أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يوسف يوسف - الرحيل الثاني / المنتظر ... لمسيحيي الموصل















المزيد.....

الرحيل الثاني / المنتظر ... لمسيحيي الموصل


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 03:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تمهيد :
• أن رحيل المسيحيين عن الموصل في تموز 2014 لكردستان ، وما تبعه من رحيل من باقي مدن العراق ، أراه هو الرحيل الأول ، وأتوقع رحيل ثاني / خارج العراق ، ماثل في الأفق ، من الممكن تحقيقه عندما تستعد أميركا وأوربا لذلك ، وعندما تحسم كردستان موقفها من القضية برمتها ، و ذلك لأن حكومة كردستان لا تستطيع أن تتحمل الوضع وحدها ، خاصة مع وجود هذا الكم من المرحلين الذي سوف يؤثر على النسيج الأجتماعي لمجتمع الكرد في كردستان العراق ، أما المرحلين من غير المسيحيين من الممكن أن يرجعوا الى مناطقهم / أحتمال ، أما أكثر المسيحيين سيرحلون بهمومهم خارج العراق .
• من المتوقع أيضا ، في حال أستقرار الوضع في سهل نينوى أن يستقر بعض المسيحيين هناك / بدفع وترغيب من حكومة الأقليم ولأغراض سياسية ، ولا أرى هذا الوضع سيقبله البعض لأن المنطقة لها خصوصيتها الجغرافية التي لا تلائم بعضهم المعتاد على السكنى في مراكز المدن ، أضافة الى أن سهل نينوى يحتاج الى ترتيبات / حكومية ، أمنية ، عسكرية ، أدارية ، تخصيصات مالية .. ، ومن المؤكد أن الموضوع يحتاج الى موافقة من قبل رجال الدين المسيحيين و الى تأييد البرلمانيين المسيحيين ، وبالأخير يحتاج الى موافقة برلمان الحكومة المركزية .
• أن رحيل المسيحيين هو بمثابة رحيل الأشجار المثمرة عن بستان كان عامرا / سابقا وهو العراق ، أما أكثر الأشجار الباقية فيه ستجف وترمى للنار ، لأنها شجيرات أكثرها عاقر ، بينها أشواك وبرسيم ، ويحيط بها غرف متناثرة هنا وهناك ، معتمة مغلقة ، تضطجع بها فتيات قد تهيئن لجهاد النكاح !!
الموضوع :
سوف لا أتناول الموضوع كما تداوله الأخرين بالشجب والأستنكار والعواطف والأخوة والتسامح والكلام المعسول لأن ذلك الزمن قد ولى ... ولأن ماحصل قد حصل ، وليس من عودة تلوح في الأفق للمرحلين ، فالكل مذنبون ومتأمرون ، لّذا كانت كل ردود الفعل الدولية والعربية مهترئة كمواقفهم الهزيلة أما التصريحات الدينية لا تستحق أن تذكر لأنها لا تحرك قيد أنملة من القضية التراجيدية التي حصلت ...
في هذا المقام وددت أن أستعرض المؤشرات التالية لأنها تلقي الضوء على الموضوع بشكل أو بأخر ، ولكي تكون الصورة أوضح للقراء :
1. كان من المتوقع / المحتمل ، أن تصفي داعش المسيحيين في الموصل ، أو أن تبقيهم أسرى وتأخذ نسائهم سبايا / كما حدث مع اليزيديين مثلا ، وتنهي الأمر برمته ( لكن حدث شي ما / لداعش كي تغيير حال قرارها بالرحيل بدل التصفية ... ) .
2. قد حدثت / تأريخيا ، تصفيات للمسيحيين خلال وبعد الحرب العالمية الأولى عام 1915 ... كمذابح / سيفو بحق السريان والاشوريين والكلدان ( يقدر الدارسين عدد الضحايا بحوالي نصف مليون ) من قبل الأمبراطورية العثمانية وبعض العشائر الكردية ، يضاف أليها حوالي مليوني أرمني أو أكثر قتلوا من قبل الأمبراطورية العثمانية أيضا وبفترات زمنية موازية ، كذلك ما حدث في مذبحة / سميل في 8 – 11 أب 1933 التي قام بها الجيش العراقي وبعض المجموعات المسلحة الشبه نظامية المتعاونة معه ضد الأشوريين / في عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني وبقيادة الفريق بكر صدقي ( وقدرت الضحايا ب 3000 ضحية ، كانو متوزعين على 60 قرية ..) ، وبمباركة من حكومة مملكة العراق / أنذاك ، أضافة الى مذابح متفرقة أبرزها مذبحة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد 30 / أكتوبر 2010 ( حوالي 42 ضحية من المسيحيين وأثنان من الكهنة ) ..
* بالحصيلة هناك أكثر من 2.503.000 نسمة / ضحية من المسيحيين ، متوزعين بين تركيا والعراق أكثرهم خلال القرن السابق ، صفوا عرقيا ، من قبل قوات نظامية ومجموعات عشائرية ، هذا عدا الحوادث الفردية والتي تقدر بالعشرات ..
3. هل يعقل الأن أن داعش بفكرها وعقليتها وأمكانياتها هي المسؤولة عن أحتلال الموصل / دعونا الأن نتحدث عن الموصل فقط ، هل هذا ممكن ، هل هذا الأكتساح التسونامي عقلاني ، فأي مطلع على مجريات الأمور والأحداث ويرى مناورات داعش وتحركاتها وأسلحتها ومعداتها وسياراتها النظامية وأجهزتها وتقنية التشويش التي تستخدمها / عند خطاب أبو بكر البغدادي في جامع الموصل مثلا ... سيكون على يقين ومتأكد من أن الحدث أكبرمن داعش ومن المتحالفين معها فالقضية يقف ورائها دول أقليمية ودول شرق أوسطية وكبرى .. !! لديها أهداف سياسية بعيدة الأجل !!
4. أحتلال الموصل من قبل داعش كان سببا لترحيل المسيحيين ولكن ليس هو السبب الوحيد ! فهناك جهات أخرى مسببة وراء العملية ستكشف لاحقا ! كما كان لرئيس الوزراء السابق / نوري المالكي ، دورا مهما في أحتلال الموصل من خلال فشله في معالجة الوضع ، ويقال أنه هو الذي مهد لذلك ، لأن أوامر أنسحاب القادة من الموصل صدرت من مكتبه ! وهذا الأمر مهد طبعا للترحيل ..
5. من المؤسف أن مكبرات الصوت في جوامع الموصل / التي تدعوا الناس للصلاة هي التي دعت المسيحيين للرحيل وأمهلتهم ( من 17 لغاية 19. تموز .2014 ) ثم أعلنت بعد ذلك عن أنتهاء المهلة ! وخيرتهم بين أعتناق الأسلام أو الرحيل أو دفع الجزية أوالحد / السيف .
6. رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي / نائب رئيس الجمهورية الحالي !! لم نسمع له أي تعليق أو رد فعل ذو قيمة على الحدث / في حينه ، أو حتى بعد الحدث ، لأن المرحلين المسيحيين وصفهم في حديث سابق له بالجالية المسيحية ، لعدم معرفته بدلالات الكلمة ومعانيها ( مع العلم أنه حاصل على ماجستير لغة عربية ) ، كما أنه جهل او تجاهل بأنهم هم أصحاب الأرض الأصليين ، أضافة الى أن الأمر ليس مهما له لأنهم ليسوا خاصته ، كما أنه لم يقدم لهم أي عون أو مساعدة جدية تذكر لأنه كان منشغلا / في وقتها بترتيبات الولاية الثالثة التي لم تتحقق !!
7. داعش وشركائها والمتحالفين معها من ممولين ومخططين / نهايتهم معلومة / ولكنها على الأمد الطويل ، وسيتكرر معهم نفس سيناريو الجماعات المعارضة في العراق أو سوريا التي سبقتها بالعمل في الساحة ، من أنقسامات ، فالتصفيات والأقتتال الداخلي لائح في الأفق لا محال ، والتنازع على المناطق / الأمارات ، أو على المناصب / الأمراء ، أوعلى الأموال / الزكاة ، والفوز بأكثرعدد من ملك اليمين مع أن جهاد النكاح / شغال ! ... كل ما سبق وغيره سيعجل من تمزق / تخلل التنظيم .
خاتمة :
* هل في الأفق ، بعد الرحيل الثاني للمسيحين من العراق أن قدر ، ان نرى عراقا خال من المسيحيين ، هل هذا المخطط وضع من قبل ستراتيجية داعش ، أم هو أكبر من حجمها العقلاني ، من المستفيد من هذا الوضع ! أن عرابي أسياد داعش لا يتخذون قرارات أعتباطية برحيل المسيحيين نهائيا من العراق ! من الواضح أن المخطط مرتبط بشرق أوسط خال من المسيحيين .
و المسيحيون المرحلون من الموصل وغيرها ، سيستقرون في الشتات عاجلا أم أجلا ، أما قلوبهم فسوف تبقى باقية / تحوم على مدن العراق .
* أما وضع الموصل خصوصا ، سيبقى ضبابيا حتى أسلاميا ، لأنه حتى المسلمين السنة الموجودين في الموصل سوف يحتارون مع أي أسلام سوف يتبعون ، أيتبعون أسلام داعش ، أم سيتبعون أسلامهم التقليدي أم الأسلام المتزمت الذي بدأت بواكيره بالظهور في الموصل وغيرها من المحافظات السنية بعد 2003 !!



