أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - بير رستم - حزب الإتحاد الديمقراطي؛ من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطية البراغماتية.















المزيد.....

حزب الإتحاد الديمقراطي؛ من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطية البراغماتية.


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 09:55
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


 

الأحزاب والشخصيات الراديكالية والثوروية تعرف بخطاباتهم النارية ومنها ما كانت خطابات _وربما ما زالت_ لبعض قيادات المنظومة العمالية الكوردستانية حيث "تخوين الغرب الإمبريالي الأمريكي" وكل المتعاونين معه من القوى والأحزاب والشخصيات الإقليمية والكوردستانية وقد كانت تلك الخطابات الأيدلولوجية الثوروية وفي الكثير من الأحيان سبباً للتوترات الداخلية بين الأطراف الكوردستانية وكذلك في تحشيد الشارع وبث الإحتقان والتجييش العاطفي الثوروي .. طبعاً لم تكن منظومة العمال الكوردستاني هي الوحيدة التي تمارس هكذا خطاب أيديولوجي ثوروي لمخاطبة الشارع، بل سبقتها كل من القوى اليسارية العربية والتركية وحتى بعض القوى اليسارية الكوردية، لكن أستطاعت منظومة العمال الكوردستاني من خلال هذا الخطاب الحماسوي والذي دعم بقرار الكفاح المسلح أن تخطف الشارع الكوردي من قوى اليسار الكوردية الأخرى و"الأقل ثوروية" مقارنة بالمنظومة العمالية التي رفعت من سقف الثوروية إلى درجة يمكن القول؛ إنها أسست لنفسها "مدرسة ثورية" _أو بالأحرى ثوروية_ خاصة بها وكإحدى أفرع اليسار والماركسية العالمية بحيث باتت "الأبوجية" كالغيفارية أو الماوية لها ما يميزها عن رفيقاتها من التيارات الثوروية الأخرى.

ولكن وبعد التجربة الأخيرة للمنظومة العمالية في سوريا ومن خلال فرعه أو ذراعه السوري _أي حزب الإتحاد الديمقراطي_ وخاصةً بعد التجربة الكوبانية ودخول "داعش" إلى قلب المدينة الكوردية وتدميرها بشكل شبه كلي والتي كادت أن تسقط بالكامل لولا دخول القوات الدولية والبيشمركة على الخط مما أوجب على العمال الكوردستاني أن يتعامل مع الواقع والمستجدات الجديدة بعقلية أخرى أكثر براغماتية وإنفتاحاً على الآخر وبلغة ربما تكون غريبة، وليس فقط جديدة، على المنظومة العمالية الكوردستانية حيث قبلت من جهة الشراكة _فيفتي فيفتي_ مع المجلس الوطني الكوردي وهي التي كانت ترفض أساساً مبدأ هذه الشراكة وكانت تذكرنا دوماً بتجربة إقليم كوردستان وبأنها (تجربة فاشلة)؛ كونها قائمة على تلك "الشراكة الفيفتاوية" ولذلك كانت تتحجج بالرفض والدعوة إلى الإنتخابات .. أما مسألة قبول دخول قوات البيشمركة إلى كوباني وكذلك مسألة "الإمتثال لإرادة هولير" فكانت تلك من (عظائم الأمور) ولا يمكن للعقلية الأوجلانية تقبلها بأي شكل من الأشكال حيث هي لها "تاراتها مع البارتويين" وإقليم كوردستان (العراق)، بل ومع شخصية الرئيس مسعود بارزاني وكلنا يتذكر شعارات تلك المرحلة وما كان يقال بحق البارزاني.

