أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تيسير عبدالجبار الآلوسي - إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية














المزيد.....

إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 16:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إدانة قوانين قوى الإرهاب والطائفية وفلسفتهما الظلامية ونتائجها الكارثية على مكونات مجتمعاتنا
نداء من أجل حملات وطنية ودولية تتبنى معالجات حاسمة وعاجلة لما يجري تكريسه على الأرض من قوى الجريمة
صرخة تنبيه باسم المرصد السومري لحقوق الإنسان والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر
أنقذوا أهلنا من سلطة قوى الظلام الإرهابية والطائفية


نشطت في السنوات الأخيرة ثقافة تكفيرية من جهة وأخرى طائفية سياسية، مارست أبشع الجرائم في مصادرة الحقوق والحريات؛ وفرض قوانين سلطوية، لا إنسانية، بذريعة تطبيق نصوص الدين والشريعة، وهي في حقيقتها لا تعدو عن عملية مصادرة الحقوق والحريات وأسر مكونات المجتمع وإخضاعها لسلطة رجال الحرب الإرهابيين ومنظماتهم المافيوية وممارساتهم الميليشياوية العنفية الوحشية.
وكان من آخر ما صدر، هو فرض سلطان تلك القوانين على أبناء الوطن من الصابئة المندائيين والأيزيدية والمسيحيين؛ الأمر الذي اضطر كثيرا منهم لترك بيوتهم وممتلكاتهم ووطنهم، وطن تاريخهم والأجداد الذين شادوا الحضارة في بلاد ما بين النهرين وسومر تراث الإنسانية.. وهو وطن حاضرهم سواء في العراق أم سوريا أم غيرهما من بلدان المنطقة، حيث تشتعل حروب تحاول جيوش الإرهاب الهمجية إعمال جرائمها البشعة بلا رحمة ولا هوادة!!
إن إكراه مسيحيي الرقة في سوريا [حيث سلطة داعشية مستبدة] على توقيع عهود، تأسرهم وتضعهم بمستوى مواطنين من الدرجة الثانية يدفعون الأتاوات بمسميات انتهى زمنها في دول العالم المعاصر، وحتى في مبادئ الديانات الصحيحة، وهي عهود تحرمهم من حرياتهم وحقوقهم الإنسانية ومن مبدأ المساواة والعدل؛ إنّ كلّ ذلك يمثل الجوهر الحقيقي للجريمة التي لا تُرتكب بحق المسيحيين وحدهم بل بحق كل المكونات المجتمعية المدنية، حيث تتعامل تلك القوانين المتخلفة الهمجية التي لا صلة لها بدين أو شريعة مع شعوب المنطقة باستعلاء وبامتلاك بني آدم واستعباده كما يمتلكون الأشياء وينهبونها، وتعيد مجتمعاتنا لقرون الظلام والتخلف ودويلات الطوائف التي عانت البشرية من مطاحن حروبها الغبية العمياء..
إنّ جريمة ابتزاز المجتمع بكل أطيافه لم تكن يوماً موجودة في المنجز البشري وحضارات المنطقة سواء منها بجذورها الحضارية الممتدة إلى سومر وبابل وأكد وآشور أم الحضارات الوسيطة التي ازدهر فيها رعاية الفكر والفلسفة والعلوم كما حصل في التاريخ العباسي على عهد بيت الحكمة والجامعة المستنصرية وعهود أندلسية زاهرة بفلسفة التنوير والمدارس المشرقة المعطاءة..
لكن هذا الابتزاز الذي تمارسه داعش وأشباهها من أحزاب الطائفية السياسية المتلفعة زورا وبهتانا باسم الإسلام دينا وهي ليست سوى قوى تأسلم سياسية سواء منها المتشيعة أم المتسننة، إنْ هو إلا ابتزاز، يمتاح من أوسخ الجرائم الهمجية التي جرت في التاريخ البشري، مما لا يمكن لأحد أن يلحقَهُ بأمة أو شعب أو حضارة منذ ولادة دولة المدينة والتحول المجتمعي نحو آفاق التمدن وقوانينه التي صيغت على سبيل المثال لا الحصر في شرائع أورنمو وحمورابي وفي خطابات ابن رشد والنظراء وهم كُثُر في تاريخ المنجز الثقافي لمجمل الحضارات التي ولدت في بلداننا...
إنّ زمر الجريمة وعصاباتها من تنظيمات الإرهاب التي تستغل الظرف الراهن، وتجد بعض مصادرها في ثغرات في السياسات وفي بعض النظم المحلية والدولية، لا تمثل شعبا أو أمة أو دينا فالإرهاب لا دين له ولا مذهب سوى دين الجرائم والأوبئة التي ينبغي أن تتحد الجهود لوقف آثار الخراب والدمار والجريمة التي تشيعها..
ونحن هنا، في وقت ندعو إلى تعزيز ثقافة التنوير والارتقاء بمهام محو الأميتين الأبجدية والثقافية من مجتمعاتنا كي لا تكون منفذا سهلا لتلك القوى الظلامية التي تمرر سياساتها مستغلة التخلف والجهل بضخ الطقسيات الظلامية المصطنعة بغطاءٍ دينيٍّ زائفٍ كاذبٍ لا يقرُّهُ دين ولا شريعة؛ في ذات الوقت ندعو إلى وقفة وطنية في كل بلد لرفض الخطابين: (الطائفي السياسي) و (الإرهابي التكفيري) كونهما منبع سلطة الجريمة الإرهابية وموئل وجودها وتفريخ جرائمها. وندعو القوى الأممية والمنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الشراذم الإجرامية قبل أن يسود ظلامها مساحة كبيرة تهدد وجودنا وحضارتنا الإنسانية برمتها.
إنّ هذا المؤشر الذي استغل سطوته على جغرافيا محلية بحدود منطقة الرقة وبعض المناطق في العراق، ينبغي أن يدق ناقوس الخطر ليس لمجتمعاتنا المحلية بل للمجتمعات المتمدنة المتحضرة في أفق وجودها أمميا دوليا، كي تضع خطط مناسبة يمكنها أن توقف الجريمة التي يتعرض لها أبناء المكونات القومية والدينية التي باتت معرضة للانقراض بسياسة التصفية والتهجير... ونضع على طاولة قادة المنظمة الدولية والمنظمات الحقوقية هذا العهد الذي فُرِض كرها وقسراً على أتباع الديانة المسيحية بالرقة وبعض مناطق العراق وسوريا الأخرى مما تسطو عليه غزوات قوى الظلام والتكفير والطائفية السياسية من البصرة وبغداد حتى حلب ودمشق.. مُذكّرين هنا بأوضاع المواطنين المعقدة وبشكل استثنائي على النساء والأطفال وما يجري من استغلال واستعباد بشع هناك بسبب ثقافة التظاهر بفرض سلطة الدين وهي سلطة رجال المافيا والجريمة والفساد بكل مستوياته وألوانه...!
فلتتصاعد حملات شعبية ونخبوية لإعلاء ثقافة التنوير وإنهاء أرضية أولئك المجرمين القتلة، التي توفرها لهم أحزاب التأسلم السياسي، أحزاب الطائفية السياسية المتبرقعة بجلابيب وأعمة عهود أسوأ عهود الظلام ومغاور الجريمة في التاريخ البشري..
ومباركة كل كلمة وفعل وممارسة وموقف من جميع بنات الشعب وأبنائه يعون أدوراهم التي ستصب في وقفة حقيقية ملموسة تُنهي تلك الجريمة التي باتت على أبواب بيوتهم وغرف نومهم تهدد باغتصاب آخر ما تبقى إن لم نقف جميعا معا وسويا!!
فلنكن بمستوى الوعي بقيمنا وبأداءاتنا وبمواقفنا المؤملة ولات ساعة مندم.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل المدني الديموقراطي: بديل سلام لا بديل ثأر وانتقام، بد ...
- معركة الأنبار بين خطل الطائفية وتحديات الواقع المأزوم
- عمليات الجيش العراقي في الأنبار بين مكافحة الإرهاب والتجيير ...
- اليوم العالمي للغة العربية، من أجل انتباهة استثنائية مناسبة
- في (بعض) ما يحكم العلاقات الإنسانية في الإطارين الشخصي والمج ...
- في اليوم العالمي للتسامح: إصباحات خير وعيد للإخاء والمساواة ...
- أمطار بغداد وغرق بيوت الفقراء بين التذمر والسلبية وإعلان الم ...
- الدائرة الثقافية العراقية في لاهاي، نشاط بحجم مؤسسات الثقافة ...
- أين يقف كل منا؟ وما دوره في كلِّ فعلٍ سواء كان للهدم أم البن ...
- شوقية العطار في ألبوم -صور غنائية من الذاكرة- تواصل التمسك ب ...
- نداء من أجل تشكيل اللجنة الأممية للتضامن مع الشعب المصري أعم ...
- من أجل حملة دفاع وطنية ودولية لحماية المجموعات الدينية والمذ ...
- الحكومة (الاتحادية) ببغداد: ليس لها القدرة على كف الإرهاب ال ...
- نداء من أجل كرنفال النخلة العراقية
- الشرعية بين المفصَّل على مقاس طرف والمعبر عن السمو الدستوري ...
- 14 ديموزي هو عيد التسامح والسلام عند السومريين، دعوة للاحتفا ...
- حتى تبقى مصر لجميع أبنائها؟
- ما البديل الحقيقي والحل الحاسم في العراق للأزمة وتداعياتها؟ ...
- استنكار ما يجري لأطفال سوريا والعراق وفلسطين وتطلع لتقديم با ...
- نظام الكليبتوقراطية وطبقة الكربتوقراط وتطبيقات لتفسير المصطل ...


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تيسير عبدالجبار الآلوسي - إدانة سلطة داعش وممارساتها في إرهاب المجتمع ومكوناته المدنية