أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - العملة النقدية الجديدة ... ليست الحل لتقليص الكَم الورقي النقدي المتداوَل














المزيد.....

العملة النقدية الجديدة ... ليست الحل لتقليص الكَم الورقي النقدي المتداوَل


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 18:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أصدَرَ البنك المركزي العراقي العملة الورقية النقدية الجديدة من فئة (50000 – خمسين ألف دينار)، ومعلوم للمتخصصين بالشؤون النقدية والمالية خاصةً والاقتصادية عامةً، إنّ هذه الخطوة "إصدار العملة الجديدة" جاء للتخلص من الكَم الهائل من النقد الورقي المطروح للتداول ... إنها خطوة إيجابية، ولكن علينا نحلل تلك الخطوة من النواحي الاجتماعية – السياسية والنقدية – المالية.
فعلى الصعيد الاجتماعي - السياسي، نلاحظ إنّ العملة الجديدة، ما هي سوى ﮔ-;---;--ـــاليري مُصغَّـر (صالة عرض للوحات الفن التشكيلي) يَجمع "بصورة مضغوطة" بين ما هو قديم من حضارات ما بين النهرين وما هو حاضر، وهذه حالة غير موفقة، إذ إنها تعكس مكونات إجتماعية قائمة بذاتها مع طبيعة حياتها وشواخص جذورها التاريخية، وحقيقة تلك الصورة تُظهِر ما يدور من مكنونات في ذهنية قوى المحاصصة الطائفية والأثنية، أي إنها تقف بالضد من مبدأ المواطنة وبالتالي تؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي الوطني. مع إحترامي للفنان التشكيلي المصمِّم، كان يجهل التأثيرات السلبية، للوحته النقودية، على الواقع الاجتماعي – السياسي.
في الجانب النقدي – المالي: عندما قرّرَ الحاكم المدني (برايمر) إصدار العملة الجديدة، هَل تصرّف بناءً على توجيهات الادارة الأمريكية، وهل بادر خبراء البنك المركزي العراقي بابداء آرائهم حول القيمة الاسمية للدينار العراقي الجديد!؟ ... لقد كلّفت طباعة الكم النقدي الورقي لفئات الدينار المختلفة آنذاك، على ما أتذكر، 176 مليون دولار. لدينا مثالان للمقارنة، أحدهما يتعلق باصدار الدينار الجديد ما بعد 2003، والثاني يخص الكتلة الكبيرة من الأوراق النقدية:
المثال الأول – عندما إجتاح دكتاتور البعث دولة الكويت وإستولى على كل شيء بما في ذلك خزائن البنك المركزي الكويتي، أخذت حكومة الكويت تمارس نشاطها في المنفى " السعودية" وتؤدي إلتزاماتها المالية حسب القيمة الاسمية للدينار الكويتي (3,1 دولار)، والسبب يعود في ذلك إلى الالتزام الدولي الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاجتياح بما فيها الحفاظ على القدرة الشرائية للدينار الكويتي. إذن، لماذا لم يقم الحاكم المدني برايمر باعادة القدرة الشرائية للدينار العراقي كما كانت عليه سابقاً (3,3 دولار)!؟ ... معلوم للجميع، إن إرتفاع القوة الشرائية للعملة النقدية الوطنية لايتحدد فقط بغطائها من الذهب والعملات الصعبة، بَل بزيادة الطلب عليها في سوق التداول، ولكن هذا الطلب كان ضعيفاً بسبب صِغَر المكافيء النقدي للدينار العراقي مع ما يعادله من العملات الصعبة.
المثال الثاني – ما حصل في تركيا من تضخم بالاقتصاد التركي، ألذي إنعكس على القدرة الشرائية لليرة التركية، بحيث أضيفَت ثلاثة أصفار للعملة النقدية في البداية، وأدى ذلك الاجراء إلى إرتفاع معدلات التضخم، مما أجبرَ البنك المركزي التركي إلى حذف ستة أصفار/ بحيث تحول المليار ليرة إلى ألف ليرة/ وهذا ساعد على تحفيز الطلب على العملة المحلية. وعليه، فانّ إصدار بنكنوت جديد/ مع أربعة أصفار/ لن يحل كامل المشكلة في السوق العراقية، إنما يكمن الحل بالغاء العملة السائدة واصدار عملة معدنية وورقية جديدة من دون أصفار(الألف دينار تصبح دينار واحد ... وهكذا) وهذه الخطوة لا يمكن تنفيذها في الظروف الراهنة بسبب الضائقة المالية .
مثلما تُدرِك إدارة البنك المركزي العراقي، إنّ الكم المطروح من مختلف فئات العملة الوطنية يوازي قيمة السلع والخدمات في السوق ... يستلزم طرح العملة الجديدة من فئة (خمسين ألف دينار) للتداول، سَحِب ما يعادلها من الفئات النقدية الأصغر من السوق توخياً للحفاظ على الكم النقدي المتداوَل. وكذلك يجب على وزارة المالية إصدار قرارات صارمة تمنع التعامل بغير الدينار العراقي في السوق العراقية.





#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع المالي الحرج ... وتردّد الحكومة باتخاذ الحلول السريعة
- التخطيط وحالة الاقتصاد العرقي
- تصاعد وتائر الاحتجاجات الجماهيرية والأزمات السياسية والاقتصا ...
- الشفافية الدولية ومكافحة الفساد
- السلطة القضائية ... الاقطاعية المُغلقَة .... وحكومة الأزمة - ...
- إنهيار الدولة ... إفلاس الدولة ... حكومة الأزمة
- ما بعد الانتصار على داعش ... المستقبل المنظور
- الطلبة المبتعثون ... وأسعار الأطاريح ... إحدى صوَر إنهيار ال ...
- و لِمَ لا يعقد العراق إتفاقية تعاون إستراتيجي مع روسيا!
- الانفصال ومقدماته ... وعفن الاتفاقيات السرية!؟
- بريكس ... المجموعة الاقتصادية القادمة
- آثار نينوى وطائرات التحالف الدولي!
- حتى المغول لم يفعلوا ما فعله أوباش العصر بحضارة نينوى!
- ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟
- القطاعان العام والمختلط ... ورخص الاستباحة
- القطاعان العام والمختلط ... ورُخص الاستباحة
- بصدد الاقتصاد التعبوي ... توضيح وإضافات
- الترييف والعشوائيات ... معاناة المدن العراقية
- الاقتصاد التعبوي ... الحل الأمثل لحل الأزمة المالية في العرا ...
- الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية ...


المزيد.....




- اقتصاد إسرائيل ينكمش 1.4 بالمئة في الربع الأول 2024
- روسيا تدخل في قائمة أول عشر دول  من حيث النمو الاقتصادي في ا ...
- هكذا ينتعش اقتصاد الحرب في غزة
- هل يزيد تركيز الصين على التصنيع من مخاطر الحرب التجارية؟
- تحديث الواتس الذهبي (جولد ??????????) .. كل ما لا تعرفه من ا ...
- هل تقوى إسرائيل على إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا؟
- -بلومبرغ-: أسواق الأسهم حول العالم تحقق مستويات قياسية
- وزير محتمل للخزانة الأميركية -قد يقلب الموازين-.. من هو روبر ...
- إيران تعتزم زيادة صادرات صناعاتها العسكرية بنسبة 50%
- خبير يعلق على صفقة كبرى مع الإمارات فتحت شرايين الاقتصاد الم ...


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - العملة النقدية الجديدة ... ليست الحل لتقليص الكَم الورقي النقدي المتداوَل