ
بيدرَ القلب, وها منجلُكَ اللامع في الشمسِ
أَمِلْـه باتجاهي
ولتكن سلَّمَ إنشادي لأرقى
لغةً خضراءَ, أو أدخلَ في كينونتي بعد متاهي
شاسعٌ قلبي كقلب البحر إذ ينبض فيه الماءُ,
أدعوكَ لنستأصلَ هذا الزهـَرَ اليابسَ
من صدر الزمانِ
بينما ننسجُ صبحاً من عصافيرَ
وأطفالاً لهم زهرةُ عمرينا
لهم نافذةٌ يدخل منها حلمٌ لا يشتهيهِ الموت
لا يقطفه سيفٌ و لا صيفٌ يدانيه
وفيه نرفع الكونَ على سرجِ حصان
فإذِ الرحلة برقٌ تعرجُ الأرواحُ فيه
وإذِ الأسرار كشفٌ
وإذِ الخيل على برّ الأمانِ


جرسٌ قلبك فاقرع في قباب الكون
يا أزهارُ يا أحجارُ يا عشبُ ارقصوا
هذا أوان الرقصِ في الدمِّ
وهذا زمن يرضعُ من وكرِ الأفاعي
إنه قافلة الأشباح في ليل جنازات
على أكتافنا نحملها والحبّ لا يحملنا,
يا ليلُ هذا جرسُ الموت فخيّمْ
علّنا نهربُ من إنشادِهِ
والموتُ في داخلِنا يقرعُ أجراساً نلبّي ما نلبّي
فإذا نحن يتامى ودراويشُ على
بوّابةِ الأفراحِ نستجدي فلا نُعطى
ونُعطى قمراً يلعبُ أطفالٌ على أسواره
فإذا هم مظلمونْ
موتُ! سبحانكَ إذ تبسط كفّيك تسمّينا عبيداً لكَ
يسعَوْن زرافاتٍ وفيهم حكمةٌ يغزلها نولُ الجنونْ
ولهم ما يشتهونْ
موتُ! سبحانك… هل تفتح ينبوعك من بين صخورِ
الزمنِ الأصفرِ إذ نحلم فيها أن نكونْ
نـهَراً تعبرُه النسوة إذ يحبلنَ بالشمسِ
فينجبن مرايا نتقرّى خلفها ما يرسمُ الحلمُ
نرى أنّ زماناً مجهضاً يولدُ
مقطوعَ الذراعينِ ومقصوصَ الجناحين
ومفقوءَ العيونْ...


أيها الوجه الثنائيّ الهلاميّ الرماديّ...
أضئني ما تشأْ واسكبْ على قلبيَ خمراً يشتعلْ,
وافرش له مهداً من النار ليغفو فوقه,
علّ الثعابين التي كنت تربّيها بهِ تخرجُ
علّ الإثم ينحلّ فأنسلّ وأعلو ثم أعلو
وأظلّ الواحدَ المفردَ في مملكةِ الحزنِ المهيبِ
يا حبيبي لكَ غصنٌ ذهبيٌّ
لك وجه ملكيٌّ فاحكمِ الآن عليّْ
إنه شوقٌ إلى زهرة عدلٍ
في تويجاتِ يديها
يرتمي القلب الذي أحرقته بين يديّْ
سمِّ هذا الموت موتاً
لا تسمّ الشجرَ اليابسَ أخضرْ
لا تسمِّ القمرَ النازفَ أبيضْ
لا تسمِّ الجوع خبزاً
وقبورَ الكونِ معرضْ
وإذا ما سقط العالم فانهضْ
واتّخذْ زاويةً قرب جدارِ الحقّ واحكم ما تشاءْ
إنّ عدل الأرض تمحوه السماءْ...


يا انزراعَ السّيفِ في ظهري
بزوغ الدم من صدري
أهذا آخر النهر ِ
وهذا آخر الأولِ ؟
يا أوّل كفـّين على صمتهما نمتُ
وإذْ قمت تأخـّرت عن الحبِّ
فأرخيتُ سماءً فوق قبريْنا وصلّيتُ لروحينا
لطفلٍ لم تلد مثله أنثى من إناثِ الحيِّ
واريت ظلالَ الفرحِ المنهارِ
في وادي اللظى غنيتُ ما غنيتُ يا...
يا ليل خيِّم عليّـا
ودَعْ هنـا شفتيّـا
على جدارْ كئيبٍ
تقبّـلان لهيبـاً
أشعلــتُه بيديّـا
يا ليلُ خيّـم عليّـا
لأستعيدَ رمــاداً
نسجتُ منه الرؤيا
وقلت تنمو فأنمو
كنخلةٍ في ذراها
أشعُّ جرحـاً شهيّـا
يا حبيبي
هل تجيء الآنَ ؟ في ساقيك خلخالٌ
يدلّ الجسدَ الدامي عليكْ ؟
فأغني لك –
لم تصغِ إلى موتي
ولم تكسرْ جدارَ الليلِ
هذا آخرُ الأشياءِ هذا
والبدايات التي تلبسني
وسؤال في دمي يشعلني...
/ قمرٌ أم حجرٌ في شفتيكْ ؟
زهرةُ العدلِ أم الشوك يغطي ركبتيكْ ؟ /
يا حبيبي
ورفاةُ الكون في قلبي,
لنشعلْ شمعة الجنّازِ
ولندفن رفاة الكون فينا
ولنرتّـلْ له ترتيلاً حزينا:
يا ظريف الطّول ميّلْ
عندنا ظلٌّ لطولِكْ
عندنا بيدٌ فخيِّلْ
وأقِمْ مجدَ صهيلِكْ
عندنا شمسٌ فأقبِلْ
وثمارٌ لفصولكْ
زغردِ الآن وهلِّلْ
آن ميعادُ حلولِكْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً
- القصيدة في الطريق إليكم
- عويل في جنازة شرقية
- ختامها يوسف
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة
- محاولة قراءة جديدة في شعر نزار قباني الحلقة الثانية *
- قصائد قصيرة
- حلقة أولى من سلسلة دراسات نقدية عن تجربة نزار قباني
- صحوُ القصيدة
- حِوَارٌ مع المفكّر السّوري د. برهان غليون


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - نشيد للفرح الأخير