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفجوة الغذائية العربية ... غول يحتاج الى مواجهة مشتركة
- الكابينة الوزارية للدكتور حيدر العبادي .. الواقع والتحديات / ...
- الكابينة الوزارية للدكتور حيدر العبادي .. الواقع والطموح / ا ...
- وطن أسمه ... الأهات
- الدول العربية وحكامها ... الى أين !! مع أستطراد للحالة العرا ...
- ملحمة أغتصاب مدينة
- أنتحار العشاق
- النصرانية بين الحقيقة و المتداول مع أشارات دينية
- بين نوري السعيد ونوري المالكي العراق الى أين ..


المزيد.....




- عبدالله بن زايد يلتقي رئيس القائمة العربية في الكنيست منصور ...
- حزب الله يُعلن مسؤوليته عن إطلاق عشرات الصواريخ نحو الجولان ...
- إسبانيا تخطط إلى جانب عدد من الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلس ...
- مسؤولة أممية: رغم أن العقود الماضية من الاضطرابات لا تزال تؤ ...
- حفارات ذكية وروبوتات لتشييد مبان صديقة للبيئة
- السودان وغزة: -الحزن واحد والجرح واحد وإن اختلفت الأماكن-
- مفاوضات اللحظات الأخيرة تبوء بالفشل..توخل سيرحل عن بايرن
- لقاء مع سعادة السفير احمد الطريفي رئيس قطاع الشئون العربية و ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في عدة مناطق بغزة (فيديوه ...
- -حزب الله- يرد على غارة النجارية بـ50 صاروخ كاتيوشا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يوسف يوسف - الرحيل الثاني / المنتظر ... لمسيحيي الموصل