|
نداء أخوي ثان
محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 19:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
21.11.2012 نداء أخوي ثان من الدكتور محمد الزعبي إلى: أصدقائه السابقين في سورية إن دماء الشعب السوري ، التي تسيل صباح مساء ، ليل نهار ، في كافة مدن وقرى بلدكم سورية ، إن عشرات ألوف الشهداء ، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ، إن عشرات ألوف المفقودين ، إن عشرات ، بل مئات الألوف من معتقلي الثورة والرأي ، إن ملايين الذين هجروا بيوتهم ومدنهم وقراهم خوفاً من بطش النظام ، إن أخواتكم وبناتكم اللواتي يعتدى عليهن ، ويهنً ، بل ويغتصبن من قبل شبيحة النظام ، إن مساجدكم و كنائسكم ، التي قام النظام الهمجي بتدميرها وتدنيسها ، إن بيوت أهلكم وإخوانكم الذين هجّرتهم منها طائرات وصوارخ بشار الأسد بعد أن سوتها بالأرض إن كافة مدنكم وقراكم ، التي دمرها نظام عائلة الأسد وشبيحته ، زرعاً وضرعاً وشجراً وهواء وماء ، إن الحيوانات التي أعدمها جنود بشارالأسد ( الأشاوس !! ) رمياً بالرصاص أمام سمع العالم وبصره ، إن فضيحة براميل المتفجرات ، والقنابل العنقودية والفراغية والصواريخ والطائرات بمختلف أنواعها والدبابات ، والراجمات ، والأسلحة المحرمة دولياً وإنسانياً التي يستخدمها بشار الأسد وشبيحته ضد أبناء الشعب السوري ، إنّ ... وإنّ ... وإنّ .
إن كل هذه المجازر والمذابح والفضائح الوطنية والقومية والدينية والإنسانية البعيدة عن الكرامة والمروءة والأخلاق ،التي مارسها ويمارسها نظام عائلة الأسد منذ 1970 في سورية بصورة عامة ، ومنذ 1982 ( أحداث حماة ) و 2011 ( ثورة آذار) بصورة خاصة ، تفرض على كل مواطن شريف ، أن ينأى بنفسه ، قلباً وقالباً ، عن هذا النظام ، فلقد باتت كتائب الجيش السوري الحر ، كتائب الحرية والكرامة ، على أبواب القصر الجمهوري ، وباتت نهاية النظام ، أقرب من مرمى حجر .
أنني أخص بهذا النداء الأصدقاء الذين انطلت عليهم أكاذيب النظام في الممانعة والتصدي، والتي ( الأكاذيب ) تولت الممارسة العملية تفنيدها ، بصورة لامجال فيها لأي شك أو التباس ، ولا سيما بعد أحداث غزة الأخيرة ، التي وضعت وقائعها الملموسة كلاًّ من نتنياهو وبشار الأسد في سلة واحدة .
إن الهدف الأساسي لنتنياهو من هجومه الأخير على غزة ، هو ــ برأينا الخاص ــ : من جهة محاولة القضاء على البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية الباسلة ، بشقيها العسكري والمدني ، ولاسيما ، تدمير الأنفاق ، ومن جهة أخرى الحيلولة دون وحدة المقاومة بين فتح وحماس ، وذلك قبل أن يقف الجيش المصري ، جيش ثورة 25 يناير 2012، على قدمية ، وقبل أن تصل المعارضة السورية إلى الحكم في دمشق ، ويقف الجيش السوري بدوره على قدميه ، ويصبح هذان الجيشان قادرين على قول كلمة "لا" في وجه إسرائيل وحلفائها ، وعلى فرض السلام العادل عليهم ، ورحم الله أبو القاسم الشابي القائل : لاعدل إلاّ إن تعادلت القوى ... وتصادم الإرهاب بالإرهاب . هذا مع العلم أن سعي نتنياهو لتحقيق هذين الهدفين الكبيرين ، يمكن ( وفق حساباته الخاطئة ) أن يؤمن له الفوز في الإنتخابات المقبله ، على الطريقة الديموقراطية الإسرائيلية ، التي يعرف الجميع ، أن الناخب " الإسرائيلي " ، لايعطي صوته عادة ، إلاّ لأكثر المرشحين كرهاً للعرب ، وبعداً عن السلام العادل ، بل ولأكثرهم ولوغاً في دم أبناء فلسطين ، وخاصة الأطفال منهم ( بوصفهم رجال المستقبل ) فيالها من ديموقراطية إسرائيلية بائسة !! . لقد قدر لي ان ألتقي بأحد المسؤولين السوريين في نظام عائلة الأسد ، في إحدى العواصم العربية في أواخر ثمانينات القرن الماضي ،وبما أنه من الأصدقاء القدامى ، فقد أبلغته ، أنني بت مقتنعاً الآن بعد كل ماسمعت وما شاهدت ، أن تحالفاً استراتيجياً يربط بين نظام حافظ الأسد ، والكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة . انتفض صاحبنا المسؤول مستنكراً، وسألني مادليلك على هذا الكلام ؟ ، فكان جوابي له قو الشا عر : فليس يصح في الأفهام شيئٌ إذا احتاج النهار إلى دليل
وها أنا اليوم ، وبعد كل ماجرى ويجري في سورية وفلسطين منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم ، أجدني أكثر اقتناعاً في أن أكرر على مسامع ذلك الصديق القديم وعلى مسامعكم أيضاً أيها الأصدقاء السابقين ، ماسبق أن قلته له بالأمس ، ولاسيما أن أربعة عقود ونيف من حكم عائلة الأسد لسوريا ( حافظ وبشار ) ، قد أسقطت حتى حاجة المرء إلى مثل هذا الدليل . فالبديهيات ـ وبحكم إسمها ـ تحمل دلالتها في ذاتها ، دونما الحاجة إلى أيّ برهان أو دليل إضافي .
