أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - مالي :غياب السلام، فرصة لقرع طبول الحرب القادمة..!!!















المزيد.....

مالي :غياب السلام، فرصة لقرع طبول الحرب القادمة..!!!


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 23:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



مازال الغموض يسيطر على الوضع الحالي في مالي ،ويترك الباب مفتوحا على كل الاحتمالات وبخاصة على بعد اعتقال رئيس الحكومة "شيخ موبيدو ديارا" ، وتوقيفه في باماكو بأمر من الكابتن" امادو هايا سانوغو" القائد السابق للانقلابين
يعتبر رئيس الحكومة المالي الذي تتنحى بالقوة عن الحكم ، بعد أن كان عرابا قويا لمطلب التدخل العسكري في هذا البلد الجار، مدعوما في مواقفه بالحليف الفرنسي الذي يسعى جاهدا لفرض الخيار العسكري خيارا وحيدا لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ شهر اذار مارس العام الماضي حين وقع انقلابا عسكريا اطاح بالسلطة الرسمية للبلاد .. لكن كما يبدو أن عالم الفيزياء الفلكية والباحث في وكالة “نازا” الأمريكية الذي اقتحمت حديثا معترك السياسة لكنها سقط في آخر حلقات الصراع مع الطغمة العسكرية التي ترأسها قائد الانقلاب على الرئيس "امادو تومانو توري".
الموقع الجغرافي لمكونات الصراع :
تعتبر شمالي مالي منطقة قاحلة تضاهي مساحتها مساحة فرنسا ويسكنها قبائل الطوارق البدو الذين كافحوا على مدى عقود طويلة لنيل استقلالهم الكامل عن مالي، فالانقلاب العسكري الذي حصل سابقا اتاح لهم بان يروا الفرصة امامهم مناسبة ويجب اقتناصها فورا ، مما مكنهم من انتزاع المناطق الشمالية سريعا من قوات الجيش المالي الضعيف والذي ما انهزم سريعا امام ضربات الحركة الوطنية"الازاودية "الطامعة بتشكيل دولتها الخاصة ، ولكن دخول الحركات الاسلامية على خط الصراع فراضين قانون الشريعة الاسلامية بطرقة قاسية على السكان المحليين مما اثارات هذه الممارسات موجة قلق في عواصم العالم .

وكانت انقسامات شديدة برزت إلى العلن بين الطغمة العسكرية والرئيس المؤقت تراوري ورئيس الوزراء المعتقل ديارا بشأن كيفية التعامل مع الأزمة، حيث يرفض التدخل العسكر وأي تدخل أجنبي في البلد لطرد الجماعات المتمردة في الشمال، وفي ظل هذه التطورات المستجدة على الساحة المالية يتضح أن التخوّف الذي تبديه الجزائر بشأن إرسال قوات دولية إلى مالي لتحرير الشمال في محله مادام الصراع محتدما بين الحكام الانتقاليين للبلد.

