|
طفلة بحجم المدى
ماماس أمرير
الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 00:31
المحور:
الادب والفن
قال لي: وهو يَمْسَح حُزنا أثيراً عن وجْه سَمائه العَصِيّة
اسْتَنِدي صَوتي واهْدئي قَليلا طفلة بحجم المدى
قال: وهو يَمْسَح حُزنا أثيراً عن وجْه سَمائه العَصِيّة
اسْتَنِدي صَوتي واهْدئي قَليلا
وِلا تُرْسِلي في طَلَبي كُلّما هاجَ قَلبُك بِالهَذَيان
في كُلّ لحْظَة يا طِفْلَتي تَغْتالني الوَساوِس
فامْسَحي عَنّي أحْزانَ الكَوْن وما عَلِقَ مِن وَساوِسِ الرّعاعْ ومُؤامَراتِهِمْ
اسْتَلِمي مَفاتيح وَجْهي ثم اكتُبي قَصيدَةً أخيرَةً عَنْ أثْقالِ شُجوني
عن حِبْرٍ أسْوَد قَتَلَ أصابِعَ الوَرْد وغمَسَ رَشاقتَهُ في وَجْه الطين
تَدَثّري بِحُزنٍ أبيَضْ يا صِغيرَتي اغْمِسي سُلالتَكِ في لَوْنِه وافْصِحي عَني
إقرئي شيْئا عنْ الشَمْس واكْشِفي عنْ قُلوبِهِمْ البارِدَة فالمارّونَ مِنْ هُنا تُزْعِجُهُمْ خَطَواتُ المَلائِكَة هَكَذا يَأتي الصّوْت حَزينا هَكَذا تَدْمَع الأيْقونات المَصْلوبَة كَحُلْمٍ قَديم
وَيَمْشي قَلْبي إلى صَلاتِهِ هادِئا كيْ لا يُزعِجَ الآخَرينْ
لكِنَّ الأوْجاع تُعاوِدُني كلّ لَيْلَة لِتُحَرّرَ أصابِعَ شَيْطانٍ صَغيرْ
فيَرْحَلُ المَدى عَنْ أحْداقي وَتَتَرَبَّصُ الكَوابيسُ بِمَنامي!
في ثَوْبِ طِفْلَةٍ خائِفَةٍ أصْعَدُ إليْهِ ثم أعودُ ألمْلِمُ وجْها هَرِما لايشبهني!
وجها اغْتالتْه تَفاصيلُ عابِثَة وحُزْنُ مساءٍ يتَتَسَلَّلُ بالرّغم مِنّي
أملأُ الأرْصِفَةَ بِتَجاعيدي وحينَ تَزْأرُ الريح أنْحَني كيْ لا تَتْرُكَ طوفانَها بِداخِلي
فِكْرَة موحِشَةْ تِلكَ التي تُداهِمُ الوَقْت كَشَبَحٍ تلْتَهِمُ شِفاه الصّباحات
تَسْحَبُ كل ما خَبَّأتُهُ في أحْلامي وتَخْتَفي في حِكايات مُدُنٍ تَبيعُ رَمادَها للمارّة ثم تَسْخَرُ مِنْ أصابِعِهِمْ المَبْتورَة
طفلة بِحَجْمِ المَدى لكنّ قَلَقي تُشْعِلُهُ عَذاباتُ المُدُنِ المِلْحِيَة
تَجْثَتُّ بَقاياي منْ تُرابها وتَنْسى أنّني كُنْتُ هُنا كَحُلْمٍ شَفيفْ
هَكذا تُسافِرُ حِكاياتُ الريح في دَمي تُطْعِمُني قَمْحها ثم تُهْديني كَحُطامٍ لِلْهَذيان
المَساءُ ملاذي الأبَدي وقَلْبي لا يَتّسِعُ لِكُلّ هَذا الغَثَيانْ وِلا تُرْسِلي في طَلَبي كُلّما هاجَ قَلبُك بِالهَذَيان
في كُلّ لحْظَة يا طِفْلَتي تَغْتالني الوَساوِس
فامْسَحي عَنّي أحْزانَ الكَوْن وما عَلِقَ مِن وَساوِسِ الرّعاعْ ومُؤامَراتِهِمْ
اسْتَلِمي مَفاتيح وَجْهي ثم اكتُبي قَصيدَةً أخيرَةً عَنْ أثْقالِ شُجوني
عن حِبْرٍ أسْوَد قَتَلَ أصابِعَ الوَرْد وغمَسَ رَشاقتَهُ في وَجْه الطين
تَدَثّري بِحُزنٍ أبيَضْ يا صِغيرَتي اغْمِسي سُلالتَكِ في لَوْنِه وافْصِحي عَني
