|
قطعة سكر واحدة
فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 09:32
المحور:
بوابة التمدن
كانت مَهمتي أن أذيبَ السُّكرَ حتى تخفَّ وطأةُ الأشياءْ، لكن عتمةَ العنابرِ وانكسارَ العصا في يد موسى جعل تقليبَ السِّكر مهمّةً شاقّة.
قطعةٌ واحدةٌ حتى يظلَّ المُرُّ مُرًّا والنوارسُ نوارسَ لا تُخطئُها الأعينُ مع الملاكِ الصموتْ الذي يهبطُ كلَّ مساءٍ عند الأسِرّة الباردة كي يمسحَ بيديه الطيبتين دموعَ البناتْ.
قليلاً من السُّكرِ فمرارةُ القهوةِ ضرورةٌ لتعادلَ كوميديا الأخطاءِ التي يرتكبُها قدرٌ أهوجُ وعبثُ العشاقِ الذين يجيدون تعذيبَ الحبيباتْ.
القهوةُ لابد أن تكونَ في كوبٍ زجاجيّ شفافٍ مثل قلبٍ كسير الفناجينُ الخزفيةُ مُريبةٌ تحجبُ لونَ البنِّ في طبقاتِه.
اللونْ الذي يُشبه صوتَ فيروزَ حين تنادي "عاقدَ الحاجبيْن" الذي عيناه البنيّتان تسرقانِ ضوءَ الشمسْ حين تحنو على العاشقيْن عند الغسقْ تحت الصفصافةِ المشقوقة.
مرِّنْ يُمناكَ على تحريكِ الملعقةِ دون أن تتناثرَ رغوةُ القهوة على ملابسِكْ ودرِّبْها على مُصافحةِ الفراشاتِ الملوّنة من دون أن تكسرَ رُسغَها النحيلَ أو تُهرِقَ ألوانَها على ضريحِ الأوراقْ تعلَّمْ أن تقرأَ الحزنَ في عينيها واحذرْ وعيدَها فللفراشةِ قانونٌ لا يخلو من قسوةٍ حتى وإن رفلتْ في ألوانِها.
الضرورةُ الشِّعريةْ جعلتْكَ تشطبُ الياسمينةَ البيضاءْ التي كانت تنمو على سورِ الحديقةِ في غفلةٍ من سكّان البيتْ وجعلتِ الراقصةَ الخُلاسيةَ تلفُّ وتلفُّ دون توقّفْ في دوائرَ ثابتةِ القُطْر رغم آلامِ العصبِ وأنين المفاصل.
أما قيودُ الخليلِ الفراهيدي فأنبتتْ للفراشةِ أجنحةً جديدةً فطـــارت.
أما الطبيبُ الطيب فخرج من بين مرضاه ليشقَّ العصا كما شقّها النبيُّ موسى فصار لزامًا عليكَ أن تذيبَ السُّكرَ في كوبي كتمرينٍ يوميّ وصارَ لزامًا عليّ أن أنكفئَ على كُثبِ الرملِ في انتظارِ أن يمرَّ البحرُ.
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يتصيّدُنا الُمحتسبون؟
-
ڤان ليو …. صائد الجميلات والفرسان
-
لماذا الساخر؟
-
!احنا آسفين يا مُغير
-
أشوف فيك يوم يا نبيه!
-
أنا أسخرُ …. إذن أنا موجود
-
|حروب عادية | اللص الذي سرق الله| أشرف ضمر
-
أخي المسلم السويّ هذا المقال ليس لك
-
لماذا كانوا وسيمين؟ لماذا كنّ جميلات؟
-
احنا عايشين في نار يا ريّس
-
طفولةٌ أم جنون أم كفر؟
-
على شط القناة: الصمتُ في حرم العمل... عملٌ
-
زورق
-
على شط القناة: الصمتُ في حرم العمل... عمل
-
خنجر في ظهر مصر
-
ماذا لو ظهر ابن رشد اليوم؟
-
الشيخ كريمة وخفّة ظِل المصريين
-
جميلةٌ من صبايا مصر
-
ماذا تفعل لو كنت البابا؟
-
فاتحةُ القرآن، والصلاةُ الربانية
المزيد.....
-
موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر
...
-
ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟
-
لماذا -تتناقض- مواقف إدارة بايدن تجاه أوكرانيا وغزة؟.. مسؤول
...
-
فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- للمحكمة الجنائية الدولية
-
محاكمة ترمب في القضية الجنائية غير المسبوقة تدخل مرحلتها الن
...
-
مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح
-
كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح
...
-
الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف
...
-
مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
-
بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
المزيد.....
-
حَمّاد فوّاز الشّعراني
/ حَمّاد فوّاز الشّعراني
-
خط زوال
/ رمضان بوشارب
-
عينُ الاختلاف - نصوص شعرية
/ محمد الهلالي
-
مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة
/ فاروق الشرع
-
صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9
/ ريبر هبون
-
صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8
/ ريبر هبون
-
صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7
/ ريبر هبون
-
صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6
/ ريبر هبون
-
صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5
/ ريبر هبون
-
صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4
/ ريبر هبون
المزيد.....
|