الرغبة الفرنسية في التدخل :
تسعى فرنسا الى ترويج افكار في المجتمع الدولي بشان الخطر في مالي من سيطرت التطرف الاسلامي وتحاول اقناع الجزائر بذلك .فالأفكار التي تحاول فرنسا ترويجها كفيلة بفتح أبواب جهنم على المنطقة بأكملها، حيث يحذر الخبراء من أفغنة الساحل الافريقي في ظل تكالب القوى الكبرى الطامعة في نهب مقدرات الشعب المالي وثروات الدول المجاورة في مرحلة لاحقة ، لذلك فإن العديد من الدول حرصت على ضرورة تغليب الحل السياسي بين فرقاء الأزمة المالية وسحب البساط من الحكومة الفرنسية الراغبة في فرض الحلول العسكرية بأي ثمن وقد أصبح طموحها واضح للعلن بعد أن تصدت واشنطن لهذا الطرح مبدية تخوفها من التدخل العسكري لغياب رؤية واضحة حول العملية.
طبعا استطاعت فرنسا اقناع مجلس الامن الدولي في 12 تشرين الاول "اكتوبر "بتبني قرارا امميا بالتدخل في مالي لطرد الاسلاميين منها، وبعدها ناقش قادة دول غرب مالي في قمة طارئا في ابوجا "النيجرية "الوسائل العسكرية واللوجستية التي يطلبها التدخل العسكري في مالي ،وتم وضع خطط استراتيجية وعسكرية وتأليف قوة عسكرية قوامها 3300 جندي مدعومة من دول وسط افريقية "ايكواس" المجلس الاقتصادي لهذه الدول الذي يضم 15 دولة ، اضافة الى الدعم الاستخباراتي الامريكي للحملة، وان هذه القرارات سوف تعمل على اعادة الاستقرار في البلد.
تغير في الاستراتيجية الاقليمية :
لكن الآمال تبدلت فجأة لدى هذه الدول التي هي متحمسة جدا للدخول في عملية عسكرية واسعة في مالي بسبب صعوب المهمة الكامنة من خلال التالي:
1- مساحة الصحراء الشاسعة لشمالي مالي ،وضعف الجيوش العسكرية الافريقية وعدم جهوزيتها لخوض اية معركة في الخارج .
2- الدول الافريقية الذاهبة لنجدة الشعب المالي بالأغلب تعاني هي نفسها من حالة تمرد ومشكل امنية داخلية "مثال جامعة بكو حارم في نيجيريا ".

3- الترسانة العسكرية الكبيرة التي يملكها المسلحين الاسلاميين والتي استولوا عليها من نظام القذافي في ليبيا ؟
4- المدة الزمنية التي يستغرقها تدريب الجيش المالي من جديد.
5- الخوف الافريقي من الدخول في مستنقع نزاعات طويل الامد لا يحمد عقباه؟
الجزائر الرافضة :
تعتبر الجزائر الاكبر مساحة من بين هذه الدول وتملك حدودا شاسعة مع مالي ولها قوة عسكرية واستخباراتية كبيرة وخبرة واسعة في محاربة الاسلاميين والجماعات المسلحة منذ العام 1989.
-1ترى الجزائر بان أي حل في مالي يجب ان يكون سياسيا وبالتنسيق مع هيئة الامم المتحدة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة "برودي" لتفادي أي عمل عسكري.
2-الجزائر ترى بان أي حل عسكري في مالي سوف تكون ابعاده خطيرة على المنطقة بكاملة وهي لن تدخل بهذه المغامرة مستفيدة من تجربتها الطويلة في حربها مع الاسلاميين في الجزائر والذين اضحوا ممثلين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي .
3- ترى الجزائر بان اسلوب التفاوض مع الاسلاميين الرافضين للعنف والتدد من خلال التفاوض السلمي يمنع بإيجاد ممر امن للمتشددين في المنطقة الجنوبية الافريقية.

الموقف الفرنسي –الجزائي من مالي :
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف كانت مفاعيل الزيارة التي قام بها الرئيس هولاند الى الجزائر في 19-20 كانون الاول "ديسمبر "من العام الماضي ،طبعا لم تكون سهلة هذه المهمة ولم يقنع الجزائر بوجهة نظره بعد ان كانت مالي على اجندته الرئيسية لبحثها في الجزائر وبعد ان بسطة القوة الاسلامية المتطرفة سيطرتها على شمالي مالي ،فالموقف الفرنسي الضاغط من اجل الاستعانة بقوات عسكرية دولية لطرد الاسلاميين. الا ان الجزائر التي تعد قوة اقليمية في المنطقة وتملك اكبر جيش فيها والتي تحد مالي من الجنوب تعارض نهائيا فكرة التدخل العسكري في مالي ،وتدافع بقوة عن وحدة الاراضي المالية وترى الازمة لا تحل الا عن طريق المفاوضات السياسية عن طريق الحوار بين الفرقاء المتنازعة .
فالقوة عن طريق التدخل العسكري التي تسعى فرنسا اليها لفرضها مع بعض دول افريقية العجزة عن الحسم في دولها ،وليس في مالي... يبقى التدخل مغامرة تزيد "الطين بلة"، وتأزم الامر وتدخل العالم كله في نفق الظلمات المجهولة ،لكن الكلمة الفاصل في هذا الموضع يبقى للسياسة الامريكية المراقبة عن كثب لكل التحركات من خلال بعثتها الدبلوماسية واستخباراتها وقوتها العسكرية "افريكوم "وطائراتها بدون طيار ...لانها هي التي ستقول كلمة النهائية بان وضع مالي الى اين سيتجه .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب ومختص بالأعلام السياسي والدعاية .

[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليابان :كارثة اقتصادية او زوبعة انتخابات ...!!!
- روسيا وجورجيا : اعادة علاقات بظل فوز المعرضة الجورجية او ادا ...
- اكراد سورية و حلم التغير: الابتعاد عن الثورة ، او البحت عن ا ...
- روسيا البيضاء وسوق العمالة العربية...!!!(2-2)
- سورية وفلسطين : فلسطين دولة في الأمم المتحدة ،ومشعل في غزة , ...
- الاغنياء الجدد في دول الكومنولث الجديدة ...!!!
- روسيا البيضاء وسوق العمالة العربية ...!!!(1-2)
- الانسحاب الامريكي من افغانستان ...-طالبان- :انتصرنا...!!!
- التاريخ وَ الآفاق :الأغنياء الأجانب في الاتحاد السوفياتي الس ...
- روسيا البوتينية والثورة السورية :روسيا في حرب من اجل ملفاتها ...
- ايران اسرائيل :حرب قادمة او تقاسم نفوذ ...!!!
- الأزمة السورية: وانعكاساتها على أطياف الداخل التركي ...!!!2- ...
- روسيا البوتينية والثورة السورية: الإعلام الروسي في معركة الخ ...
- تركيا ومعادلاتها الاستراتيجية الجديدة: التطلع الى دول الجوار ...
- الانتخابات الاوكرانية : المواطن ،الاحزاب ،سياسة الدول العالم ...
- الاعلام حرفة ام مهنة ...!!!
- روسيا البوتينية والمعارضة السورية ...!!!2 -5 !
- روسيا البوتينية والثورة السورية:لحظة وداع او تدارك للكارثة ا ...
- خرجت القوات السورية لكن أجهزتها ظلت حاضرة..!!! (2-2)
- خرجت القوات السورية لكن أجهزتها ظلت حاضرة..!!! (1-2)


المزيد.....




- وزير الدفاع السلوفاكي يعلن خضوع رئيس الوزراء لعملية جراحية ج ...
- عالم الزلازل الهولندي الشهير هوغربيتس ينشر تغريدة مثيرة عن ا ...
- -رحلة خطيرة عبر طريق سرّي-.. مخرج إيراني يكشف طريقة هروبه حك ...
- في دارفور -قد تظهر إبادة جماعية جديدة- - نيويورك تايمز
- شاهد: إجلاء آلاف الأشخاص من منطقة خاركيف الأوكرانية
- بوتين يشيد بالعلاقات الثنائية المتنامية مع بكين في مجال الط ...
- بوتين معلقا على مؤتمر سويسرا: السياسة لا تقبل -لو-
- وزير خارجية إيطاليا لا يرى مؤامرة سياسية في محاولة اغتيال في ...
- غزة: الجيش الإسرائيلي حرق أجزاء كبيرة من مخيم جباليا
- مصطفى بكري يكشف سرا عن سيارات العرجاني


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - مالي :غياب السلام، فرصة لقرع طبول الحرب القادمة..!!!