أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - القراءة الأخيرة في فصول كتاب المائة طعنة وطعنة في قلب سوريا ...؟؟















المزيد.....

القراءة الأخيرة في فصول كتاب المائة طعنة وطعنة في قلب سوريا ...؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




التهبت حناجر المحللين بشكل هستيري , كي يتقيأوا علينا توقعاتهم وتكهناتهم عما سيحدث ,وبدأ كل واحد منهم يفسر الأمر من رؤيته الخاصة للموضوع , أو استنادا إلى بعض المعلومات والمصادر المسربة اليه , وأصبحت القنوات الاخبارية مثل خلايا النحل لا تهدأ من استقبال وتوديع ضيوفها , وربما لن أضيف الكثير عن الوجبات الدسمة التي يعتقدوا أنها ستكون الوجبة الرئيسية في الوليمة السورية , ولن أعطيكم الوصفة السحرية التي ستكون نهاية الحلقة في مسلسل طويل اسمه العدوان على سوريا .

إن المشي على الجمر أسهل بالكثير من المشي على طريق ما يسمى الثورة السورية , وإن ابتلاع عشرين علبة من مهدئات العصبية لن تكفيك كي تُخرس الضجيج في عقلك , لأنك لا تعرف في أي حلقة قد وصلت من هذا الافعوان المسمى المؤامرة على سوريا , فالجميع له وجهة نظر والجميع يتكلم وكأنه فيلسوف زمانه والجميع يعتقد أنه على حق والحق لا يعرفه أحد ومن ضمنهم أنا , لأن الحق يحتاج الى رجل يسمع الحق ورجل يتكلم بالحق , ونحن للأسف خسرنا الطرف الاخر فإن اعتقدنا اننا على حق فان الطرف الاخر لا يصدقنا والعكس صحيح .

إن التلويح بالعدوان العسكري على بلد ذو سيادة , هو احدى الصيغ السياسية التي ابتدعتها امريكا تحت سقف موافقة مجلس الأمم المتحدة , بذريعة حماية المدنيين والدفاع عن حقوق الانسان , وهو تماما مثل عملية فض بكارة فتاة في العشرين من عمرها , بعد موافقة اهلها على العملية التي ستنقذ حياتها من مرض خطير , ولكن الامر في حقيقته هو عملية اغتصاب برضا الجميع, من المغتصبين الذي يسمون أنفسهم دكاترة ومن أهلها المخدوعين بعملية ستنقذ حياتها ومن المشاهدين الذين يتلذذون بالمنظر الجميل .

والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع الان , متى ستكون هذه العملية او الضربة او العدوان , وكيف ستتم وبأي طريقة , وما الادوات التي سيستخدمونها في العملية, ومن الاطباء الذين سيحضرون هذه العملية ومن المشاهدين الذين يحق لهم النظر من خلف شاشاتهم على هذه العملية , كلها تساؤلات تدور في فلك الأحلام الوردية التي زرعوها في عقولهم منذ سنتين واكثر كي يقطفوا رحيق الخيبة والفشل في نهاية الامر .

ان القراءة الحقيقة للوضع السائد حاليا يتطلب الكثير من التروي في اصدار الاحكام ويتطلب اكثر واكثر أُفقاً واسعة من الرؤية البعيدة المدى , فلا تستطيع أن تقرأ كتابا وعيونك ملتصقة فيه , عليك أن تبتعد قليلا عن الكتاب كي ترى الحروف وهي تتشكل جملة مفيدة يستطيع عقلك أن يفهمها.واذا حاولنا أن نطبق هذا الامر على الواقع الذي نعيشه اليوم في سوريا سنرى الكثير من الامور التي لم نلتفت اليها بحكم التصاقنا بهذه الازمة , والسؤال هو هل ستعتدي امريكا على سوريا؟

