أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - الأزمة اللبنانية تحدث تغيراً في خطاب المعارضة السورية















المزيد.....

الأزمة اللبنانية تحدث تغيراً في خطاب المعارضة السورية


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1140 - 2005 / 3 / 17 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدأت أحداث المشهد اللبناني تتسارع وتتفاعل، محلياً وإقليمياً ودولياً، بعد فاجعة اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، في الرابع عشر من شهر شباط الماضي، والتي كانت بمثابة، زلزالاً سياسياً أصاب لبنان، شعباً وحكومةً، نظراً لما كان لـ(رفيق الحريري) من وزن سياسي واقتصادي واجتماعي. أعادت هذه (الجريمة السياسية) خلط أوراق الأزمة اللبنانية،التي تتمحور بجوهرها حول خيارات لبنان، بين أن يعود، كما كان، وطناً ليبرالياً حراً ديمقراطياً ومجتمعاًً منفتحاً بنظامه الليبرالي على محيطه وعلى العالم، وبين أن يتراجع ويضعف لينغلق على ذاته وينعزل عن العالم ويبقى دولة منقوصة السيادة والكرامة.
بلا شك، ستشكل الأزمة الراهنة، مرحلة مهمة في تاريخ لبنان المعاصر، إذ ستحدد ملامح وهوية لبنان الجديد وطبيعة نظامه السياسي، بعد أن كانت قد هزت، الحرب الأهلية التي شهدها عام 1975 وتداعياتها، شروط بقاء لبنان، كدولة متميزة في الشرق الأوسط، وكوطن جوهر خصوصيته، الديمقراطية والحريات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث كان لبنان، الصغير في جغرافيته والكبير في تاريخه السياسي والثقافي، يشكل في الماضي أمل وقبلة، كل الديمقراطيين والأحرار في المنطقة.
لقد نال، الحدث اللبناني وتداعياته، كثيراً من اهتمام الأوساط السياسية والمهتمين السوريين، نظراً لكون بلدهم(سوريا) في قلب هذا الحدث وطرفاً في الأزمة، ولما يحتله لبنان ذاته من مساحة كبيرة من تفكيرهم ووعيهم السياسي، ومن الطبيعي، أن ينقسم السوريين، كغيرهم، وعلى أرضية خلفياتهم الثقافية وانتماءاتهم السياسية، في قراءتهم للمشهد اللبناني وفي تحليلاتهم لتداعيات الأزمة اللبنانية، بين مؤيد لمطالب المعارضة اللبنانية، ورافض لها ومتحفظ عليها، بين خائف منها على لبنان، وخائف عليها من قمع سلطة لبنان.
والمهم في هذا السياق هو تأثيرات وتداعيات الحدث اللبناني على (المعارضة السورية)، في الداخل السوري، فالمتتبع لحالة الحراك السياسي، على الساحة السورية، التي تفاعلت وتنشطت مع قضية مقتل الحريري وتداعياتها على الأزمة اللبنانية، يبدو له وبوضوح ، أن تحولاً ملحوظاً قد حصل في خطاب ولغة المعارضة السورية، ممثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي (المعارض)- وهو تحالف يضم خمسة أحزاب سورية محظورة- فقد أصدر تجمع المعارضة السورية بتاريخ 28-2-2005 بياناً قاسياً في انتقاداته للسلطة السورية، حول الوضع الراهن