إنني أعرف أن هناك بعضاً من شبيحة القلم والسياسة والصمت في سورية ، مايزال يزعم أن يداه " لم تتلطخا بدماء الشعب السوري " كما هي حال الآخرين ، ولذلك فهو شخص مختلف عنهم ! . بخٍ بخٍ ياأيها البعض ، ولتعلموا أن جريمة " الرأس / المخ / الفكر/ اللسان " الملطخ بالعمى الذاتي هي أكبر من جريمة " اليد " الملطخة بالدماء ، ذلك أن الرأس هو من يعطي أوامره لليد لكي تضغط على الزناد ، هذا من جهة ، أما من جهة أخرى ، فإن شبيحة القلم والسياسة والصمت ، من هذا البعض ، يعرفون بالتأكيد القول المأثور والمتواتر ، في أن " الساكت عن الحق شيطان أخرس ". وإني لأربؤ بمن أعني من الأصدقاء القدامى ، الذين مازال لهم في قلبي بعض مكان ، أن يرتضوا لأنفسهم أن يحشروا ( بضم الياء ) في عداد هؤلاء الشياطين الخرس ، بله الشبيحة القتلة .
ألا بادروا إلى الإلتحاق بركب ثورة آذار المجيدة والعظيمة ، أيها الأصدقاء ، " فتيتانك " عائلة الأسد على وشك الغرق ، بعد اصطدامها بجبل ثورة الحرية والكرامة الشامخ والصلب ،ثورة آذار العظيمة . قوا أنفسكم وأهليكم لعنة الله ولعنة التاريخ أيها الأصدقاء ، قبل فوات الأوان . ألا هل بلّغت اللهم اشهد .
ـــ انتهى ـــ
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعارضة السورية في ميزان النقد ، مساهمة في التحليل والحل
-
الدفاع عن الرسول : نعم ولكن!
-
النظام السوري إلى أين؟
-
حزب البعث وسرطان الطائفية
-
التغير الإجتماعي بين الإصلاح والثورة الحالة السورية نموذجاً
-
ليس من رأى كمن سمع
-
جيش الأسد : من مذبحة الحولة إلى مجزرة تريمسة
-
نداء أخوي
-
الخامس من حزيران 1967
-
خواطر شاهد عيان الخاطرة العاشرة
-
ثورة آذار السورية بين إشكاليتين
-
في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين
-
حول مؤتمر المنبر الديموقراطي السوري في القاهرة
-
نزار قباني
-
توضيح من محمد الزعبي حول علاقته بالمجلس الوطني السوري
-
من محمد أحمد الزعبي إلى بشار الأسد
-
المعارضة السورية وحكاية دق الطبال
-
إشكالية حوار المعارضة مع النظام السوري بين المعلن والمسكوت ع
...
-
خواطر شاهد عيان الخاطرة الثالثة
-
خواطر شاهد عيان
المزيد.....
-
كيف أدت حرب أوكرانيا إلى التقارب بين الصين وروسيا؟
-
بوتين وشي جين بينغ.. كيف تعززت العلاقات بينهما؟
-
محامو جنوب إفريقيا في العدل الدولية: هدف إسرائيل بمحو غزة من
...
-
بنثر الورود.. شاهد الوفود في الممر إلى قاعة انعقاد القمة الع
...
-
صهر ترامب ينوي الاستثمار في مبنى قصفه الناتو في بلغراد عام 1
...
-
إسرائيل.. انقسام علني على أعلى المستويات بسبب -اليوم التالي-
...
-
حرب غزة: ما الذي نعرفه عن مقاضاة جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام
...
-
البيان الختامي للقمة العربية يدعو إلى نشر قوات حماية دولية ف
...
-
زيلينسكي يلتقي بكبار القادة العسكريين في خاركيف
-
تشكيلة المنتخب الألماني ليورو 2024 - جيل جديد يدعمه بعض المخ
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|