ان الجواب ربما يكون واضح بأنها ستعتدي لا محالة لأنها في وضع محرج جدا أمام العالم وأمام حلفائها , وتريد الحفاظ على ماء وجهها لأن هيبتها صارت على المحك , وآخر ما تحتاجه امريكا حاليا أن تسقط في عيون أصدقائها قبل اعدائها , فهي تحتاج الى الخروج الآمن من أفغانستان اخر السنة دون خسائر تتكبدها في ارواح جنودها , ولكن المعادلة الان ليس في انها ستضرب ام لا , المعادلة هو البحث عن مخرج طوارى من هذه الورطة التي اوقعت نفسها فيها دون أن تحسب أن روسيا ستتصيد اخطائها وتوقعها في شر أفعالها بعدما كشفت حقيقة استخدام السلاح الكيمياوي رغم تعنت امريكا واصرارها الغريب على ان النظام في سوريا من استخدمه .

إن جبروت امريكا وتاريخ العم سام صار في ميزان انقلاب القوى العالمية , وإن ثورتهم المزعومة في سوريا صارت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار , وكل المؤشرات تقول أن أمريكا تبحث عن اقل الخسائر في هذا المستنقع الذي أغرقت نفسها وحلفائها فيه , وخاصة بعدما تبين للقاصي والداني أن المسألة ليست مسألة ضربة محدودة او غير محدودة , وليست مسألة معاقبة دولة على أسس واهية وبدون الرجوع الى مجلس الامم المتحدة , فقد تخطت المسألة حدود المعقول وتجاوزت خطوطها الحمراء في تلميع كلمة الانتقام الى كلمة العقاب والمعاقبة .وهذا ما يفسر حالة التخبط التي يعيشها الرئيس اوباما من ايجاد حجة تقنع العالم بعدوله عن الضربة بطريقة تحفظ ماء وجهه أمام الجميع دون ان يخدش هذا من ريش النسر الامريكي .

إن كلمة السر في الأزمة السورية هي اسرائيل , وكل ما يدور حولنا من تداعيات وتصريحات وخطابات كلها تدور في فلك أمن اسرائيل , والذي لن يتحقق الا بهزيمة ثلاثة جيوش وهي الجيوش العراقية والسورية والمصرية , وقد انتهوا سلفا من الجيش العراقي بنفس السيناريو الذي يحاولوا ان يرسموه على سوريا , وقد كانوا على موعد مع شرب كأس النصر في انهيار الجيش المصري بعدما أوصلوا اعوانهم الاخوان المسلمين الى سدة الحكم , ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , والجيش السوري طوال عامين ونيف لم ينهزم ولم يتراجع ولم يتعبّ , بل على العكس ازداد اصرار وقوة ومرونة على الحرب أكثر من قبل , وفي نفس الوقت انقلبت الطاولة على رؤوس الاعوان المسلمين وصاروا مجرد شرذمة من الارهابيين الملاحقين بعد ان كانوا يلاحقوا الناس .

اليوم ليست المسألة في ضرب سوريا , المسألة في توقعات الرد على هذه الضربة : ماهي الاحتمالات المتوقعة لحجم الرد؟ وهل سيطال منطقة الشرق الاوسط كلها ليصل إلى القواعد الامريكية في دول الخليج و الى اسرائيل نفسها التي ستشتعل لا محالة بنيران خبثها؟ وماذا سيكون رد حزب الله الصامت عن الاحداث مثل الاسد الرابض للهجمة؟ وهل ستكون تركيا في مرمى الصورايخ السورية والايرانية في حال تدخلت في هذه الحرب؟ وما موقف الاردن هذا البلد الشقيق الذي جعل ارضه ساحة للصد والردّ مقابل حفنة من دولارات وضعها الملك في جيبه سلفاً؟ وهل سيحترق لبنان في جهنم طائفيته بعدما تسقط هذه الحرب كل الاقنعة التي كانوا يختبئون ورائها؟ دون أن نذكر موقف روسيا العظيم في هذه الحرب وتداعياتها دعمها اللوجستي والعسكري فيها .

ان القارئ الواعي لما يقرأ , يعرف أن امريكا فشلت فشلا ذريعا في تركيع سوريا , وأن اسرائيل صارت على بعد خطوتين فقط من سقوطها المفجع لشعبها و المفرح لشعوبنا , وأن الدول الخليجية المتآمرة على سوريا قد صارت أمام فوهة المدفع الفارسي, وأن التاريخ يعيد نفسه كي يقول لنا أن أمريكا طوال تاريخها المبللّ بالخديعة والكذب والتشويه لا تنقذ حلفاءها, وتاريخها مشهود بالتخلي عمن يصير حجر عثرة في طريقها ,وأن العدوان على سوريا قد يكون محدودا من جهة الضربة , ولكن سيكون بلا حدود من جهة الردّ , وكل المعارك الاعلامية التي ترونها على شاشات المتلفزة ما هي سوى محاولة اخيرة لابتلاع الشوكة التي زرعتها سوريا في حلق أعدائها من دون أن يصدروا صوتا متألماً كي لا يفضحوا أنفسهم أمام العالم والرأي العام . هل ستكون هذه الحرب هي الصفحة الاخيرة في اسطورة اسرائيل , أم أننا سنطوي الصفحة ونغلق الكتاب ونقول كفانا الله شر القراءة ...؟؟


-
-
-

على حافة العدوان

قد يكون العدوان من جهة الضرب له حدّ
ولكن لن يكون له حدّ من جهة الردّ ..؟؟

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قميص يوسف ودمائه في سوريا .. إنه الذئب يا أبتي ..؟؟
- أبو الهول ينهضّ في مصر وسحرة فرعون يسقطون في سوريا..؟؟
- الربيع العربي .. ونظرية داروين في أًصلّ العربّ ...؟؟
- هل صدق الله أم سقط الله ...؟؟
- الشعب المصري في مطبخ الاسلام والوجبة ( تمرد ) ؟؟
- العراة في الوطن هم أناس لا يملكون عورة كي يسترونها في الأصلّ ...
- أنا يا إلهي لستُ طائفيّ ...؟؟
- العقل السوري بخير ما دامت أجنحة فلسطين المكسورة في القصير .. ...
- بين موت العباد وحياة الفساد ..ومواطن سوري يعيش صباح الأضداد ...
- حسن نصر الله مجرم بحق العرب يجب مقاضاته بجريمة تشويه التاريخ ...
- سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كل ...
- ماذا سيفعل دون كيشوت العرب وطواحين الثورة السورية قد ماتت .. ...
- لا تعتبي يا قدس لا تعتبي فقد باعوكي كلاب العربِ..؟؟
- بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟
- تنبشون قبور الصحابة الكرام يا أولاد الحرام ..؟؟
- بهاليل و مساطيل والمهنة حُكام عرب .؟؟


المزيد.....




- المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟
- دراسة: مجرى قديم للنيل ساهم استخدامه ببناء عدد كبير من الأهر ...
- -شريان حياة- بعد إغلاق معبر رفح.. نظرة على الرصيف الأمريكي ا ...
- صحيفة تكشف استراتيجية نتانياهو من أجل البقاء في السلطة
- أولمبياد باريس 2024: كيف يستعد الشباب لتمثيل بلدانهم؟
- وزير خارجية تايوان يقول إن الصين وروسيا تدعمان -النزعة التوس ...
- لقاء الفن والإبداع لرسومات صديقة للبيئة في معرض هونغ كونغ
- -يونهاب-: كوريا الشمالية تزرع الألغام وتنصب الأسلاك الشائكة ...
- الصحف الغربية: تزايد استخدام مقاتلة -سو-57- مع صواريخ -خا-69 ...
- هنغاريا تقترح اعتماد قانون بشأن العملاء الأجانب في الاتحاد ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - القراءة الأخيرة في فصول كتاب المائة طعنة وطعنة في قلب سوريا ...؟؟