أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - الخوف من انبعاث الحضارة العربية ثانية















المزيد.....

الخوف من انبعاث الحضارة العربية ثانية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا تضمن الإمبريالية الغربية ترسيخَ عَطَبٍ مستديم في جذر النهضة العربية القادمة، إذ تجعل نقيضَها المضاد لها في كل خصائصها، مقيماً معها في عقر دارها.هذا ما يراه الكاتب العربي الكبير مطاع صفدي ، وبالعودة الى تاريخية الاستيطان الاسرائيلي لأراضي فلسطين نجد ان جيوش أربع دول عربية عجزت عن الحاق الهزيمة بعصابات مستوردة ، وهذه الدول هي -مصر- الأردن - العراق -وفلسطين ، لكننا لن ننسى الأسباب الحقيقية وراء هذه الخسارة أهمها منح القيادة والاشراف لضباط انجليز . كما تم الغاء وحل منظمة الجهاد المقدس الفلسطينية ، وحل الجيش الفلسطيني وجميع القوى التابعة له والمنسقة معه ، بدعوى توحيد قيادة الجيوش العربية تحت امرة الجنرال الانجليزي "جلوب باشا" المدعو "أبو حنيك " . فالهزيمة والخيانة على هذا النحو تكون مقررة سلفا ، دون الدخول في تفاصيل أخرى .
لكن ما هو الرابط بين احتلال فلسطين وبين واقعنا اليوم كأمة عربية ؟ ، المؤرخ يبسط وقائع التاريخ ، والمفكر يبحث عن علل هذه الوقائع والفيلسوف يتساءل عن ماهية هذه الوقائع .
واذا ما دققنا جيدا في أوضاعنا اليوم ومآلات الأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية فاننا سنجد هناك خيطا غليظا وليس رفيعا يربط تاريخنا المعاصر بارادة الاستقواء على المنطقة وأهلها وخيراتها في صراع أممي شهده التاريخ البشري منذ نزول الانسان الى الأرض . ودون الوعي بهذه الحقيقة سنظل شعوبا رومانسية حالمة ، مفعول بها وفيها دون القدرة على صناعة هوامش فعلها وأثرها .
ان التفاعلات التاريخية أصبحت اليوم شبيهة بالتفاعلات الكيميائية ، اذ كلما تطور العلم وتطورت تقنياته الا وتم اكتشاف مواد جديدة وتفاعلات جديدة . ولعل هذا ما تخلص اليه القراءة الموضوعية لراهن الوطن العربي والأحداث الفظيعة والخطيرة التي تعصف به وتكاد ترجعه قرونا الى الوراء ، ليس على صعيد الفكر والتفكير فقط ،بل على صعيد الفعل والتدبير أيضا ، وكأننا كائنات مسلوبة الارادة .
لا يتعلق الأمر بتاتا بالارتكان الى نظرية المؤامرة التي يعود اليها أصحاب الردود الجاهزة ، والعبارة المطبوخة النتنة ، فنظرية المؤامرة كتبرير فاقع لفشل الأمة العربية منذ أكثر منذ قرن ونصف في تحصين ذاتها وبنائها لايستقيم مع سلامة العقل النقدي ، وخاصة منهجية النقد السلبي .
فهناك استراتيجيات دولية تتقاطع مع المصالح الحيوية والحضارية للدول المستفيدة من تأخر وتخلف الدول الأخرى ، خاصة اذا كانت هذه الدول تمتاز بتوفرها على طاقات وثروات خامة هائلة ، وعلى مواقع استراتيجية مفصلية جد مؤثرة ، كحال الجغرافيا العربية . فالدول العظمى والدول الحيوية *تخطط لمديات متوسطة وطويلة قد تبلغ نصف قرن ببناء السناريوهات المتعددة والخطاطات المتنوعة والمسودات المختلفة ،بناء على استقراءات أنثروبولوجية وتاريخية واجتماعية وسياسية واقتصادية ونفسية واثنية للأمم المنافسة . بينما نجد الدول العربية غارقة في مشاكل تقليدية وهامشية مفتعلة كالصراع من أجل كرسي الحكم ، وحب السلطة وجمع الثروات ، وما نلمسه اليوم من طفو العصبيات القبلية والنعرات الاثنية ، وهي صراعات استطاعت أن تخمدها أوروبا مثلا في العصر الوسيط ، وان كانت قد شهدت احياءها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، لكن العقل الغربي لم يسمح بتطورها ، وسرعان ما أطفأ نيرانها ، ليس الا لعبا على الأوتار الرومانسية التي يتميز بها لشعب العربي .
واذا ما انطلقنا من مسلمة انبعاث النهصة الأوروبية الثالثة مع بداية القرن الثامن عشر ، والتي ارتكزت بالأساس الى ترجمة مخلفات التراث العربي ، دون اغفال الارادة الجموحة للغربيين ، وخاصة نخبهم المفكرة في بعث حضارة أجدادهم ، وانتقالها الى أمريكا بحكم أنها شكلت لفيفا من بعض المغامرين الأوروبيين ، فان عملية احياء الحضارات الانسانية الكبرى لم تبق حكرا على الأوروبيين والمولدين منهم ومن خليط من أمم شتى -الولايات المتحدة الأمريكية - ،فاعادة احياء الحضارة حضارة شرق آسيا -الصين +الهند - وانبعاث روسيا كوريث شرعي للاتحاد السوفياتي البائد ، أحال الى محاولات بعث الحضارة العربية ، التي تم وأدها في مهدها في أكثر من مناسبة ،بداية مع نهضة محمد علي باشا ، حيث تم اجهاضها في ابانها بعدما لاحظ الانجليز اقدامه على احداث ثورة في مجالات حيوية عديدة كتمتين قوة الجيش تنظيميا وآليا ، وتطوير الفلاحة والصناعة وارسال البعثات الطلابية الى الغرب . كما تم اجهاض الثورة العلمية والصناعية لسوريا في الخمسينيات من القرن الماضي والتي كان يطلق عليها "يابان العرب " . وبعد التطور الطبيعي لبذرة العقلانية العربية بعد الانفتاح على مختلف العلوم الانسانية بحكم التطور الانساني بدأ تنصيب الحكام العملاء ، ومعظمهم أتى عن طريق الانقلابات العسكرية ، وقليل منها عبر تثبيت الحكم الوراثي الذي أدى الى فضائح سياسية الى درجة أن الجمهوريات بدأت تورث للأبناء .
والتاريخ بطبيعته لا يرحم ، ولا يعلن عن نفسه في تحولاته الكبرى ، يفجأ الجميع ، وهذا ما حدث مع الثورات العربية التي لاتزال تبحث عن خلاصاتها الانسانية العظيمة .
واذا كان " عقل النهضة لم يكن محبطاً" كما يؤكد المفكر الكبير مطاع صفدي ، فان هذا العقل نفسه لم يعقل عقله للآن ، ولم يمارس فعله الطبيعي بحكم القيود المفروضة عليه ، وهي قيوط قبلية وبعدية ، داخلية وخارجية ، فوقية وتحتية . لكن هل يمكن معاكسة منطق التاريخ اللامنطقي ؟ **. الباحث الموضوعي يجد من الغباء معاكسة منطق التاريخ اللامنطقي .
فمن كان ينتظر استفاقة تركيا ؟ ، ومن كان ينتظر عودة ألمانيا النازية كأكبر قوة عسكرية وصناعية بعد تدميرها في الحرب العالمية الأولى ، بل من كان يفكر في توحيد ايطاليا التي كانت عبارة عن اثنتي عشرة دويلة في القرن الثالث عشر والرابع عشر الميلادي ؟.
لا يمكن اجهاض منطق التاريخ اللامنطقي ، لأنه مثل الريح لا يمكن صدها تماما ، الا اذا أغلقت عليك كل المحاور وتصندقت -من الصندوق - .
ان ابادة الأمة العربية وحدها الكفيلة بمحو عقلها واطفاء جذوة طموح أهلها .
لايمكن في ظل هذه القراءة المكثفة صد انبعاث الحضارة العربية ثانية ، الا اذا كانت تلك رغبة وارادة لاارادة العرب . فقط .
أما ما يصنعه أعداؤنا ،فبرغم كل ذكائهم ودهائهم وكيدهم ، فان اللعبة أضحت مكشوفة ، وهذه المبالغة في تصريف العلاقات البينية الممزوجة بتدخلات غيرية تبقى وحدها دليلا على الدوافع الخارجية وراء ما يجري الان في معظم البلدان العربية ، بتواطؤ مكشوف مع خدام الأطماع النفسية الصغيرة .
.
*المقصود بالدول الحيوية تلك الدول التي استطاعت أن تحافظ على نسغ تاريخها الحضاري وتبعثه من جديد كتركيا والصين
**المنطق اللامنطقي هو عبارة عن حاولت التعبير فيها عن الوقائع التي تحدث عكس المتوقع وعكس المستقرأ



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الحاضر الغائب -11- رواية
- ابتسمي
- هاري كريشنا
- المغرب وعلامات استفهام كبرى وعديدة
- البحث عن الغائب الحاضر -10-رواية
- سليل النار
- رعشات تائه
- البحث عن الغائب الحاضر -9-رواية
- السلطة الرابعة ...السلطة الأولى -1-
- التفكير بالدين والتفكير في الدين
- روسيا تنتصر
- البحث عن الغائب الحاضر -8- رواية
- أنت الصباح
- فنجان قهوة مر
- فلسفة حق تقرير المصير-1-
- رحيل آخر جماليات النقد العربي : يوسف سامي اليوسف
- القطيعة الابستمولوجية :نحو فهم جديد -3-
- البحث عن الغائب الحاضر-7-رواية
- لن يحترموننا
- التهافت الاعلامي والاسترزاق الثقافي


المزيد.....




- موقف -مختلف- لفرنسا بشأن ملاحقة -الجنائية الدولية- لقادة إسر ...
- ماذا قالت تركيا عن سبب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟
- لماذا -تتناقض- مواقف إدارة بايدن تجاه أوكرانيا وغزة؟.. مسؤول ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- للمحكمة الجنائية الدولية
- محاكمة ترمب في القضية الجنائية غير المسبوقة تدخل مرحلتها الن ...
- مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح
- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - الخوف من انبعاث الحضارة العربية ثانية