أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشريف - النور ينقضي سريعا














المزيد.....

النور ينقضي سريعا


أحمد الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 19:48
المحور: الادب والفن
    


النور ينقضي سريعا
أمنية طلعت
اختار احمد الشريف شخصيات *كأنة نهار* الصادرة عن دار الحضارة للنشر, بشكل يبدو معه أنهم أشخاص حقيقيون يمكن للقاري أن يتعرف عليهم لو زار الأماكن التي تدور بها أحداث ال رواية, رغم أن الرواية نفسها لم تهتم برسم شخصيات ثلاثية الأبعاد لها مستقبل ومصير .. تدور أحداث الرواية في محافظة الفيوم, وتبدأ برحلة يقوم بها عدد من السياح يرافقهم مرشد سياحي مصري..وتبدأ الرحلة "قبيل شروق الشمس** ولعل هذه البداية تشير إلي إن الرواية كلها ماهي إلا رحلة الإنسان الأبدية ما بين ميلاده ومماته... ورغم اختلاف الزمن في الرواية ما بين النهار والليل, فان الليل يبقي هو الزمن البسيط تماما فتبدو للقاري وكان كل الأحداث وقعت ليلأ مما يفسر إلي حد ما العنوان الذي اختاره الكاتب للرواية. "كأنة نهار"
هي قصة الإنسان في كل زمان ومكان, بضعفه وجبروته وانسياقه وراء الأقدار التي تحدد مصيره في النهاية...الإنسان المهمش البسيط هو محور تلك الرواية القصيرة , لذلك تزخر بعدد هائل من الأسماء والأماكن والأحداث والحكايات.. ولا يحتاج القاري إلي جهد كبير كي يدرك مدي اهتمام احمد الشريف بالبشر فالشخصيات مرسومة بدقة ومحددة الأوصاف والأفعال. حتي في وصفة للأماكن يمكننا ان نلمح هذا الاهتمام
"ضوء فضي ناعم تسلل من النافذة الزجاجية, القمر بدرا..الصمت ورائحة الغيطان في الليل.. ونقيق الضفادع وعواء ذئب في قلب الغيطان "
كما أن اهتمام الكاتب بالتناقض الواضح بين الليل والنهار يظهر من خلال السرد..** لقد انقلب كيانه في النهار, عندما رائها تقف مع صبحي مسئول مزرعة الدواجن..الخ** وفي موضع أخر من الرواية** في ليلة عتمة بلا قمر, التصقت به وأمسكت بيده..الخ** وقد تكون الرواية مكتوبة بأسلوب يختلف عن البناء المعروف للرواية من بداية وعقدة أو وسط ونهاية, إلا أنها تعتمد علي حشد هائل من الشخصيات والأحداث الرئيسية والفرعية التي صيغت بمهارة فجاءت الرواية متماسكة ومحكمة من خلال اهتمام الكاتب بالأحداث الثانوية والشخصيات غير الرئيسية التي جاءت مجسمة تنبض بالحياة. أشخاص الرواية عاشوا حياة سابقة, يتعرف عليها القاري من خلال الضوء الذي يلقيه الكاتب علي ماضي الشخصيات من خلال حكاياتهم, وبعض التفاصيل الصغيرة التي تساعد علي رسم صورة دقيقة وواقعية لهذا الماضي. **العينان اللتان فقدتا الأبصار.. القلب الذي لم يعد يدق لأمراه ثانية, الأصدقاء الذين اختصروا في واحد أو اثنين. الابن الوحيد, الزوجة التي لم تعد تعنيه أو يعنيها منذ اكتشافها علاقته بثريا..يتحدث مع ابنة من وقت لأخر يحاسبه علي فلوس مزارع الدواجن ومناحل العسل ومحلات اللبن والبيض.. لكن بداخلة خبا كل شي, انطفأت القناديل كما أنطفا بصرة** وقد صور الكاتب حياة أبطالة السابقة كمغامرة أو رحلة خاضوها وعادوا منها محملين بالأمراض والعاهات وأنواع مختلفة من العجز والفقر والوهن ليواجهوا واقعهم المهدد بالفناء في أي لحظة. كل الأحداث والحكايات القصيرة الكبيرة والتي تمثل عصب الرواية صاغها الكاتب بأسلوب مختصر وبمهارة, وقد يشعر القاري عند البدء بالتشتت والارتباك لكثرة الأسماء والأماكن والأحداث, لكنة مع الاندماج في القراءة والاستمرار فيها, يبدأ في الانفعال والتعايش مع الشخصيات لدرجة الذوبان في عالمها. أسلوب الكاتب يميل إلي السخرية والتهكم وهو يصف عالم ضيق يحمل بذرة فنائه.. حيث الآباء عاشوا حيواتهم ولم يعبئوا بالأبناء الذين وقفوا وكأنهم ,,شهود,, يشاهدون الآباء ينهارون بينما هم لا يملكون شيئا يواجهون به عالمهم المستقبلي ..
“ كأنة نهار,, رواية قصيرة , كما يصفها مؤلفها, لكنها نجحت في نقل القاري إلي عالم ملي بالتفاصيل الصغيرة الضرورية لفهم الحياة.
أمنية فهمي
جريدة التجمع



#أحمد_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود كمتاهة دائرية
- الحلم بالسفر فى رواية ليل لأطراف الدنيا
- جنة وعفريت مسروق
- عواطف مبتورة وشهوات ممتدة
- قصص عن واقع مفكك
- ياسر محمد إبراهيم يكتب عن - مسك الليل
- بيلانسى
- مسك الليل أم مسك البداية
- قصص مسك الليل , طيف رجل , ظل امرأة
- يا وجعك يا توفيق
- غريزة الجسد والموت فى قصص أحمد الشريف
- استعادة الزمن االفردوسي
- مسك الليل لأحمد الشريف - علاء الديب
- سرة امرأة
- و -كأنّه نهار-
- عزمى عبدالوهاب يحاور الكاتب المصري احمد الشريف


المزيد.....




- بعد الحكم عليه بالجلد والسجن.. المخرج الإيراني محمد رسولوف ي ...
- فنانة مصرية شهيرة: عدونا الأول والأخير هو إسرائيل
- بعد الحكم عليه بالسجن.. المخرج الإيراني الشهير محمد رسولوف ي ...
- إستعد.. موعد وجدول امتاحانات الثانوية العامة جميع الشعب علمي ...
- يواجه حكما بالسجن... المخرج محمد رسولوف يهرب من إيران قبل عر ...
- محامي ترامب السابق يقر بالكذب لصالحه في قضية الممثلة الإباحي ...
- محامي ترامب السابق يقر بالكذب لصالحه بقضية نجمة الأفلام الإب ...
- قضية الممثلة الإباحية.. -تصريح ناري- لمحامي ترامب السابق
- بعد مهرجان لأفلام الذكاء الاصطناعي.. جدل حول مستقبل السينما! ...
- صلاح الدين الأيوبي الحلقة 24 صلاح الدين 24 مترجمة مسلسل صلاح ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشريف - النور ينقضي سريعا