في لبنان، إذ، يبدي فيه تعاطفاً مع مطالب المعارضة اللبنانية، ويحمل النظام في سوريا مسؤولية تداعيات الأزمة اللبنانية الناجمة عن تأخره في تطبيق اتفاق الطائف، جاء فيه: ((..... وهو(النظام السوري) لا يعمل حقيقة إلا على توفير أسباب بقائه واستمراره بكافة الوسائل، مستخدماً لغة منافقة ومضللة، لم تعد تثير اهتمام أحد. لأنها تقوم على تجاهل إرادة السوريين ومطامحهم من جانب، وعلى الاستخفاف بالرأي العام العالمي والقرارات الدولية من جانب آخر. ورغم انتقاله من فشل إلى فشل في مجمل سياساته الداخلية، وتوجهاته الإقليمية والدولية، فهو لا يريد أن يصدق أنه ينتمي إلى زمن مضى، وأن عليه أن يغير أو يتغير. كما لا يريد أن يرى حقيقة الوضع الجيوسياسي الجديد في المنطقة وعلى الصعيد العالمي بعد 11 أيلول والاحتلال الأمريكي للعراق. ومن هنا، لا يكاد يخرج من مأزق حتى يقع في شرك، يجر على البلاد وعلى الوضع العربي عموماً مخاطر حقيقية، في ظروف عربية ودولية غير مؤاتية، كان آخرها المأزق اللبناني وتداعياته.....)). فمن الملفت للنظر أن، بيان المعارضة السورية، جاء بلغة وتعابير سياسية مغايرة للغة البيانات السابقة، حيث كانت (المعارضة) تستحضر دوماً في بياناتها السابقة،السياسية الأمريكية العدائية اتجاه سوريا والعرب، في كل أزمة تحتدم بين سوريا، وأية دولة عربية، والولايات المتحدة الأمريكية. فعلى غير عادتها هذه المرة صعدت، المعارضة السورية، من لهجة الانتقاد الى النظام السوري، في حين لم يحمل أي انتقاد أو تهجم على السياسات الأمريكية اتجاه الأزمة اللبنانية أو في المنطقة، وكانت المعارضة السورية، تنظر في السابق للضغط الأمريكي على الأنظمة العربية القائمة على أنها مؤامرة الهدف منها الهيمنة وخدمة مصالحها في المنطقة، وكان ترى في مشروع الديمقراطية الأمريكي للشرق الأوسط، محاولة منها لقطع الطريق على أي تحول ديمقراطي حقيقي تعمل له القوى المعارضة الوطنية في الدول العربية، والمجيء بأنظمة جديدة مقبولة أمريكيا. ومن المعروف أن (المعارضة السورية) كانت في السابق تدافع عن الوجود العسكري السوري في لبنان، هذا الوجود الذي يتخفى خلف أنساق من الفكر القوموي والايديولوجيا القومية التي ما زالت تجتاح الوعي السياسي في الشارع السوري والعربي، التي تسوغ مثل هذا الوجود وتبرره.
وفي ذات السياق، طالب المحامي ، محمد رعدون، رئيس (المنظمة العربية لحقوق الإنسان) في سوريا، في تصريح له الى( جريدة ايلاف الإلكترونية) بتاريخ 5-3-220 ،السلطات السورية أن تستجيب لمطلب المجتمع السوري في اطلاق الحريات العامة ونشر الديمقراطية وأن تتوقف عن انتهاك حقوق الإنسان السوري، وحمل النظام الحاكم في سوريا مسؤولية اعطاء ذريعة للويلات المتحدة الأمريكية لكي تمارس ضغوطاً على سوريا، معتبراً أن الحل هو في عقد مؤتمر وطني يضم السلطة والمعارضة السورية.