إقرئي شيْئا عنْ الشَمْس واكْشِفي عنْ قُلوبِهِمْ البارِدَة فالمارّونَ مِنْ هُنا تُزْعِجُهُمْ خَطَواتُ المَلائِكَة هَكَذا يَأتي الصّوْت حَزينا هَكَذا تَدْمَع الأيْقونات المَصْلوبَة كَحُلْمٍ قَديم
وَيَمْشي قَلْبي إلى صَلاتِهِ هادِئا كيْ لا يُزعِجَ الآخَرينْ
لكِنَّ الأوْجاع تُعاوِدُني كلّ لَيْلَة لِتُحَرّرَ أصابِعَ شَيْطانٍ صَغيرْ
فيَرْحَلُ المَدى عَنْ أحْداقي وَتَتَرَبَّصُ الكَوابيسُ بِمَنامي!
في ثَوْبِ طِفْلَةٍ خائِفَةٍ أصْعَدُ إليْهِ ثم أعودُ ألمْلِمُ وجْها هَرِما لايشبهني!
وجها اغْتالتْه تَفاصيلُ عابِثَة وحُزْنُ مساءٍ يتَتَسَلَّلُ بالرّغم مِنّي
أملأُ الأرْصِفَةَ بِتَجاعيدي وحينَ تَزْأرُ الريح أنْحَني كيْ لا تَتْرُكَ طوفانَها بِداخِلي
فِكْرَةٌ موحِشَةٌ تِلكَ التي تُداهِمُ الوَقْت كَشَبَحٍ تلْتَهِمُ شِفاه الصّباحات
تَسْحَبُ كل ما خَبَّأتُهُ في أحْلامي وتَخْتَفي في حِكايات مُدُنٍ تَبيعُ رَمادَها للمارّة ثم تَسْخَرُ مِنْ أصابِعِهِمْ المَبْتورَة
طفلة بِحَجْمِ المَدى لكنّ قَلَقي تُشْعِلُهُ عَذاباتُ المُدُنِ المِلْحِيَة
تَجْثَتُّ بَقاياي منْ تُرابها وتَنْسى أنّني كُنْتُ هُنا كَحُلْمٍ شَفيفْ
هَكذا تُسافِرُ حِكاياتُ الريح في دَمي تُطْعِمُني قَمْحها ثم تُهْديني كَحُطامٍ لِلْهَذيان
المَساءُ ملاذي الأبَدي وقَلْبي لا يَتّسِعُ لِكُلّ هَذا الغَثَيانْ
#ماماس_أمرير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لملح البكاء سرانية
-
فايز محمود المفكر الأردني أين نحن من تكريم مبدعينا?!
-
حلم مكتض بالريح نص مشترك قاسم محمد مجيد الساعدي وماماس أمرير
-
رأسي غرفة موحشة
-
إلى طارق مصاروة وزير الثقافة السابق
-
لا جدوى من الموتى
-
ثمالة في نشوتي
-
طفل الماء
-
للوجع ملكوت في خاصرتي
-
عمق الهزيمة الإنسانية في قصة -غرفة- للمبدع محمد اللغافي
-
فايز محمود المفكر الأردني بلا عمل وبلا بيت فهل سيمنحه الوطن
...
-
المصلوب
-
ضعف
-
الآلهة الأولى
-
لا شيء غير هذا التراب
-
لملح البكاء سرّانية
-
أشجار الألم
المزيد.....
-
قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث
...
-
“ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين
...
-
الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال
...
-
مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم
...
-
ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج
...
-
مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD
...
-
السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
-
موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج
...
-
المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|