أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اخفاق القرن العشرين الكبير














المزيد.....

اخفاق القرن العشرين الكبير


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1140 - 2005 / 3 / 17 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورث القرن العشرون تفاؤلية القرن التاسع عشر: أتت هذه التفاؤلية من الفلسفات الثلاث (الوضعية ـ الليبرالية ـ الماركسية) التي سادت القرن التاسع عشر وما ولدته، على التوالي، من تيّارات سياسية (الراديكالية ـ الليبرالية ـ الشيوعية ـ الاشتراكية الديموقراطية).
اجتمعت هذه الفلسفات والتيّارات على اعتقاد أن سيادة العلم والتقنية، المترافقة مع تعولم نمط الرأسمالية، ستؤدي الى اضمحلال واختفاء قوة العامل الديني في الفكر والسياسة لصالح الأفكار العلمانية واللادينية، والى تلاشي العامل القومي ودوره السياسي لصالح الأممية. والى تزايد قوة العوامل الطبقية حتى سيادتها في الصراعات الاجتماعية ـ السياسية ـ الثقافية على حساب الأشكال والعوامل الما قبل ـ رأسمالية (الطائفة ـ العشيرة ـ الجماعة ...إلخ).
لم يقلل من قوة ذلك نشوب الحرب العالمية الأولى وما ولدته من صور، وخاصة مع استعمال الحرب الكيماوية، بيّنت الكثير من ترافق انفلات غريزة الانسان الوحشية التدميرية مع أرقى ما أبدعه العلم والتقنية (الشيء الذي يمكن أن يفسر ازدهار الفرويدية واستعادة تشاؤمية شوبنهاور وأفكار نيتشه)، وكذلك فإن صعود هتلر وموسوليني على خلفية نزعة قومية شوفينية، وانتكاس قيم ليبرالية السوق مع أزمة 1929 الاقتصادية، لم يساهما في التقليل من قوة تلك النزعة "التفاؤلية" الآتية من القرن السابق.
كانت الثورة البلشفية عنواناً وقاطرة لتلك التفاؤلية، إلا أن لينين وستالين لم يكونا منفردين في ذلك، بل شاركهما في ذلك كل من "الرئيسين الأميركيين ويلسون في الحرب الأولى وروزفلت في الثانية، فيما لم يكن الراديكالي كليمنصو والعماليون البريطانيون، والأحزاب الاشتراكية الديموقراطية (ليون بلوم ـ برانت ـ ميتران)، بعيدين عن تلك النزعة.
في هذا الإطار لم تستطع قومية عبد الناصر، أو تلك الاستقلالية اليوغوسلافية عند تيتو ضد ستالين والسوفييت، ولا بحث نهرو عن طريق "غير منحاز" ـ أن تقطع تلك الموجة أو تحدّ منها، بقدر ما كان كل ذلك وقوداً جيّره السوفييت ضد المعسكر الغربي، الذي شعر بعدائية مريرة، طوال الخمسينيات والستينيات، تجاه ظاهرة (عدم الانحياز).
ترافق صعود الأصوليات الدينية، الإسلامية والهندوسية، مع تضعضع القوة السوفياتية منذ النصف الثاني من السبعينيات، ومع تراجع قوى التحديث المتأثرة بالغرب في البلدان المعنية، الشيء الذي لم يشمل فقط العالم العربي بل شمل إيران والهند وأندونيسيا وباكستان (ذو الفقار علي بوتو)، فيما لوحظ ترافق ذلك مع دخول اليسار الشيوعي الأوروبي في طور الضعف، والى حد أقل اليسار الاشتراكي الديموقراطي، لصالح قوى محافظة مزجت عقائدها المحافظة القديمة مع الكثير من عناصر الفكر الليبرالي (تاتشر ـ ريغان ـ هيلموت كول)، الشيء الذي تزامن مع صعود دور الفاتيكان ومع بروز حركة إحيائية بروتستانتية جديدة ظهرت معالمها عند الشاطئ الغربي للأطلسي.
إذا كان انهيار السوفيات قد عبر وعنى انهياراً لتلك التفاؤلية وإخفاقاً لها، بكل ما أدى اليه من انكشاف لوحة العلاقات الدولية من حيث استمرار وانتعاش وإعادة دور العوامل الدينية، والمذهبية، والقومية، بوصفها عوامل فاعلة وقوية في السياسة العالمية، فإن الذي انتصر مع (ريغان ـ تاتشر ـ كول) لم يكن قيم الليبرالية كما أتت من جون ستيوارت ميل، بل الليبرالية الممزوجة بكثير من عناصر التفكير المحافظ، النابع من الانكليزي ادموند بيرك الواقف ضد الثورة الفرنسية، وبكثير من عناصر التفكير الإحيائي البروتستانتي، كما يمكن أن نجدها، كخلطة فكرية، عند "المحافظين الجدد".
في مرحلة (ما بعد موسكو) كان الطريق الانتقالي الى القرن الواحد والعشرين ماراً عبر (ناغورني كاراباخ)، و(سراييفو)، وتدمير المسجد البابري من قبل الهندوس الأصوليين، و(حادثة الأقصر)، و(طالبان)، وصولا الى (11 أيلول) و(9نيسان): ماذا يعني ذلك على صعيد القرن الجديد؟... ثم: إذا كان طه حسين وعلي عبد الرازق وأحمد لطفي السيد وسلامة موسى لم يستطيعوا النجاح في عملية (التحديث) التغريبية، وكذلك كل من تبعهم في هذا الخط من ليبراليين وماركسيين وقوميين، فهل يستطيع جورج بوش الابن، بدعوته الى (التحديث) و(الديموقراطية) بالشرق الأوسط، أن ينجح في ذلك خاصة وأن ظلال (صموئيل هنتنغتون) و(بات روبرتسون) و(برنارد لويس) لا يمكن أن تخفى من وراء ذلك؟... أخيراً: هل إخفاق القرن العشرين ذاك يعني عودة ورجعة الى الوراء، أم أن العصر الحديث ما زال مضطراً الى معالجة مشكلات لم تحل بعد، بعد أن وضع طلاء رقيقاً فوقها من خلال مقولات (العلمانية) و(الأممية) و(الطبقية)، الى أن أتى العقد الأخير من القرن العشرين مفجراً وناثراً لها، ليضع كل ذلك من جديد فوق طاولة السياسة العالمية؟...



