عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 22:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصبحنا أمام عوامل ونتاج هذه العوامل التي جعلت العراق يعاني من مشكلة تحديد مساره الوطني وترسيخ الهوية المميزه في المقابل نجد أن جوار العراق الإقليمي وإن كان يعاني حقيقيا من مشكلة القومية والدين إلا أن التوجهات الوطنية تطغي عليها العنصرية القومية ويدافع النظام السياسي عنها ابتدأ من ايران تركيا السعودية ودول الخليج مرورا بمنطقة غرب العراق وصولا لمصر دون أن تتمخض هذه الصراعات نفس النتائج التي تمخض عنها الوضع العراقي والسبب يعود اصلا لصياغات وتحكمات القاعدة الدستورية والقانونية التي تسيطر على الفكرة الاجتماعية,وهذا ما لا يمكن ان نجده دوما في العراق بسبب عدم قدرة المؤثر العراقي المقابل والموازي للمؤثر الخارجي مما أضعف السياسة العراقية وقادها للتخبط وعدم رسم فلسفة خاصة تنطلق من المصالح العراقية الخاصة وتحافظ عليها مستندة على البعد الجغرافي بديلا عن البعد الديني والقومي.
لكن أولى الاشتراطات التي تعزز بناء الدولة العراقية اليوم أعادة الأعتبار لمفهوم المواطنة وتصحيح المركز القانوني لها ومن ثم ترسيخ قيم المواطنة من خلال سلسلة من التشريعات التي تنظم حق الأيمان بها وترسم خط التعامل بينها وبين الوطن كي نشعر المواطن أنه جزء وجودي من الوطن وأن الوطن بحدوده الجغرافية يمثل له مظلة الامان ,ومن ثم البدء بتصحيح وتوحيد الرؤية القانونية التي تنظم العلاقات البينية سواء اكانت مدنية أو جزائية وشرعية وفق مبدأ أحترام حق الإنسان بالتقاضي وكفالة هذا الحق وكذلك أحترام خياراته العقدية والتعاقدية ما لم يضر ذلك بالمفهوم الجماعي للحرية ولحقوق الإنسان الأساسية ,ومن هنا يمكننا أن ننطلق إلى مجموعة من الأهداف الوطنية ونشرك الشعب بالرؤيا الديمقراطية عن طريق الاستفتاء الحيادي وتقديم الخيار الوطني على الخيار الفئوي.
تأسيس قاعدة قانونية وسياسية لمفهوم الدولة الجغرافية من العوامل المهمة التي سوف تحمي البناء الاجتماعي العراقي وتصونه في وجه التدخلات الخارجية بشقيها المعتمد على العنصرية أو التي تستخدم الدين كغطاء,وهذه التجربة ليست وليدة واقع عراقيي محض بل تأسست مجتمعات حديثة كمعظم المجتمعات الأوربية اليوم والمجتمعات التي حافظت على منهج العيش المشترك وإن كانت قد مرت بتجارب مرة لكنها صمدت وتوافق على مبدأ الجغرافية بدل التأريخ ومن هذه المجتمعات ما يعد الأكبر عالميا روسيا والهند والصين وأمريكا نوعما,إن إتباع سياسة جغرفة الولاء وتأسيس الميل المواطني كجامع ضابط للولاءات الجانبية يساهم أيضا على إنضاج فكرة الحصانة الذاتية للشعور الوطني أيضا بما يساهم في ترسخ الجبهة الداخلية بأعتبار أن الوطن ما هو إلا شعورك بالإنحياز إلى قيمة تتوافق مع ميلوك الشخصية وتعبر عن ذاتك من خلال ذات المجموع الذي تنتمي له.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