أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي














المزيد.....

كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 17:20
المحور: المجتمع المدني
    


أستاذ الأدب المسرحي
رئيس الجمعية العربية لأساتذة الأدب المسرحي


نحتفل اليوم بــ لاهاي في المهجر الهولندي بـ((اليوم العراقي للمسرح)) لنؤكد أمرين: عمق الارتباط بالهوية الوطنية وطابعها الإنساني بمدنية وجودنا وبجذورنا التي شادت تراث الحضارة ومنحنتنا منطق العقل العلمي بجماليات منجزه. ولنؤكد في الأمر الثاني وقفتنا الثابتة بالضد من إفرازات ما يجابهنا من تعقيدات طاولت فيما طاولته من آثارها السلبية، مسرحَنا العراقي. ولطالما صادر العقلَ الإنسانيَّ وقمع إبداعاته فعلُ التخلف وهمجية ُالنظم وتقاليد الجهل وأمراضه، فكانت سبباً في تعطيل مسرحنا ومحاولة اغتياله.. إلا أنَّ المسرح كائن حي معطاء بأركانه وعناصر إبداعه ومن هنا فإنه السنديانة الحية التي لا تموت وهو كما العنقاء يعود ويولد من جديد باستمرار.. وهكذا هو مسرحنا العراقي الأصيل.
لقد حفلت مسيرة المسرح العراقي وتاريخه برواد مهمين، لا لمنجزه وطنيا بل للإبداع المسرحي في نصّيه العربي والكوردي وكذلك المساهمة الجدية في الدراما المعاصرة وتطور بنيتها إنسانيا عالميا.. ومن بين قائمة بهية الأنجم لرواد مسرحنا تم اعتمادُ تاريخ لطالما احتفلنا به سنويا لا ليمثل شخصيةٍ مسرحية فذة كيوسف العاني بمنجزها المركب إبداعياً مضمونياً وجمالياً بل ليلخص رمزيا منجز أولئك الرواد ومرحلة النشأة العراقية الأنضج فنيا درامياً، محتفين بهذا المنجز الإبداعي (المسرحي) طوال عقود دامت منذ النصف الأول للقرن المنصرم وحتى يومنا..
إنَّ مسيرة التفكر والتدبر لإطلاق احتفالية سنوية دورية باسم اليوم العراقي للمسرح؛ اقتضتها مكانة المسرح تاريخيا في التراث السومري للعراق القديم والولادة الأولى ببواكير المسرحية العراقية منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ مثلما اقتضتها مهمة استعادة تفعيل الجهود المسرحية الجديدة بما تمتلكه من جذور تاريخية عريقة ومنجز نوعي مميز؛ وهو الأمر الذي تنتظره هذه المناسبة اليوم بجهد استثنائي يمكنه تحقيق هذه الأداة وإطلاق شرارة الفعل وتلبية المطلب..
وفي ضوء مجمل القراءة البنيوية لمسيرة النشأة النوعية للمسرحية العراقية بمرحلتها الثانية تحديدا تم الاتفاق على عدّ يوم صعود الفنان الرائد المجدد يوسف العاني لخشبة المسرح يوما عراقياً للمسرح.. يجري فيه تقديم احتفاليات مخصوصة ومهرجان سنوي يُعنى بتكريم مسرحيينا وتعضيد جهودهم وإعلاء شأنها.عونحن ندرك أن هذا اليوم اعتلى فيه فرسان مسرحنا الرواد الكبار خشبة المسرح وقدموا فيه الانطلاقة الجديدة وما تشكلت فيه الولادة أو النشأة النوعية الأغنى جمالياً بنيوياً..
لقد كان ومازال يوم 24 شباط فبراير 1944 فرصة للحوار في الريادة والخصوصية وطابع هوية مسرحية مجدِّدة ساهمت فيه قراءاتٌ غنية كرَّمت الرائد يوسف العاني واتسعت لتكريم الريادة برمتها وأنجمها الساطعة كافة.. ونحن هنا ندعو من احتفاليتنا هذي بلاهاي لإطلاق موسم عروض مسرحية ومؤتمرات وندوات وسمينارات وجهود تكريمية تتوَّج في اليوم العالمي للمسرح بُعيْد شهر فقط من هذي الاحتفالية بكرنفال مسرحي تكريمي مخصوص.
إننا نتوقع بل نثق بأن مبادرة جدية من مسرحيينا في داخل الوطن وخارجه ستجري اليوم وستزيح عنهم صورة السلبية تجاه أنفسهم ومبدعيهم ويعلنوا اليوم كلمة تحية إلى رواد حركتنا المسرحية توكيدا للوعي بأهمية ولادة الفنان بمجتمعنا وأهمية دوره وخطورته ليس في دفع حركة المسرح وتكريم العاملين فيه حسب بل في إطار بنيوي أشمل على مستوى مسيرة بناء الإنسان ووعيه ومن ثم بناء وجودنا بأسس المعاصرة والحداثة وقيم التنوير والتقدم.
وفي وقت اعتمدنا لاحتفالية اليوم العراقي للمسرح يوم اعتلاء ((عميد المسرح العراقي وفارس المسرح العربي الفنان المبدع الرائد يوسف العاني وزملائه الرواد الكبار)) لخشبة المسرح فإننا نؤكد مجددا ودائما على كوننا نكرّم فيه الريادة بعامة ومنجزها برمته..