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدعاء الاسلام الى السياسة العربية
- تأملات استرجاعية في الأحداث السورية: 1979 - 1980
- تديين السياسة العالمية
- الحبل السري: من الماركسية الى الليبرالية
- الرئيس الحريري نموذجأ سياسيأ
- النزعة الا لتحاقية
- الثورة اليمينية
- حزب سوري على أبواب مؤتمره
- الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية
- ?هل هنا ك شعب كر د ي في سو ر يا
- حجارة النظام القديم
- مل ء الفر اغ
- من أجل نظرة براغماتية عربية للسياسة
- النظام الرسمي العربي : نهاية مرحلة؟
- الأكراد والمعارضة السورية
- هل سيكون أردوغان نموذجاً أميركياً للعالم الإسلامي؟...
- الطارئون على الديموقراطية واشتراطاتهم
- فساد معنوي في المعارضة السورية
- الشرق الأوسط والاستثناء الديمقراطي
- التفسير التآمري وضعف دور المجتمع السياسي


المزيد.....




- -لا نعرف إلى أين سنذهب هذه المرة-.. الجيش الإسرائيلي يدعو إل ...
- طلاب مناصرون للفلسطينيين ينصبون الخيام في جامعة بولونيا في إ ...
- تسمم غذائي جماعي في مطعم برغر في السعودية.. مقتل شخص وإصابة ...
- مسؤولو حماس يكشفون تفاصيل الاتفاق.. وهجوم إسرائيلي يلقي بظلا ...
- حماس تعلن قبول اتفاق هدنة في غزة وغموض موقف إسرائيل
- ميقاتي: موافقة -حماس- على وقف إطلاق النار في غزة خطوة متقدمة ...
- جنوب إفريقيا.. إصابات في انهيار مبنى قيد الإنشاء
- توقف التحقيق في قضية الرفات البشري المتحلل في مخبأ نازي سابق ...
- العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مج ...
- شولتس: الاتحاد الأوروبي يوافق على استخدام فوائد الأصول الروس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اخفاق القرن العشرين الكبير