وهكذا فقد أستثمرت الأوجلانية بعض تلك الشعارات الثوروية أكبر إستثمار في خدمة مشروعه السياسي وأستطاعت خلال مسيرته النضالية أن يكتسح الساحات الكوردية وأوربا ويصبح أحد أصعب الأرقام السياسية في المعادلة الكوردية، إن لم نقل أصعبها وأكبرها على المستوى الجماهيري وذلك على الرغم من شعبية التيار القومي التقليدي تاريخياً والمتمثل في البارزانية والأحزاب الديمقراطية الكوردستانية وكانت كفت الأخيرة ترجح سياسياً في لعبة التوازنات الكوردية كونها تملك أصدقاء إقليميين ودوليين لهم وزنهم الدولي وعلى الأخص أن الإقليم بات يتمتع بحماية دستورية ويمتلك خزان إحتياطي كبير من النفط الخام وهي تقع تحت يد الإدارة الكوردية و"البازانيين" تحديداً.. لكن التطورات الأخيرة في المنطقة وتحديداً سوريا وهيمنة حزب الإتحاد الديمقراطي على المناطق الكوردية الثلاث (كوباني وعفرين وقامشلو) والتي هي مناطق حيوية من حيث الموارد والطاقات البشرية وكذلك الزراعية حيث في عفرين ما يزيد عن ثلاثة عشر مليون شجرة زيتون وهناك كوباني والجزيرة التي تعطي لسوريا كميات وافرة من القطن والحبوب وكما أن حقول النفط باتت تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكوردية. وبالتالي أصبح الكورد في سوريا هم الآخرون رقماً كما كورد (العراق) ويجب التعامل على الأرض مع الواقع الموجود _غربياً وأمريكياً_ مع حزب الإتحاد الديمقراطي.

طبعاً هذا التغير في عدد من الظروف والمعطيات والقوى الفاعلة على الأرض، أجبر الكل على تغيير عدد من تكتيكاته السياسية؛ فكما غير الغرب وأمريكا وحتى إقليم كوردستان خطابه ومقاربته لمنظومة العمال الكوردستاني فإن الأخيرة هي الأخرى غيرت الكثير من سلوكياتها وسياساتها الداخلية والخارجية _ونقصد بالداخلية مع باقي الأطراف الكوردية؛ مثل المجلس الوطني الكوردي وكذلك مع قوى المعارضة السورية_ حيث باتت اللغة الديبلوماسية تحل رويداً رويداً في الخطاب السياسي للمنظومة وخاصةً لبعض القيادات السياسية داخلها، بل بتنا نلاحظ بأنه أصبحت لدى المنظومة العمالية القدرة على إمتصاص بعض "الصفعات السياسية" كالتي تلقتها مؤخراً من أمريكا حين رفضت تأشيرة الدخول للسيد صالح مسلم بالدخول إلى أراضيها حيث (كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن الحكومة الأمريكية رفضت إعطاء تأشيرة زيارة لصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي. وذكرت الصحيفة أن “مسلم” كان من المفترض أن يزور الولايات المتحدة لإلقاء خطاب دعاه إليه مركز أبحاث “The Carnegie Endowment for International Peace” في واشنطن). ورغم هذا الإجراء القاسي بحق الحزب ورئيسها فإننا لم نجد أي تعليق من حزب الاتحاد الديمقراطي على تلك الخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة الاميركية، بل ولم يصدر عن الحزب أي توضيح بخصوص القضية.

