أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - المعارضة السورية وحكاية دق الطبال














المزيد.....

المعارضة السورية وحكاية دق الطبال


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1.
شكا أحد معارفي ، ذات يوم ، لرفاقه في قرية ( ...) بمحافظة درعا ، من أن أفكاراً عبقرية تراوده وهو نائم في الفراش ، بيد أن هذه الأفكار تغيب خلال إشعاله النور وبحثه عن الورقة والقلم لتسجيلها .
نصحه رفاقه بأن يقوم بتحضير الورقة والقلم ، وأن يضعهما مباشرة إلى جانبه ، وألاّ يطفئ السراج بصوركاملة عند نومه ، وهكذا سيتمكن من إلقاء القبض على تلك الأفكار العبقرية فور ورودها إلى جمجمة رأسه . قام صاحبنا بتنفيذ وصية الرفاق ، وفي اليوم التالي ، سألوه عن النتيجة ، فأجابهم لقد نجحت الخطة ، وها اسمعوا ماكتبت : " دق الطبال ، وأذّن الحاج فلان ... " . وبعد استماعهم لأفكاره العبقرية انفجروا ضاحكين القهقهة ، مشيرين ، إلى أن صاحبنا قد أفاق فعليّاً على صوت الطبال ، ذلك أن الشهر كان شهر رمضان ، وأن الطبال ( الدومري ) كان يوقظ الناس في وقت " السحور " ، وبالتالي فإن أفكاره العبقرية لم تزد عن قيامه بتسجيل ماسمعته أذناه ( الطبّال والمؤذّن )وهو نائم ، فيالها من عبقرية!!.
2.
خطرت لي هذه الحكاية وأنا أستعرض بعض بيانات وأدبيات " معارضة ماقبل انتفاضة شباب15.3.11 السورية " بكل مكوناتها وتسمياتها ودكاكينها ومؤتمراتها ، حيث وجدت أن معظمها ( أي ليس كلها ) ، إنما يدخل تحت باب واقعية " دق الطبال " من حيث كونها كانت من جهة ، ترداداً للشعارات الوطنية الثورية التي أطلقتها حناجر وبيانات وأدبيات شباب الإنتفاضة ، بداية من درعا ، ونهاية في كافة محافظات الجمهورية العربية السورية ( وهذا أمر إيجابي ) ، ولكنهها من جهة أخرى ( هذا إذامااستثنينا الصياغة اللغوية المتباينة ) لاتعدو أن تكون من حيث الشكل المعلن والمطروح أمام القارئ والسامع ، نسخة طبق الأصل عن بعضها بعضا .
وقد وقعنا في بيان لأحد مكونات هذه المعارضة ، على خلاصة جامعة مانعة ، بعيدة عن التكرار وعن التفاصيل المملة ، وأحياناً غير الضرورية ، تجسد مضمون هذا التناسخ ألا هي ( كما جاء على لسان موقعي هذا البيان ) التالية :
ـــ دعم الحراك الثوري المتواصل في سورية منذ 15.3.2011 والمطالب بالحرية والكرامة اللتين بات تحقيقهما مرتبطاً بشعار ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ،
ـــ ضرورة أن تستند مرحلة مابعد عائلة الأسد ، إلى عقد اجتماعي جديد ، يرتكز على القواسم الوطنية المشتركة التالية :
أ‌. المواطنة المتساوية لكافة مكونات الشعب السوري ، تلك المكونات التي تشبه أصابع اليد الواحدة ، من حيث اختلافها في الشكل ، وتوحدها في الوظيفة والمضمون .
ب‌. نظام سياسي مدني ديموقراطي تعددي وتداولي يتجسد في مثلث متساوي الأضلاع ، قاعدته ، المواطنة المتساوية للجميع ،وضلعاه الآخران : الدستور الموضوع من قبل هيئة منتخبة وممثلة لكافة مكونات الشعب السوري ، وصندوق الاقتراع النزيه والشفاف .
3.
إن عملية التناسخ التي أشرنا إليها أعلاه ، إنما هي واقع الحال مسألة شكلية وظاهرية في المقام الأول ، وإلاّ : ما سبب عدم توحد هذه المعارضة ، وتشكيلها بالتالي مرجعية وطنية لكل من الداخل والخارج ؟!.
إن مانراه من جهتنا أن بعضاً من مكونات هذه المعارضة ، وبالتالي أدبياتها وبياناتها ، إنما تنطوي على بعدين ، بعد تكتيكي معلن ، تغازل فيه شعارات الثورة والثوار ، وبعد استراتيجي غير معلن تغازل فيه نظام بشارالأسد ، ولكنها ــ وفي إطارهذه المغازلة ــ تطلب منه ( والحق يقال ) أن يقوم هو ذاته (بشار) بإصلاحات جادة وجوهرية ، تؤدي من جهة إلى إرضاء المطالب المشروعة للشعب السوري ، ومن جهة أخرى إلى بقاء هذا النظام التقدمي ، العلماني ، الممانع ، حامي الأقليات ( بنظرها ) في السلطة !! .
نعم إن جزءاً أساسيا من المعارضة السورية ، إنما هوسجين هذا التناقض المنطقي والعملي بل والباطني ، والذي يرى أصحابه أنفسهم من خلاله على حق ، وغيرهم على باطل ،وهومايحول دون وحدة المعارضة.



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية حوار المعارضة مع النظام السوري بين المعلن والمسكوت ع ...
- خواطر شاهد عيان الخاطرة الثالثة
- خواطر شاهد عيان
- النظام السوري أمام الخيار الصعب
- تقاسم الأدوار بين ماهر وبشار ، أو بؤس الحل الأمني في سورية
- تأييدا لانتفاضة 15.03.2011
- الشعب يريد تصحيح المسار
- انتفاضة درعا بين ديكتاتورية القمة وانتهازية الحاشية
- الثورة الليبية بين نارين !
- ثورة 25 يناير في مصر وخارطة الطريق إلى التغيير
- صرخة في الآذان الصمّاء
- مرحبا بتونس ومصر
- هل الامتحانات المدرسية عمل أخلاقي
- مدخل منهجي لدراسة الفكر العربي الإسلامي في العصر الوسيط
- ثنائية الموقف العربي بين الدليس والتنفيس
- علم الإجتماع : بعض الإشكالات النظرية والتطبيقية
- الحزب السياسي بين الدين والدنيا
- وقفة قصيرة مع بعض أقوال - الرئيسي -
- مرة أخرى : في البدء كان الفعل
- الأزمة اللبنانية بين الظاهر والباطن


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - المعارضة السورية وحكاية دق الطبال