دمتم لهذا المنجز وعسى نلتقيكم في الأعوام القابلة باحتفاليات كبرى لمسرحنا العراقي في صالات العرض المسرحي ببغداد وأربيل وفي الوركاء التاريخية حيث أول معلم مسرحي زمن سومر وفي البصرة ومسرحها المطبوع بقيم السلام والتسامح وأنسنة وجودنا وبجميع مسارحنا في داخل الوطن والمهجر.
وبالعودة إلى احتفاليتنا هنا في المهجر الهولندي، اسمحوا لنا في هذا العام أن نفتتح احتفاليتنا في لاهاي بمناسية (اليوم العراقي للمسرح) باستقبال مبدع عراقي طبع منجزه تفاعل واضح بين التجربتين العراقية والهولندية مثلما جسد عمقه وجذوره وانتمائه لتجربته الأم التي جاء فيها وعبْرها. ونحن نثق أنّ احتفاليتنا ستزهو بما جسدته تجربة فناننا المبدع الأصيل صالح حسن كما في منجزه المعرفي النقدي المتخصص مسرحيا واليوم سيشهد ولادة كتابه وتوقيعه مباركين له مجمل منجزه ومتطلعين لمزيد من تلك الإبداعات الجمالية المهمة..
ونحن نحتفل به في المهجر نتطلع إلى نقل هذي التجربة وتجاريب فناناتنا وفنانيننا من مختلف أجيالهم إلى داخل الوطن ليرفدوا المسيرة وليؤكدوا أن نهر العطاء لم ينقطع البتة.. فمن الرائد المبدع الكبير الأستاذ خليل شوقي الذي نتشرف بوجوده مهجريا بيننا إلى الرائد المميز هادي الخزاعي والرائدة المسرحية المعطاءة مي شوقي إلى المبدع الدكتور أحمد شرجي و المبدع الجميل رسول الصغير وليس انتهاء بمبدعنا صالح الذي تنشد احتفالية اليوم له نشيد الألق والفرح والمسرة، جميعهم يمثلون كواكب وأنجم مسيرة مسرحية مهمة وكبيرة..
تحايا لكم جميعا ولاحتفاليتكم ولتكن إلى جانب احتفاليات مسرحية أخرى تجري اليوم بهاء المهرجان الكرنفالي بمناسبة اليوم العراقي للمسرح.. إنه يومكم الذي يعالج جراحات العراقيين ويتنوع بمنجزه بتنوع الطيف العراقي.. بمسارحه العربية والكوردية والتركمانية والسريانية وبجماليت غنية المضامين رائعتها..
أختتم بالتهنئة بفلاح نور الثقافة وجمالياتها على ظلام العنف وتخريبيته .. وكل عام وأنتم بخير وبمزيد إبداع وتقدم مسيرة مسرحية بهية.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحصاء والشفافية بين الحق والأداء وفرص اتخاذ القرار الأنجع
- من بوابة المسرح سنطلق مسيرة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها في ...
- بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر مناهضة جرائم الإبادة والتطهير العرقي ...
- مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا ...
- العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج
- في الشأن العام، علاقاتنا بالآخر ومواقفنا تجاهه لا يصح أن تحك ...
- بطاقة تحية للجيش العراقي تتطلع لبناء وطني يتسم بالنقاء والكف ...
- في يوم المثقف العراقي كلمة تحية للاحتفالية المنعقدة في مدينة ...
- في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة ا ...
- في اليوم العالمي للمهاجرين تطلعات من أجل الأمن والأمان والتن ...
- من أجل القضاء على العنف وإنهاء معاناة المرأة العراقية التي ب ...
- ليبيا: شعب السلام يتطلع لبناء دولته المدنية وعقبته الكأداء ه ...
- أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟
- العراق بين قرار حازم واتجاه نحو مفاجآت غير محسوبة
- نداء لإنضاج موقف وطني عراقي موحد تجاه الكارثة وتداعياتها الت ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2014
- إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية
- البديل المدني الديموقراطي: بديل سلام لا بديل ثأر وانتقام، بد ...
- معركة الأنبار بين خطل الطائفية وتحديات الواقع المأزوم


المزيد.....




- أنطونوف: واشنطن تنفي شرعية المحكمة الجنائية الدولية لكن تستخ ...
- الأمم المتحدة: سنواصل الاعتراف بزيلينسكي بعد 20 مايو رغم انت ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- المحكمة الجنائية الدولية
- قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة وتشن حملة اعتقالات
- بعضهم أدينوا وآخرون فارون.. أبرز قضايا المحكمة الجنائية الدو ...
- هل تصدر الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتانياهو؟
- مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: نرفض العدوان الإسرائيلي على رفح ...
- من بينهم أمل كلوني.. خبراء قانونيون يوضحون سبب دعمهم لإصدار ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي