أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أين يقف كل منا؟ وما دوره في كلِّ فعلٍ سواء كان للهدم أم البناء؟















المزيد.....

أين يقف كل منا؟ وما دوره في كلِّ فعلٍ سواء كان للهدم أم البناء؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 23:04
المحور: المجتمع المدني
    


توطئة: هذه ثقتي تامة أمحضك إياها، لكنني أطالب ثمنا لها، أن تشرع بسؤال نفسك، هل تسير بإرادتك؟ أم سلَّمتَ نفسك تابعا وربما عبدا تأتمر لقيادة حزب أو حركة دمرت وتدمر حتى سيصل الدور إليك يوما! أمنحك ثقتي كاملة، ولا أطالب سوى بأن تُعْمِل العقل والإرادة والضمير، وتنظر بعين البصيرة صادقا أمينا لترى ما يجري من حولك، ومَن هو السبب في كل هذا الخراب!؟؟؟
معالجتي المقترحة:
أبدأها بسؤال: هل يكفي الادعاء بأننا ننتمي لحركة تعلن دفاعها عن المظلومين لنكون أخيارا وأصحاب ضمير؟ ولنقولَ: إننا اخترنا الانتماء الأكثر صوابا؟ وهل من الصائب التخندق مع أحزابنا مغمضي الأعين؟ ما المطلوب منا عندما يتعلق الأمر بالشان العام؟ ألا تترتب علينا واجبات عندما نكون شركاء في جهد عام مثلما عضويتنا بحركة أو حزب؟؟
جرى دائما، تعبئة الجمهور بسلوك الوقوف مع أخيه ظالما أو مظلوما.. وبثقافة تنصر من ينتمي إليه من حركة أو حزب بصرف النظر عن خطأ سياسته من صوابها! إنها فكرة التخندق القتالي حيث الآخر عدو يجب تصفيته قبل أنْ يصفينا!!
ولكنني هنا، أدرك كم هي مراوِغة خادِعة تلك القوى التي تدعي الخير واستهداف خدمة الناس؛ فيما الحقيقة غير ذلك. ومن جهتي عندما أتحدث عن أعضاء الحركات والأحزاب المختلفة، فإنني أقدِّمُ ثقتي بجمهور الأعضاء في حديثهم عن قيم الخير، وفي اعتقادهم أنهم يدافعون عن السلام والإخاء والحرية عبر انتمائهم لهذا الحزب أو تلك الحركة..
إنما أطلبُ منهم مقابل ثقتي هذه أنْ يتمعَّنوا في برامج الحزب الذي ينتمون إليه، وأنْ يدققوا بما فيه؛ ومن ثمّ أن يسألوا، أولا: هل في تلك البرامج خطوات عملية للبناء والتقدم وخدمة المجتمع؟ وإنْ وُجِدت فهل هي بحق تمتلك الخطط الكفيلة بتلبية الحاجات والمطالب الملحة للأكثرية بخاصة من الفقراء؟
ثم أطلب سؤالا أخيرا: هل جرى ويجري تنفيذ تلك البرامج فعليا ميدانيا بأرض الواقع أم هي حبر على ورق؟؟ وإذا وُجِد سبب للتأخر في تلبية مطلب فهل هو سبب موضوعي أم مجرد ذريعة تخفي أمرا ما؟
ودائما لا أبدأ اتهام الآخر بأنه عدو المجتمع حتى عندما ينتمي لحركة تعادي سياساتها الإنسان وتتخفى بعباءة التبتل ومحبة الفقراء! وبدل الانشغال بالاتهام، أطالبه بتشغيل عقله وإعمال فكره النقدي فيما يتعامل وإياه. فهو لا ينتمي في حركة ليصير عبدا لزعيمها أو خادما مطيعا وجنديا مؤتمِراً بكل الأوامر الصادرة عن قيادته، فالمفروض أنه يدخل الحركة أو الحزب من دون أن يفقد حق الحوار والمناقشة والمشاركة في اتخاذ القرار.. وهو لن يكون كذلك حرا إلا عندما يمتلك حقه الكامل في مناقشة البرامج وأسباب عدم تلبيتها.. وحقه في المغادرة وترك العمل وقدرته على ذلك من دون ىثار عقابية عليه عندما يكتشف الحقيقة ويقرر المغادرة وترك الحزب....
وعلى سبيل المثال من ينتمي للحركات الإسلامية ربما يعتقد أنه ينتمي إليها لأنها تمثل الدين! فهل سأل نفسه يوما: هل صحيح أنها تمثل الدين بحق أم هي تتخفي برداء التدين لأمر سياسي؟ وعليه أن يمتلك أدوات الإجابة أو يستعين بمن يحقق له الإجابة السليمة، وإلا فإنه يغمض عينيه بقصد غض الطرف عن الحقيقة...! وعليه أن يسأل هل برامج تلك الحركات تلبي مطالب الناس؟ وإذا وجدها تلبي مطالب الناس ليسأل اين الخطوات الإجرائية لتحويلها إلى واقع حال وتطمين حاجات الناس؟
ولأنّ الحركات الإسلامية اليوم تتحكم بالسلطة وبيدها مقاليد الحكم. فلينظر المنتمي إليها ويتمعن في واقعه المحيط هل هو واقع مزدهر وبخير أم بمآسي ونكبات وكوارث كما هو حال العراق فعليا؟
ليسأل نفسه: لماذا المدن بلا صرف صحي؟ لماذا المدن بلا كهرباء؟ لماذا المدن بلا خدمات؟ لماذا القرى بلا سواقي الزرع ولا أدوات مناسبة؟ لماذا البلاد بلا مستشفيات متطورة وبلا خدمات صحية وافية؟ ولماذا التعليم يتدنى وينهار؟ ولماذا البلاد بلا صناعة ولا زراعة؟ ولماذا يشيع الفساد حتى وصلت البلاد إلى المراتب الأولى عالميا بالفساد؟ ولماذا الإرهاب يتفشى ويحصد أرواح الآلاف شهريا والعشرات والمئات يوميا؟ ولماذا الفقر بهذه النسب المهينة؟ ولماذا كل هذه الأعداد من الأرامل والأيتام وأطفال الشوارع بلا مأوى ولا حماية؟؟؟؟
أين إذن الأموال الهائلة؟ هل يُعقل أن يكون الموظف البسيط هو من ينهب كل تلك المليارات؟ وإذا كانت الحكومة جادة في لجان التحقيق والنزاهة وتحترم القضاء؛ فلماذا نُحفظ التحقيقات ضد مجهول؟ هل يُعقل أن يكون سارق المليارات مجهولا؟ ولماذا حين تفتضح جريمة يجري تهريب المجرم ولا يجري متابعته ولا استعادة الأموال التي نهب ولا إيقاع الحساب بحق جريمة قتل ارتكب!!؟
هنا ومرة أخرى، أنا أجدد ثقتي بالآخر، وأؤكد هنا، الآخر الذي ينتمي لأي فكر وأي حزب وأية حركة ليس لي أي اعتراض على حق الانتماء لأي اتجاه سياسي يخضع لسلطة أدبية اسمها حقوق الإنسان.. لكن المهم عندي هو أن يقبل لا الحوار معي بل على اقل تقدير، أن يفتح حوارا بسيطا مع نفسه.. ويسأل نفسه تلك الأسئلة التي وضعتُ بعضها هنا؛ ثم يقرر ويحكم.
ولا أطالب أحدا بالتخلي عن انتمائه. ولكنني أطالبه فقط بمراجعة حساباته مع رفاقه وزملائه تلك المراجعة لبرامج الجهة التي ينتمي إليها وما تمّ وضعه من خطط تنفيذ وعمل تلبي ما جعله ينتمي لتلك الجهة.
بمعنى أن يوجِد المقدمات التي يُنهي بها أية ازدواجية بين الخطاب المعلن وبين الواقع العملي الفعلي.. لأن ذلك أي وجود مفارقة وازدواجية بين النظرية والتطبيق بين الادعاء والحقيقة، لا يعني سوى المخادعة والتضليل وتمرير مآرب معادية للإنسان..
وعليه أما أن يتخذ هذا الاتجاه فيكون جنديا بفيلق أعداء الشعب ومصالحه، أعداء الإنسان وحقوقه ومطالبه أو أن يتخذ قرارا يغيِّر فيه تلك البرامج والخطط نحو الصائب الصحي الصحيح فإن عجز فعليه مغادرة تلك الحركة إذا كان صادقا مع نفسه ومع الآخرين...
اليوم، نحن بحاجة لتوظيف العقل والضمير من جهة واستعادة إنسانيتنا وقيمنا السامية النبيلة من جهة أخرى. وهو ما يفرض واجب التغيير أو النأي بأنفسنا عن خدمة أعداء الشعب ومصالحه والإنسان وحقوقه ومطالبه وحرياته...
هذه مجرد رسالة بسيطة، أقدمها هدية بين يدي كل من ينتمي لحركة سياسية أو حزب أو منظمة كيما يفعِّل دوره ويساهم بتوجيه سياسة من ينتمي إليهم توجيها سليما صحيحا وأن يُنهي حال الادعاء والزعم والازدواجية . فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. والتغيير لا يأتي من فراغ ولا يعود حق بلا فعل مطالبة وتخطيط لأسس تلبيته...
ليسأل الجميع معا وسويا: إذا كانت كل الأحزاب العاملة وطنية فمن هو الطائفي؟ وإذا كانت كلها نزيهة فمن أين الفساد؟ وإذا كانت كلها تحمل برامج بناء فمن الذي يهدم اليوم؟ وإذا كانت كلها مع التقدم فلماذا كل هذا التراجع والتخلف؟ وإذا كانت كلها ترفض الميليشيات وتؤمن بدولة القانون فلماذا كل هذه الميليشيات؟ وإذا كان كل شيئ على مايرام كما يقول الإعلام الرسمي للحكومة وللأحزاب الحاكمة فماهذا الذي يعيشه المواطن المغلوب على أمره من مرار وبائس العيش والفقر والدمار؟
انتبهوا أيها السادة، إلى ساعة لات مندم! واسرعوا بسؤال أنفسكم جميعا بلا استثناء.. وليكن اللقاء الوطني والإجماع الوطني والإخاء الإنساني بكل تنوعات الهويات القومية والدينية والمذهبية هو سر الرد والحل والحسم.
فهل وصلت رسالتي؟ وهل أثارت في أحدكم فرصة ليمارس حوارا ذاتيا ويسأل نفسه؟ إليكم في كل الأحزاب والحركات، تدارسوا الموقف فالتخندق المسبق مغمض الأعين لن يؤدي إلا إلى استعبادنا جميعا لمصلحة تستجيب لمآرب مستبد أو طاغية أو فاسد أو مخطئ نفترضه معصوما ونتلقى أوامره بقدسية نسقطها عليه متناسين أنفسنا قبل الآخرين ومسلِّمين رقابنا لعبودية لا تجوز بكل المعايير!!
ولأن القضية ليست قضية سجال أو حوار ولا حكاية الآخر المنتصر، فإنني أنستثمر المناسبة لتوجيه التحية والتقدير لكل مختلف قبل المتفق معي فكرا وسياسة وربما ممارسة وسلوكا.. عسى تكون تحيتي ورسالتي هذه فرصة ليراجع كل منا نفسه اليوم حيث حل الخراب بالبصرة وبغداد والبلاد برمتها ولم يبق سوى أن يستكمل الاستبداد مجددا إجهازه علينا في فاجعة لن نجد عندها وقتا لتدارك أمر لأننا سنكون في خبر كان!!! وأكرر الرسالة انتبهوا ايها السادة واشرعوا بسؤال الأنفس......



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوقية العطار في ألبوم -صور غنائية من الذاكرة- تواصل التمسك ب ...
- نداء من أجل تشكيل اللجنة الأممية للتضامن مع الشعب المصري أعم ...
- من أجل حملة دفاع وطنية ودولية لحماية المجموعات الدينية والمذ ...
- الحكومة (الاتحادية) ببغداد: ليس لها القدرة على كف الإرهاب ال ...
- نداء من أجل كرنفال النخلة العراقية
- الشرعية بين المفصَّل على مقاس طرف والمعبر عن السمو الدستوري ...
- 14 ديموزي هو عيد التسامح والسلام عند السومريين، دعوة للاحتفا ...
- حتى تبقى مصر لجميع أبنائها؟
- ما البديل الحقيقي والحل الحاسم في العراق للأزمة وتداعياتها؟ ...
- استنكار ما يجري لأطفال سوريا والعراق وفلسطين وتطلع لتقديم با ...
- نظام الكليبتوقراطية وطبقة الكربتوقراط وتطبيقات لتفسير المصطل ...
- في بلدان ربيع الشعوب وثورات الانعتاق والحرية: ما السؤال الأس ...
- اليوم العالمي للعمال، قدسية العمل ومنزلة العمال
- من أجل مظاهرة وطنية كبرى مشتركة باسم عراقيون من أجل السلام
- لن يُعيدَ عاقل فاسدا أو مجرما للسلطة.. ولا بديل إلا ذوي الأي ...
- احذروا ألاعيب سرقة أصواتكم!!؟
- اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق وذكرى تأسيسه الخامسة وا ...
- في زمن قاع الهاوية، من يكون المنقذ والقادر على التغيير الحقي ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2013
- قراءة طبيعة الأزمة في العراق وتحديد السبب الجوهري والتحول إل ...


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أين يقف كل منا؟ وما دوره في كلِّ فعلٍ سواء كان للهدم أم البناء؟