لا شك، يعتبر ملف (الأزمة اللبنانية)،أحد الملفات الشائكة التي تركها الرئيس الراحل، حافظ الأسد، للرئيس الشاب، بشار الأسد، وقد بات هذا الملف أكثر تعقيداً وتشبيكاً، في عالم تعصف به أعاصير التغير، أحدثت تحولاً كبيراً في الظروف، العربية والإقليمية والدولية المحيطة بالأزمة اللبنانية، خاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، و بات من الصعب جداً أن تخرج سوريا من المأزق اللبناني من غير أن تدفع ثمناً سياسياً . وبدأت تشعر (القيادة السورية) بصعوبة الموقف في لبنان، خاصة بعد تداعيات جريمة مقتل (الحريري) وإسراع أكثر من طرف لبناني ودولي بتوجيه الاتهام لسوريا، مما دفع بالقيادة السورية للبحث، عبر أكثر من طرف دولي وإقليمي وعربي، عن مخرج مناسب ، وبأقل كلفة سياسية، من (الأزمة اللبنانية) التي باتت عبئاً سياسياً كبيراً عليها، بسبب العديد من الأخطاء السياسية التي وقعت (سوريا) فيها في طريقة تعاطيها مع الملف اللبناني، في مقدمة هذه الأخطاء، التأخير الكثير في تطبيق اتفاق الطائف، ثم رعايتها لقرار التمديد- الغير مبرر سياسياً بنظر الكثير من السوريين قبل اللبنانيين- للرئيس أميل لحود، الذي بات عبئاً على لبنان وسوريا، حيث أفقد سوريا بعض أصدقاءها الدوليين(فرنسا)، وكان سبباً في استصدار قرار مجلس الأمن 1559 ، كذلك سبب(التمديد) في تفكك تحالف الموالين لسوريا، داخل لبنان وخارجه، لصالح المعارضة اللبنانية،الآخذة في النمو والاتساع، وقد حققت(المعارضة اللبنانية) انتصاراً سياسياً كبيراً بإسقاطها في 28شباط حكومة (عمر كرامي) الموالية لسوريا، في أول جلسة للبرلمان اللبناني عقدها بعد اغتيال الحريري.
يأمل معظم السوريين أن يخرج، القرار الذي اتخذه رئيسهم(بشار الأسد) بسحب ما تبقى من الجيش السوري من لبنان خلال فترة قصيرة، بلادهم من (المحنة اللبنانية) سليمة وأن لا يصيبها ما أصاب العراق، وأن تعيد (القيادة السورية) النظر في طريقة تعاطيها، ليس مع الملف اللبناني فحسب، وإنما مع غيره من الملفات الإقليمية، على أسس جديدة، وبما يخدم المصالح الوطنية الحقيقية لسوريا، وإعطاء الأولوية في السياسية السورية في المرحلة القادمة، للملفات والقضايا الداخلية، التي حذفت من أجندة القيادة السورية طيلة المرحلة الماضية، مثل قضية الإصلاحات السياسية والديمقراطية والحريات، قضية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشكلة البطالة، وغيرها من الملفات التي تشغل بال واهتمام المواطنين السوريين أكثر من القضايا الإقليمية. وأن تتم عملية المراجعة هذه وتقوم على أسس وشروط جديدة، تأخذ التحولات العالمية والإقليمية والسورية بعين الاعتبار.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستحسم الأزمة الراهنة خيارات الشعب اللبناني
- آشوريوا المهجر، ما قيمة الوطن من غير حقوق
- من أجل اصلاح الدولة السورية
- قراءة غير سياسية للحرب في العراق
- رؤية آشورية للأحداث الخيرة في الجزيرة السورية
- حوادث الحسكة والتصريحات المخالفة للمحافظ
- في سوريا حزب الأغلبية الساحقة يخش الديمقراطية
- نعم لفتح باب الترشح للرئاسة في سوريا
- المؤتمر الدولي التاسع للدراسات السريانية
- في سورية حريات دينية وحرمانات سياسية
- شرق اسلامي، من غير يهود ومسيحيين
- نعم للدولة الوطنية ، لا لدولة القوميات في سوريا
- مسيحيو العراق بين سندان الاحتلال ومطرقة ارهاب المقاومة
- قانون الأحزاب وعقدة الديمقراطية في سوريا
- تصريح سياسي
- الحركة الكردية السورية بين السلطة والمعارضة
- في سورية خطوة إلى الأمام قفزة إلى الخلف
- مقاربة فلسفية للحرب العراقية
- الرئيس بشار الأسد والتحول باتجاه المعارضة الوطنية...؟
- ملامح مرحلة جديدة في سوريا


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - الأزمة اللبنانية تحدث تغيراً في خطاب المعارضة السورية