أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كمال محمد علي - قراءات في الفكر العربي و الاسلامي ج3















المزيد.....

قراءات في الفكر العربي و الاسلامي ج3


كمال محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 23:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل التطرق عن كيفية ظهور و نضج أفكار المعتزلة لابد التطرق بشكل سريع عن الاوضاع الاجتماعية و السياسية التي رافقة هذه الافكار . القرآن, لم يتجاهل العقل ولم ينكر وظيفته كأداة للتفكير , لكن الى مدى يسمح للعقل أن يذهب في اكتساب المعرفة بنفسه , هذا ما سنحاول التطرق له لاحقا .
كان معاوية من الجرأة في مواجهة الرأي العام , بحيث أقدم على قتل فريق من كبار صحابة, الذين يشكلون خطر على سلطته وان كانوا من المقربين ل محمد امثال ( حجر بن عدي ) و أوجد مبدأ التوريث في الخلافة , و هذا اوجد جدال داخل المجتمع و أفكار عديدة , أذ اللذين يوالون علي يعتبرون الخلافة حق ( ألهي لعلي ) وأبنائه و باقي الصحابة يرون أن الخلافة حق المسلمين يختارون لها من يجدونه الأصلح . وأقدم على أنشأ دواوين الضرائب و المكوس , في العراق و أيران كانت اللغة المتبعة الفارسية و اليونانية في دمشق و القبطية في مصر .
وفي زمن يزيد بن معاوية ونتيجة الوضع الجديد , قامة في الكوفة ثورة الحسين بن علي , وقد قتل الحسين 680م و من يتتبع الأحداث من قتل عثمان وعلي وحفيد صاحب الدعوة محمد ( لا توجد مسألة التقديس التي عرفها المجتمع العربي و الاسلامي فيما بعد و التي جاءت من اضافات السلاطين و الخلفاء لتعزيز موقعهم الديني من خلال بعض فتاوي رجال الدين الموالين للسلطة واصبحت فيما بعد جزء من السنة المتبعة دون أي نقاش).
وبعد ثورة الحسين , قامة انتفاضة المدينة , والتي كانت تعبير عن رفض لنظام الوراثي الذي يعتبر حدث جديد غير مألوف , وتقف خلف هذا اسباب سياسية واجتماعية حيث يوجد العديد من الصحابة أو ابنائهم من يتطلع ال هذا المركز , بل الاضافة الى انتقال مركز الخلافة الى دمشق , وبعد انتفاضة المدينة تم ضرب مكة و قصف الكعبة نفسها , لتعلن الطبقة الناشئة الجديدة ( شبة اقطاعية عسكرية ) , قيام دولة واساس وجودها مكتمل .
وفي زمن الدولة الاموية قامت , ثورات عديدة , وتم القضاء عليها , حتى في دمشق نفسها , ثورة العبيد في دمشق , في عهد عبد الملك , ويذكر المؤرخين , انهى قائد الجيش قتل العبيد الثائرين احتراما لملكية أسيادهم .
مراكز الحركة الفكرية
كانت مراكز النشاط السياسي والثقافي عرضة للانتقال مع تبدل مراكز الخلافة بين دمشق و بغداد و المدينة , حيث في مكة و المدينة أزدهر فيها علوم : الفقه والحديث والتاريخ , اما في البصرة و الكوفة , التي تأسست الاولى 635 م والثانية 638م , تحولت كل منهما الى مركز حيوي لنشاط الحركة الثقافية , حيث جاءوا الكوفة والبصرة مهاجرين بعد الفتح , بالإضافة الى خبرات اهل العراق الحضرية عبر ميراثها الحضاري لمدن ( بابل وأشور وفارس ) وتأثيرات ( مملكة الحيرة المسيحية ) التي كانت غنية في التسريبات الفلسفية من دراسات الفلسفة اليونانية المتواجدة في الأديرة المسيحية و المدارس الفارسية .
ظلت البصرة و الكوفة من اهم مراكز الفكر الانساني و الاسلامي , بعد أن ظهرت بغداد عاصمة أول اولى للثقافة العربية دون منازع , حيث ظهرت في البصرة و الكوفة , المذاهب الأكثر جرأة وتحررا , كمذهب المعتزلة ومنطلقا لحركات اجتماعية و فكرية كحركة ( القرامطة و اخوان الصفاء ) .
في حين كانت دمشق تتميز بالمناقشات جادة في بعض المسائل التي كانت يثيرها الاحتكاك هناك بين الاسلام و المسيحية , مسؤولية الفعل الانساني من حيث الجبر أو الاختيار ويقول ( دي بور ) لقد تأثر الفكر العربي و الاسلامي بعوامل نصرانية بمذهب الملكانية و اليعاقبة في دمشق , حيث كانت امامهم عقائد متكاملة البناء وكذلك الحال في البصرة , بالمذهب النسطورية و الغنوسطية ( العرفانية) و مدينة الفسطاط ( القاهرة ) مركزا علميا تغلب علية العلوم الدينية الصرف و الحديث و الفقه.
أما بخصوص السلطة , هناك اتفاق على ان السلطة واجبة لمنع الفوضى , دون النظر الى مصدر الايجاب , يدل على ذلك حديث ( الامام الجائر خير من الفتنة ) و الفتنة لفظ مرادف للفوضى , فمع الخوف من حصولها يجب الانقياد الى سلطة لا يشترط فيها العدالة , وتحت هذا النص استطاع يزيد من انهاء ثورة الحسين بن على وقتله .
أن وجوب السلطة , هو رأي الأكثرية الساحقة من متكلمي الاسلام , و يشذ عن ذلك العقيدة الشيعية بالربط بين النبوة و الامامة على نحو يكون فيه الثانية استمراراً او تتميما للأولى . وقد خدمة هذه العقيدة أغراض التنظيم السري لفرق الشيعة , وبوجه خاص الاسماعيلية , لأنها وفرت رابطه متينة بين جمهور الفرقة وقيادتها تعتمد على الصيغة المقدسة للأمام .
وأولى فريق من الخوارج* و المعتزلة برأي مخالف , حيث يرى بعض المعتزلة ( ابو بكر الاصم ) , أن الامامة ليست واجبة لأنها مقدرة بمنع التظالم و حمل الناس على انصاف بعضهم بعضاً . ولدى المقارنة بين وجهتي النظر حول الدولة نجد الاولى يعلق وجودها بوجود الانسان . اما الثانية فيجعل وجودها متوقفا على شرط : يعترفون بالدولة مع وجود العدوان و الظلم وينكرونها مع شيوع العدل و التناصف . وهذا الرأي اذن ليس هو عداء للدولة و الدعوة الى تحطيمها .
بهذا الصدد يتطرق ( هادي العلوي ) عن كتاب تش وانغ تسه حول الدولة , يقول الاخير , اذا لم يدنَس الناس جبلَتهم ولزموا جانب العدل .........فهل من حاجة الى حكومة ؟ وكتاب تش وانغ تسه يسبق الاسلام بأكثر من ألف عام ولكن التماثل بين المذهبين راجع الى وحدة الذهن البشري لأن المسلمين لم يطلعوا على الفلسفة الصينية .
كان علم الكلام الشكل الفكري الاكثر تقدما بين أشكال تحولات الكيفية في المجتمعات العربية و الاسلامية , بدأت حركة هذه التراكمات بعد موت النبي ( محمد ) , صراعاً على منصب الخلافة , صراع على المكاسب المادية التي أتاحها منصب الخلافة في زمن عثمان لبني أمية , ثم صراعا بين علي و معاوية ووصولاً الى أول دولة عربية ( الدولة الاموية) .
بدأ علم الكلام , أول الامر كلاماً في مسألة القدر والذي يعبر عن النقمة الاجتماعية , نقمة جماعات الموالي و العبيد و صغار الكسبة . يرى (دي بور ) أن أحسن عبارة تدل بها على علم الكلام (الجدل في المسائل الاعتقادية )بينما يطلق (هنري كوربان ) اللاهوت الرسمي . وكان صوت حسن البصري وغيلان الدمشقي, أول صوت معارض يرتفع ليتحدى الفكر الرسمي, تحدى جبرية الفئة المسيطرة اقتصاديا و سياسيا. وكانت مسألة , حكم مرتكب الكبيرة و العلاقة بين العقل و الايمان و مفهوم الكلام, الاسلام و الموقف من الحاكم الجائر هي المسائل الاخرى التي شغلت المفكر الاسلامي وتعتبر شكل من اشكال تطور الفكر وتحركه في الصراع الاجتماعي السياسي . ومنتصف القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي ) نشطت حركة التأليف في علم الكلام , كعلم منفصل عن الفلسفة .
الخوارج* : يقولون بعدم حصر الخلافة في علي و اولاده و بعدم حصرها في قريش ,وجب عندهم أن تنتخب الامة كل من تراه جديرا بمنصب الخلافة وليس فقط عزل الخليفة الفاسد بل يجب قتله والامامة ليست ركن من اركان الدين و تسامحهم تجاه البسطاء من غير المسلمين و الغير العرب .
يتبع:
المصادر
T.J .de Boer (تاريخ الفلسفة في الاسلام ) , مستشرق هولندي درس الادب العربي وتخصص في الفلسفة الاسلامية وأرخ لها .
هنري كوربان ( تاريخ الفلسفة ) , مستشرق فرنسي , كان اهتمامه بالفلسفة الإشراقية عند السهر وردي , درس الفلسفة في كلية الآداب ( السوربون ) يجيد العربية والفارسية والعديد من اللغات الاوربية , ذو نزعة ثيوصوفية .