وربما كانت هذه السياسة الجديدة مفاجئة للبعض حيث المنظومة معروفة بردودها العنيفة على قضايا ومسائل أقل بكثير من تلك وحيث من المعروف عن الأخلاق الثوروية هو رد "الصفعة" بواحدة أقوى منها وخاصةً أن هناك روح معنوية عالية بعد الإنتصارات التي حققتها قوات الحماية الشعبية والمرأة وبمؤازرة من كل من القوى الدولية والبيشمركة وبعض فصائل الجيش الحر وبالتالي كان الظرف مناسباً لإستثمار المناسبة في تحشيد المزيد من التشحين العاطفي الثوروي في الشارع السياسي الكوردي الأوجلاني .. لكن الحزب وبطريقة براغماتية تعامل مع القرار الأمريكي التعسفي والذي لا يخلو من مبدأ سياسة المهادنة مع تركيا وكنوع من "تطييب الخاطر" برفض منح تأشيرة الدخول للسيد صالح مسلم وقد جاءت كذلك تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أمس الثلاثاء أن واشنطن؛ "لن تعترف بأي منطقة حكم ذاتي في أي مكان في سوريا" في ذات السياق المهادن لتركيا وحكومتها وكذلك _ومرة أخرى_ كان الرد الكوردي، "للمنظومة العمالية"، ناعماً ديبلومسياً رغم إن التصريح الأمريكي كان صادماً وخائباً للشارع الكوردي فكان الرد العمالي مسالماً إن لم نقل سلبياً بالمعنى الثوروي المعروف عن المنظومة. 

وهكذا وبرأي فإن كل تلك الردود والإمتصاص جاء من أمرين؛ أولاً_ أن حزب الإتحاد الديمقراطي بات قوة سياسية كوردية لا يمكن تجاوزها وهي مدركة لهذا الشيء وبالتالي عليها أن تتفاعل مع السياسات الإقليمية والدولية بعقلية براغماتية ديبلوماسية وليس بعقلية حزب سياسي ثوروي يمتلك قوة عسكرية وهكذا فهي لم تعد فقط حركة ثورية راديكالية مسلحة، بل تقود مرحلة تاريخية. والنقطة أو الجانب الآخر، وكعامل مهم في العقلية الجديدة للمنظومة، هي أن ما حققتها من إنتصارات ونجاحات على الأرض قد أعطتها الثقة اللازمة لتستوعب أن لعبة السياسة هي تحتاج للهدوء والحكمة أكثر من إحتياجها أحياناً لقرقعة السلاح وأن ليس صحيحاً دائماً بأن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، بل إن صوت العقل يعلو فوق كل الأصوات وكذلك علينا أن لا ننسى؛ بأن المنتصر يتعامل دائماً بطريقة وسياسة أكثر إتزاناً وعقلانية مع القضايا الإستراتيجية والحيوية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوباني.. متحف!!
- أزمة الخلافات بين بغداد وإقليم كوردستان.
- الكورد وحركة التاريخ.
- حكايات (5) الكورد.. عنصريون!!!
- كوردستان (سوريا)
- كوردستان (سوريا) ..مشروع سياسي للعمال الكوردستاني.
- نعيق الغراب.؟!!
- كوردستان؛ الدولة القومية.
- كاريزما البارزاني.
- رسالة.. للإتحاد الوطني الكوردستاني.
- حروب مذهبية  .. أم ثورات شعبية؟!!
- الكوردي.. كائن مسلوب!!
- الكوردي المتحزب
- الحريات ..وخطاب الممانعة كوردياً!!
- صلاح الدين الأيوبي ..والتأسيس للدولة الكوردية .؟!! (3)
- كوردستان سوريا.. بين الوهم والواقع!
- سليم بركات.. هل يكون الحلاج الكوردي
- سلوكيات الأحزاب والكتل السياسية الكوردية (2)
- سلوكيات الأحزاب والكتل السياسية الكوردية(1).
- موقف العمال الكوردستاني


المزيد.....




- بيان الحزب الشيوعي العراقي: إجحاف آخر بحق ثورة 14 تموز 1958 ...
- تجاهلت الحشود سؤالها.. عجوز بريطاني بين متظاهرين دعما لفلسطي ...
- بوتين يضع الورود على نصب تذكاري لجنود سوفييت قضوا دفاعا عن ا ...
- رئيس المكسيك ينصح بقراءة دوستويفسكي وتولستوي ولينين
- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...
- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت


المزيد.....

- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - بير رستم - حزب الإتحاد الديمقراطي؛ من الماركسية الثوروية إلى الديمقراطية البراغماتية.