#كمال_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات في الفكر العربي والاسلامي ج2
- قراءات في تاريخ الفكر العربي والاسلامي
- اليسار العراقي ودور الحزب الشيوعي
- الصراع الطبقي والطائفي في العراق و مهام اليسار
- مواقف أحزاب الاشتراكية الديمقراطية الخيانية وول ستريت
- مسيرة مهدي عامل (حسن حمدان ) ....سطور وعناوين وشعر
- سطور و عناوين في مسيرة إدوارد سعيد
- القرامطة في العراق التاريخ المغيب
- اليسار العربي و التراث الاسلامي


المزيد.....




- عبدالله بن زايد يلتقي رئيس القائمة العربية في الكنيست منصور ...
- حزب الله يُعلن مسؤوليته عن إطلاق عشرات الصواريخ نحو الجولان ...
- إسبانيا تخطط إلى جانب عدد من الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلس ...
- مسؤولة أممية: رغم أن العقود الماضية من الاضطرابات لا تزال تؤ ...
- حفارات ذكية وروبوتات لتشييد مبان صديقة للبيئة
- السودان وغزة: -الحزن واحد والجرح واحد وإن اختلفت الأماكن-
- مفاوضات اللحظات الأخيرة تبوء بالفشل..توخل سيرحل عن بايرن
- لقاء مع سعادة السفير احمد الطريفي رئيس قطاع الشئون العربية و ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في عدة مناطق بغزة (فيديوه ...
- -حزب الله- يرد على غارة النجارية بـ50 صاروخ كاتيوشا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كمال محمد علي - قراءات في الفكر العربي و الاسلامي ج3